طلب عاجل ... قبل ما نقول خلاص "توو ليت"

تاريخ النشر: السبت، 17 أغسطس، 2024 | آخر تحديث:
توو ليت

نداء عاجل لنقابة الموسيقيين: كما طالبتكم من قبل بفتح باب الانتساب لمؤديي "المهرجانات" حتى يتم تهذيب ألفاظ أغانيهم، أطلبكم الآن بفتح باب الانتساب في شعبة خاصة لـ"الرابرز" لا ينتسب إليه أحد إلا بعد الحصول على جلسات علاج "التخاطب" في مراكز معتمدة، لإنقاذ جيل كامل من الأطفال مهدد بفقد الطريقة الصحيحة لنطق العربية.

"لكل عصر فنونه ولكل فترة ما يليق بها"، هذه حقيقة ثابتة لا جدال فيها، أكدها أجدادنا في مثل عبقري من ثلاث كلمات يقول: "لكل وقت أدان".

تابعوا قناة FilFan.com على الواتساب لمعرفة أحدث أخبار النجوم وجديدهم في السينما والتليفزيون اضغط هنا

لكل وقت ما يناسبه، ما يشبهه، ما يعبر عنه، والفنون أكثر وأسرع ما يتغير في المجتمعات، ولأننا ثقافة قامت على "الكلمة"، فإن أسرع ما يتأثر لدينا باختلاف الوقت والزمن، وأكثر ما يؤثر فينا هو الفنون القولية، أو بمعنى أبسط الأغاني.

موجات من التغيير تتوالى عبر الأزمنة تشبه موجات البحر، تطرد القديم وتدفنه في رمال الشاطئ، وتفرش صفحة بحر الإبداع بوجه جديد، مهما قاوم الناس الجديد لن يستطيعوا إيقافه، قولا واحدا، لن يستطيع أحد إيقاف التغيير.

أم كلثوم أزاحت منيرة المهدية، وجيل عبد الحليم حافظ أزاح أسلوب الطقاطيق والأدوار الغنائية، وجيل الثمانينيات والتسعينيات أزاح الغناء الطربي وأسلوب السلطنة، وهكذا تتوالى الأجيال في حالة تسليم وتسلم، بشكل يعكس إيقاع العصر وذوقه وأسلوب معيشته ومستوى ثقافته.

اعذروني على المقدمة السابقة التي أقرّت واقعا ولم تقدم جديدا، لكنها كانت ضرورية حتى لا يتوهم أحد أنني أحارب الجديد، أو أقف -لا سمح الله- معارضا للتطوير والتجديد، كل ما أرجوه هو رؤية الوضع الحالى بهدوء والانتباه لآثاره، وبعد ذلك يحدث ما يحدث.

اقرأ أيضا: "المهرجانات" تاني ... وصراع طواحين الهواء

الموجة الحالية من التطور الغنائي في مصر والعالم العربي هي بلا شك موجة أغاني "الراب"، التي تكتب بهدوء نهاية عصر الأغنية الشبابية، التي يعيش ما تبقى من نجومها أيامهم الفنية الأخيرة، محاولين اللحاق بعصر "الراب" مرة بتقليد موسيقاهم ومرة بتقليد كلماتهم وطريقتهم، بشكل بائس لا يختلف كثيرا عن أنابيب الأكسجين في غرف الرعاية المركزة، التي تمنح المرضى ساعات إضافية من التنفس قبل الرحيل.

"الراب" يستحق الكثير من التنظير والتحليل الجاد كظاهرة فنية واجتماعة، خاصة بعدما زادت مساحة انتشاره يوما عن يوم، وبعدما أصبح له نجوم ورموز ومشاهير، لذا أشعر أنه حان الوقت لبعض التنظير عنها.هذا المقال ليس مكانه، ما أريد الوقوف أمامه هنا هو طريقة نطق "الرابرز"!

وعند سماعي لأغاني المغني "المُقنع" توو ليت التي تحقق انتشارا كبيرا وتشغل الشباب على السوشيال ميديا، لغرابة القناع أولا، ثم للتشابه الكبير بين موسيقاه والموسيقى الموجودة بالفعل حاليا، فهو لم يبعد كثيرا ووقف في منطقة وسط بين القديم والجديد، بشكل جعله مألوفا قريبا من الآذان، فوصل إلى جمهور "الراب" وجمهور الموسيقى العادي الذي يحتفل بأي أغنية يجد فيها جملة مفهومة، كما فعل ويجز قبله عندما قدم "البخت" و"كيفي كده"، وقدم تجربة لطيفة وخطوة جيدة للخروج من مرحلة وزمن إلى مرحلة وزمن جديد.

أفهم أن يختلف ذوق الموسيقى ونستمع إلى أشكال لم نكن نتخيلها أو نتصورها، أتفهم جدا أن نستمع إلى ألفاظ وتعبيرات لم نعتد عليها، إيمانا بتطور اللغة ككائن حي، لكن ما لا أتفهمه ولا أجد له مبرر ولا أستطيع حتى ربطه بأي شكل من أشكال التجديد والتطور، هو النطق الغريب لحروف وكلمات اللغة العربية.

عندما تستمع "الرابرز" في مصر ستشعر أنك أمام حالة من اثنين ليس لها ثالث:

- إما من يغني أجنبي بدأ يتعلم اللغة العربية في سن الـ30، وينطقها على طريقة نطق وفاء سالم "التاريخية" لاسم محمد في فيلم "النمر الأسود".
- أو أمام مريض يحتاج إلى تناول 3 أقراص اسبرين ونقله في أسرع وقت للمستشفى لإنقاذه من جلطة في لسانه.

التجديد مفتوح إلى ما نهاية في الموسيقى وأشكال الغناء و"تقاليعه"، ارتدوا ملابس غريبة، وضعوا أقنعة على وجوهكم، واتركوا شعركم وذقونكم بالشكل الذي تريدونه، لكن عندما ينحرف النطق ومخارج الألفاظ لهذا الشكل، فهذا هو غير المفهوم والمرعب، لمجرد تخيل أنه يمكن بعد عشر سنوات أن أجد الأطفال والشباب يتحدثون بهذه الطريقة، وأجد نفسي أمام مطرب أو إعلامي غير قادر على رفع لسانه لسقف حلقه حتى يخرج الحرف واضحا ومميزا عن غيره من الحروف.

جددوا في الموسيقى زي ما انتوا عاوزين واتركوا اللهجة المصرية في حالها.

اقرأ أيضا:

أحمد حلمي و"النونو" ... هذا ما يجب أن نخاف منه

"حالة خاصة" ... المسلسل "الكيوت" وإقحام قصة "المصريين"

قصة "يا طير" ... محمد منير المسكون بحب التجديد

رسائل حرة مباشرة ... مسلسلات رمضان 2024

لا يفوتك: #نظرة_على_المشهد_الأخير قصة مـ..قتل نيازي مصطفى بطريقة سـ..ـا دية التحقيق مع 65 كومبارس وسر ظهور فاروق الفيشاوي في الصورة

حمل آبلكيشن FilFan ... و(عيش وسط النجوم)

جوجل بلاي| https://bit.ly/36husBt

آب ستور|https://apple.co/3sZI7oJ

هواوي آب جاليري| https://bit.ly/3LRWFz5