حاتم سعيد

سيد حجاب ورحلة التعبير عن فلسفة البسطاء

تاريخ النشر: الاثنين، 23 سبتمبر، 2024 | آخر تحديث:

سيد حجاب

"إيه معنى دنيتنا وغاية حياتنا .. إذا بعنا فطرتنا البريئة الرقيقة، وإزاي نبص لروحنا جوه مراياتنا إذا إحنا عشنا هربانين من الحقيقة" ..

تبدوا تلك الأبيات الشعرية مألوفة لدى أغلب المصريين وظلوا يسمعوها دومًا على مدار سنوات وحتى الأن، فقد جاءت تلك الكلمات في "التيتر" الشهير لمسلسل "المال والبنون" من غناء على الحجار ولحنها ياسر عبد الرحمن وبالطبع كتب أبياتها الشاعر سيد حجاب.

تابعوا قناة FilFan.com على الواتساب لمعرفة أحدث أخبار النجوم وجديدهم في السينما والتليفزيون اضغط هنا

وتلك الأبيات تعد هي الأقرب لوصف الفلسفة الحقيقية التي تبناها سيد حجاب على مدار سنوات كتابته للشعر العامي، ذلك النوع من الشعر الذي حاول من خلاله التعبير عن فلسفة البسطاء من خلال استخدام العديد من المرادفات التي لا يخلوا منها عقل سيد حجاب.

البداية كانت لسان حال الصيادين

منذ الديوان الأول للشاعر سيد حجاب "صياد وجنية" والذي صدر بفترة الستينيات كان واضحًا بأن هذا الشاب الذي نشأ بمدينة المطرية في الدقهلية يكتب أشعارًا تُعبر عن البسطاء الحقيقيين الذين نشأ وسطهم، تلك المجموعة من الصيادين الذين ينتظروا بشكل يومي ما يجود به البحر إليهم.

تكونت موهبة والمخزون الداخلي للشاعر سيد حجاب بتلك الأجواء الساحرة التي ضمت البُسطاء الذين يسعون على رزقهم ويُحيط بهم البحر بما يحمله من أساطير وحكايات وأحلام مؤجلة لأجيال مُتعاقبة، وحمل سيد حجاب بداخله ذلك الحلم أن يكون لسان حال كل بسيط.

وكان الحل هو أغاني الدراما التلفزيونية

قليلون من يقرأون في مجتمعنا وبالطبع الأقل من يهتمون بقرأة الشعر، لذلك امتلك الشاعر سيد حجاب أسلوبًا خاصًا ليصل بكلماته لكل إنسان ويظل كل منا يُردد أشعاره حتى الأن، "وبعدهالك مالك ومالنا .. يا دنيا حالك فوق احتمالنا .. لا صونتي مالنا ولا جمالنا .. بس إحنا لسه حاضنين أمالنا"، بتلك الكلمات عبر بأشعاره عما يكمن داخل كل إنسان عاندته ظروف الحياة وجاءت أيضًا بمسلسل "الحقيقة والسراب".

وكان هذا هو الطريق أن يجعل كلماته بداخل الاعمال الدرامية التلفزيونية، ليعد واحدًا من أبرز رواد تلك الأغاني والتي نتشرت لدى الجمهور على مدار سنوات، وتكون تلك هي الطريقة الأسرع لوصول كلماته وأشعاره للجمهور العادي الذي يُعبر عنهم.

على الرغم من النجاح الكبير في تعبيره عن الفلسفة الخاصة بالطبقة البسيطة والمُهمشة إلا أن سيد حجاب كان له دورًا كبيرًا في الكتابة للأطفال.

ذلك الشاعر الذي حمل هموم وألام أحلام الناس على مدار سنوات لم يغفل أن يكتب للطفل، فجاءت العديد من الأغاني والتي نشأ عليها جيل كامل من الاطفال بتوقيعه، والذي يستمع جيدًا لتلك الأغنيات يعلم بأن الشاعر سيد حجاب كان يحمل بداخله طفلًا بداخله مُحب للحياة وجمالها ويسعى لإكتشاف كل شئ بها بذلك الفضول الطفولي.

ويظل الشاعر سيد حجاب نموذج استثنائي في الشعر العامي المصري والشعر العربي بشكل عام، نجح في أن يصل بكلماته لكل إنسان لتظل ونيسًا له، فهو دومًا ما أحب الناس ومن تمنى أن يصبح أميرًا للحواديت فقال: "لو كنت أمير من أمراء الحواديت .. كنت أدي لكل فقير وفقيرة بيت .. بيت بجنينة مليانة زهور .. وبعشة مليانة كتاكيت .. وأعلق فوقه قمر بنّور .. ونجوم لولي فتافيت فتافيت".