FilFan.com
FilFan.com تاريخ النشر: السبت، 24 ديسمبر، 2005 | آخر تحديث: السبت، 24 ديسمبر، 2005
الملصق الدعائي لفيلم "ميونخ"

القدس (الأراضي المحتلة) - رويترز : يبدوا أن الضجة التي صاحبت الإعلان عن موضوع فيلم المخرج الأمريكي الأشهر ستيفن سبيلبيرج "ميونخ" أو munich لن تهدأ قريباً خاصة مع تناول جماعات مختلفة إسرائيلية ويهودية الفيلم من منطلق سياسي بعيداً عن تقنياته الفنية.

وشعر مسؤولون مخضرمون في الموساد بالدهشة عند عرض فيلم المخرج اليهودي الذي يدور حول الأحداث التي أعقبت مقتل الرياضيين الإسرائيليين في دورة الألعاب الأوليمبية عام ، وظهر فيه ضابط في الموساد يأمر العملاء بالاحتفاظ بايصالات مصروفاتهم من أجل العملية بينما هم متخفون في الخارج.

ويوضح الفيلم أن تلك الإيصالات ساعدت في كشف العملية ، عام 1973 بعد أن قتل جواسيس أرسلوا الى النرويج نادلا اعتقدوا خطأ أنه العقل المدبر لهجوم فلسطيني وقع في دورة الالعاب الاولمبية التي أقيمت قبل ذلك بعام واحد وقتل خلاله 11 رياضيا اسرائيليا.

وربما تمكن القتلة من الهرب لكن واحداً منهم لم يكن عضواً مدرباً في المخابرات الإسرائيلية "الموساد" ، بل كان متطوعاًَ من أصول دنمركية أحُضر من الخارج لمهاراته اللغوية.

واحتفظ المتطوع بإيصالات المصاريف التي أنفقها على أمل استرداد الأموال ، وعندما اعتقلته الشرطة النرويجية أعطاها إفادة مكتوبة عن أنشطته أدت إلى اعتقال ومحاكمة باقي الفريق بتهمة القتل فيما عده البعض أكبر فضيحة للموساد.

وقال الإسرائيلي جاد شيمرون عندما سئل عن رأيه في الفيلم "إنه نسخة تندرج تحت بند اللامعقول من طريقة العمل".

وأضاف لرويترز "ينتظر من العملاء تقديم ما يدل على المصاريف التي تحملوها ، لكن ليس إن كان هذا يعني المخاطرة بكشفهم ، يستطيعون بسهولة تبليغ الإدارة عن مصاريفهم من الذاكرة عندما يعودون إلى الوطن ويقبل ذلك على أساس الثقة".

وكانت هذه واحدة بين شكاوى عدة بشأن الفيلم رددها أناس على معرفة مباشرة بطبيعة عملية الانتقام الإسرائيلية.

ويرسم فيلم سبيلبرج صورة قاتمة لمصير لخمسة رجال أرسلتهم إسرائيل لتعقب وقتل أعضاء في منظمة التحرير الفلسطينية وجهت إليهم أصابع الاتهام في الهجوم الذي حدث خلال دورة الألعاب الأولمبية.

والفيلم مقتبس عن رواية "الانتقام" التي صدرت في عام 1984 وتروي في صورة يوميات اعترافات أحد أفراد فرقة الاغتيال ، ويصور الفيلم فرقة الاغتيال وهي تتحرك في أوروبا والشرق الاوسط دون رقابة تذكر بينما يعاني أفرادها من انعدام الثقة في النفس.

وحرص سبيلبرج على إضافة جملة تقول إن الفيلم "مستلهم" فقط من أحداث حقيقية لكن الكثير من الإسرائيليين عبروا عن خيبة أملهم في مخرج فيلم "قائمة شندلر" أو schindler''s list عن محارق النازي بعد إجراء أبحاث طويلة.

ويقول دافيد كيمش الذي كان مسؤولا كبيرا في الموساد خلال السبعينيات "أعتقد أنها مأساة أن يبني شخص في مكانة ستيفن سبيلبرج الذي أخرج أفلاما رائعة هذا الفيلم على كتاب يتضمن معلومات خاطئة".

وترتكز معظم انتقادات الإسرائيليين على تصوير الفيلم للجدل الأخلاقي الذي ينصب على فرقة الاغتيال.

ووصف ضابط سابق في القوات الإسرائيلية الخاصة شارك في عملية اغتيال خطط لها الموساد في الثمانينيات ذلك بأنه أمر خيالي.

وقال "كلنا أدينا الخدمة العسكرية الإلزامية وكلنا خضنا تجارب قتالية وكلنا قبلنا ضرورة الهجوم على أعدائنا بقوة ، إسرائيل دولة تخوض حربا".

وأضاف "نحن نذهب ونؤدي المهمة ونأمل في العودة في الوقت المناسب لنتاول الافطار مع أولادنا ونصحبهم للمدرسة".