الحكم علي الأعمال الفنية بعد المشاهدة: وليس بعد (أم دولت) أو مقصلة السوشيال ميديا

تاريخ النشر: الأربعاء، 15 يناير، 2025 | آخر تحديث:
أعمال سينمائية تم إعادة تقديمها

إن الإقدام على إعادة إنتاج أحد كلاسيكيات السينما المصرية .. أمر محفوف بالفرص والمخاطر في آن واحد .. شاهدناه من قبل في العديد من الأعمال المميزة قديمًا وحديثًا أيضًا .. ولعل من أبرزها ما قدمته السينما في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي.

من روائع السينما مثل فيلم "ارحم دموعي" انتج في عام 1954 م في نسخته الأصلية بطولة فاتن حمامة وعماد حمدي عن قصة أجنبيه لجورج أونيه وسيناريو واخراج بركات، ثم تم إعادة إنتاجه عام 1972 م عن نفس القصة ولكن بعنوان "حب وكبرياء" وبطولة نجلاء فتحي ومحمود ياسين وسيناريو يوسف عيسي وإخراج حسن الإمام.

تابعوا قناة FilFan.com على الواتساب لمعرفة أحدث أخبار النجوم وجديدهم في السينما والتليفزيون اضغط هنا

المفارقة أن الفيلم الأصلي "ارحم دموعي" كان مرشحًا لإخراجه مخرج الروائع حسن الإمام ايضا، وقد حضر بالفعل أول يوم تصوير إلا أن بركات تولي الإخراج فيما بعد لأسباب لا داعي لذكرها .. وبعد نجاح التجربة الأولى تشجع نفس الفريق تقريبًا بخوض تجربة ناجحة للمرة الثانية بفيلم "بين الأطلال" عن رائعة يوسف السباعي .. انتج في نسخته الأصلية عام 1959 م بطولة فاتن حمامة وعماد حمدي أيضًا، نجمي تلك الفترة، ومن سيناريو وإخراج عز الدين ذو الفقار، ثم أعيد إنتاج الفيلم مجددا بعنوان "اذكريني" الاسم الأصلي للرواية، عام 1978 م .. ويضا من بطولة نجلاء فتحي ومحمود ياسين نجمي تلك الفترة أيضا .. ولكن السيناريو في النسخة الجديدة كتبه رفيق الصبان، ومن إخراج بركات، راهب أفلام فاتن حمامه المفضل مع المصور وحيد فريد.

تحية كاريوكا وشكري سرحان من فيلم "شباب امرأة"

وقد تم إعادة إنتاج تلك الأعمال المستحدثة في وجود وحياة أبطالها الأصليين وأشادوا او علي الاقل لم يعترضوا على إعادة الانتاج بوجوه جديدة انذاك، وقد لامست تلك الأعمال المستحدثة سينمائيا نجاح النسخ الأصلية من كلاسيكيات السينما العربية ولكن برؤية عصرية شديدة الاتقان وسياق درامي مستجد متطور واداء متميز للممثلين بالإضافة إلى سيناريو وإخراج شديد التميز يتماهي مع الأصل الي حد كبير.

وتجدر الإشارة هنا إلى تقديم هذه الأعمال من خلال ذات الوسيلة وهي السينما، بتكامل عناصرها الابداعية قد ساهمت في تعريف الاجيال الشابة بتلك الأعمال الخالدة واضافت الي نجاحات الاعمال بجودة وتميز عصري .. كما هناك العديد من الأعمال السينمائية الفنية التي تم اعادة إنتاجها تليفزيونيًا لعل من ابرزها ثلاثية نجيب محفوظ "بين القصرين" و"قصر الشرق" و"السكرية" التي لاقت نجاحًا تليفزيونيا أضيف لنجاحها السينمائي جماهيرية جديدة .. علاوة على إنتاج رائعة "نحن لا نزرع الشوك" سينمائيا عن قصة يوسف السباعي بطولة شادية وصلاح قابيل ومحمود ياسين وسيناريو أحمد صالح وإخراج حسين كمال في عام 1970 م.

ثم أعيد إنتاجها تليفزيونياً في عام 1998 م وقد طاول نجاح القصة الادبية التي نشرت في عام نجاحها مسلسلا اذاعيا في رمضان عام 1968 م بطولة شادية وحسن يوسف ويوسف شعبان واخراج محمد علوان قبل تقديمها سينمائيًا.

ربما كانت تلك التجربة المميزة وليست الوحيدة التي تتابعت نجاحاتها كتابيًا واذاعيًا وسينمائيًا ثم تليفزيونيًا وهناك أعمال اخري كثيرة .. ولعل أحد أهم عناصر النجاح لانتقال قصة "نحن لا نزرع الشوك" من جماهيرية السينما إلى جماهيرية التليفزيون أن المخرج وكاتب السيناريو في كل من السينما والتليفزيون كانا المبدعين المخرج حسين كمال والسيناريست احمد صالح .. وبعد نجاح الفيلم اختارا بعناية فائقة الفنانين آثار الحكيم وخالد النبوي وياسر جلال لبطولة المسلسل التليفزيون بكل حكمة واقتدار.

تألق الجميع مجددًا مع مجموعة من الشباب الواعد الصاعد علي الشاشة التليفزيونية انذاك وضمن سياق الزمن .. وغالبًا ما يمر في حدود 25-30 عامًا بين العمل الفني الأصلي والعمل الفني المستجد ربما تتجاوز حقوق الملكية الفكرية لصناع العمل وتفاديًا للورثة .. رغم بقاء حقوق الملكية الفكرية لمؤلفي القصة او الحكاية او الحدوتة واحدة في تلك الأعمال مع تحديث السياق نسبيًا من حيث الزمان والمكان والوسيلة وإمكانياتها .. وقد كان ضمن سياق الزمن في تلك الفترة وجود نخب في الاداء والانتقاء والرقي في التذوق الفني بذائقة ونخبوية متميزة.

غادة عبد الرازق تعيد تقديم فيلم "شباب امرأة" في مسلسل

وكذلك وجود نخب فريدة في النقد او الانتقاد يستقي منها المتلقي او الجمهور طيب النقد وحسن التحليل و مذاق الانتقاد بذائقة فنية منتقاة ومؤثرة وبعيدة عن اي مصالح أو مواقف او تصفية حسابات من جماعات غير مؤهلة أولًا ثم لا تملك ابسط درجات الموضوعية ثانيًا .. او حتي لا تمتلك إلا الشخصنة للأمور والمصلحة للانجاز او السباب عمال علي بطال دون اي مبررات او مؤهلات اخري .. ضجيج من الغوغائية افرزته ما تسمي بوسائل التواصل أو التفسخ الاجتماعي.

ويتبادر كل ذلك الي الذهان قبل التحدث عن الضجة المفتعلة او المشتعلة عند اعادة انتاج رائعة ادبية اذاعية او سينمائية او تليفزيوني مثل ما اثير ويثار حول فيلم "شباب امرأة" انتاج عام 1956 م .. عن قصة محمد يوسف غراب وحوار السيد بدير وسيناريو واخراج صلاح ابو سيف وبطولة كل من تحية كاريوكا وشكري سرحان وشادية واخرون يتقدمهم بالتأكيد عبدالوارث عسر في اروع أدواره وكل أدواره رائعة حتي الآن.

لذا في اعادة الروائع الناجحة جماهيريًا يكاد كسائر كل عمل مستجد محفوفًا بالفرص وكذلك التحديات .. اما ان يضيف للنجاح السابق للعمل الفني أو علي يتماهي بالاقتراب منه بجديد المذاق وعصرية السياق المكاني والزماني .. اما علي الاقل يؤكد تفوق العمل الأصلي رغم ظروف وامكانيات وسياق العمل في تلك الفترات تحديدًا.

وقد تكون إحدى المؤشرات الاولية للنجاح هي اهمية اعادة القصة او الرواية او الحكاية في الزمن المعاصر وهذا غالبًا ما يكون متوفرًا لضمانات الانتاج والتمويل .. ثم يلي ذلك اسماء المرشحين لتقديم العرض المستجد وهنا دائمًا ما يبدأ اللغط والغلط والأخذ والرد .. ومع كامل الاحترام للجماهيرية وخلفياتهم وذائقتهم المتغيرة يتوقع من النقاد والنخب المثقفة واهل الاختصاص قيادة الرأي العام المجتمعي وليس العكس .. ولكن وسائل التواصل الاجتماعي تقدم عادة غوغائية المتطفلين او المرتزقة علي اهل الاختصاص والمهنة .. مع كامل الاحترام والتقدير لكافة الاراء دون تجريح او تكميم.

وكما يقول المثل الشعبي الشهير يا خبر النهاردة بفلوس بكره يبقي ببلاش .. هذا اذا استثنينا اهمية دراسات الجدوي الاقتصادية والإنتاجية والتسويقية لهكذا انتاج قبل الإهدار لا سمح الله .. ومهما كانت النتائج لابد من الحكم علي العمل بعد مشاهدته كاملا او علي الاقل أجزاءه الأولى المبشرة او المحفزة او غير ذلك .. وليس فقط من ترشيحات الأدوار والممثلين فقد تحدث المفاجأة الايجابية وهذا ما نتمناه لكل جهد فني ابداعي غير مستباح لمقصلة الفشل قبل ان يبدأ علي ألسنة اللهب واسنة السكاكين المسلطة بدون وجه حق او اطلاع او حتي مشاهدة واصدار احكام مسبقة دون وعي او موضوعية او مصداقية .. وان غدا لناظره قريب او الي ناصره غير قريب ايضا وليس اقرب إلا بعد المشاهدة قريبًا وقريبًا جدًا باذن الله .. فهل هذا امر يسير ام عسير؟!

اقرأ أيضا:

ناهد السباعي وسارة عبد الرحمن ومحمد زيدان من بينهم ... النجوم في العرض الخاص لفيلم "6 أيام"

مريم شريف ومحمد ممدوح ومحمد جمعة من بينهم ... أبطال وصناع "سنووايت" يحتفلون بالعرض الخاص للفيلم

يضم 9 أغنيات ... تفاصيل ألبوم أحمد سعد "حبيبنا"

سالي عبد السلام تحير جمهورها حول طلاقها

لا يفوتك: في الفن يكشف حقيقة وليد فواز مبدع أدوار الشر

حمل آبلكيشن FilFan ... و(عيش وسط النجوم)

جوجل بلاي| https://bit.ly/36husBt

آب ستور|https://apple.co/3sZI7oJ

هواوي آب جاليري| https://bit.ly/3LRWFz5