بين دواعي السفر ودواعي الوحدة الكثير من الأسئلة

تاريخ النشر: الجمعة، 14 يونيو، 2024 | آخر تحديث:
سلسل دواعي السفر

علي والقبطان إبراهيم وهدى وشلة كاسرين الوحدة، تعلقنا بهم وكأنهم أفراد من لحم ودم في مسلسل "دواعي السفر" المسلسل الذي يجعلك تنظر للحياة كلها بشكل مختلف، ووجه رسالة أن العطاء ومساعدة الآخر تساعدك أيضًا ويظهر أثرها فيما بعد.

يرجع تعلقنا بشخصيات المسلسل للسيناريو الذي كتبه مخرج العمل محمد ناير والذي كان محكمًا بدرجة كبيرة من حيث بناء الشخصيات وبناء الحبكة الرئيسية-وهي علاقة علي بإبراهيم- والحبكات الفرعية والحوار الذي طالما كان دافعًا للأحداث وخادمًا للجمهور كي يعرف معلومات جديدة عن شخصيات المسلسل.

تابعوا قناة FilFan.com على الواتساب لمعرفة أحدث أخبار النجوم وجديدهم في السينما والتليفزيون اضغط هنا


فقط كنت أتمنى أن تظهر "هدى" الإنسانة بشكل أكبر من ذلك، والتي لعبت دورها الفنانة نادين بشكل جيد متناسب مع طبيعة عملها كمعالجة نفسية، ولكن هدى في معظم المشاهد كانت تنصح الآخرين بلهجة المعالجة النفسية، فلم نعرف عن طباعها الكثير.

على صعيد آخر لم تكن قصة شريفة من الضروري استكمالها مع علي، وخاصة بعدما صرح لإبراهيم بحبه لسلمى.

بدى كل شيء في محله في هذا السيناريو؛ الفلاش باك ببداية الحلقات، الأغاني التي توقعت بوجود أمير عيد ستصبح كثيرة بلا مبرر درامي فيما لم يخذلنا محمد ناير ووضعها في مكانها، وكذلك الفويس أوفر أيضًا.

نقطة ضعف المسلسل الرئيسية في رأيي كان أداء أمير عيد والذي على الرغم من كونه مغنيًا ناجحًا لا يجيد التمثيل مطلقًا. فأمير عيد يتبنى قضايا علقت به الشباب وصدقه كإنسان وكفنان جعلت الجمهور يهضم أدائه ربما، ولكن في الواقع شخصية علي كانت شخصية ثرية للغاية.

أمير عيد من مسلسل "دواعي السفر"

شخص ذو ماضٍ شائك ومستقبل مبهم ومرض نفسي كان لابد أن يعمل على هذه الشخصية بشكل أقوى من ذلك. فعلي كان بالنسبة لنا في كل المشاهد جميع ردود أفعاله باردة؛ الغضب مثل الحزن مثل الشعور بالفقد والمرارة. لم نرَ مشهدًا واحدًا لعلي يبكي رغم كم المواجهات التي حدثت بينه وبين شخصيات كثر في المسلسل؛ من القبطان إبراهيم إلى شريفة إلى أخيه بالتبني سمير وصولًا بالمواجهة الكبرى بينه وبين أمه التي قدمت شخصيتها في مشهد رائع الفنانة إسعاد يونس.

ربما يبرر البعض أن علي مريضا بالاكتئاب، ولكن في حقيقة الأمر مريض الاكتئاب لا يصدر وجه بلا انفعال طوال الوقت.

كل الشباب كانوا على درجات من الأداء الجيد بالمسلسل مقارنة مع سنهم وخبرتهم القليلة، فحتى أحمد زاب ثروت قدم مشهدًا جيدًا جدًا كضيف للشرف، وعلى ذكر ضيوف الشرف فاختيار ضيوف الشرف كان جيدًا جدًا وزاد المسلسل مصداقية ونجاحًا. وفي مقابل الأداء الضعيف للنجم أمير عيد كان الأداء المتميز للنجم كامل الباشا.

الوحدة التي سخر لأجلها محمد ناير كل شيء

الوحدة ما جمعت جميع أبطال العمل، وجعلتهم على قلب رجل واحد للخروج منها بإصرار وحب. وقد وظف محمد ناير كل شيء من أجل إظهار تأثير الوحدة على أبطاله.

الألوان في المسلسل مثلًا كانت قاتمة، والتصوير معظمه ليلي، فالوحيد تهاجمه الوحدة معظم الأوقات ليلًا.

كما استخدم أكثر من كادر يجعلنا نشعر بوحدة علي والقبطان؛ على سبيل المثال كادر بالحلقة الثانية وعلي في المستشفى ينتظر تحسن حالة إبراهيم. الناس حوله يذهبون ويجيئون عدا هو جالسا في مقعده وحده تسير الحياة من حوله فيما عدا حالته.

مشاهد من مسلسل دواعي السفر

كادر آخر يظهر فيه علي في الشرفة وحدة وعلى الطرف الآخر إبراهيم وحده في شرفته، لنشعر بالتماس بين حالة علي وحالة إبراهيم من الوحدة.

كادر آخر متكرر كوب القهوة الذي يجلبه علي لأبيه المتوفي، يعبر عن وحدة علي أيضًا وحالة إنكاره لوفاة أبيه. فقط كنت أتمنى أن تصبح هذه القهوة رمزية لحالة إنكار علي دون الحديث عنها في حوار مع سمير الذي تحول لحوار عبثي عن الأب الذي لا يشرب القهوة بعد وفاته!

مشاهد من مسلسل دواعي السفر

وظف محمد ناير أشياء أخرى للتعبير عن الحالة الشعورية المختلفة للشخصيات وليس فقط التعبير عن الوحدة، كأغنية "اه لو تعرف" لنجاة التي صدح صوتها فيخلفية الشجار بين إبراهيم وعلي في الحلقة السابعة تعبيرًا عن حالة حب إبراهيم لهدى التي تحولت إلى كابوس بعد معرفة حالتها الاجتماعية في مفارقة درامية يعرفها الجمهور من قبل لم تصل لإبراهيم سوى في الحلقات الأخيرة.

على صعيد آخر وعلى مستوى الإخراج والتصوير نرى جميع مواجهات علي لها كادرات متميزة، فعلي وهو يواجه شريفة يجلس في كرسي يجعله يبدو أقصر منها؛ لأن حجتها كانت قوية، فيبدو ضعيفًا أقل منها في القدر والحجة، فيما أثناء مواجهته مع أمه يجلس في المقابل لها وتبدو مواجهة قوية على قدر وجعه منها حتى لو بنى هذا الوجع على معلومات مغلوطة.

وجد البعض نهاية المسلسل صادمة، ولكني وجدتها واقعية وإن سببت لجمهور مشاعر الحزن التي جزء لا يتجزأ من الحياة.

يقول علاء الأسواني في كتابه "نيران صديقة" إن الأوهام كما تخدعك تؤنسك، أما الحقيقة الباردة الصارمة فتلقي بك في وحشة قاسية
ربما أراد علي أن يهرب من الحقيقة الباردة الصارمة أنه المخطىء في مواقف كثيرة، ولجأ للأوهام كي تؤنسه في وحدته، وبين دواعي السفر ودواعي الوحدة نجد أنفسنا في مغامرة أو سفرية ما نواجه فيها أنفسنا.

اقرأ أيضا:

إيمي طلعت زكريا تكشف عن تجربتها مع الخوف من العفاريت: كنت بحلم بحد معايا في علاقة وأنا نايمة

منة شلبي تشتري صك أضحية باسم الراحل أشرف مصيلحي .. وأرملته منال الصيفي تعلق

هاني شنودة: عمرو دياب مدان في واقعة صفع المعجب ... لا بد نحترم جمهورنا

الإعلامية أميرة بدر: عمرو دياب لا يجيد التعامل مع الناس ... وعصام صاصا مسموع أكثر منه في الشارع

لا يفوتك: #نظرة_على_المشهد_الأخير قصة مـ..قتل نيازي مصطفى بطريقة سـ..ـا دية التحقيق مع 65 كومبارس وسر ظهور فاروق الفيشاوي في الصورة

حمل آبلكيشن FilFan ... و(عيش وسط النجوم)

جوجل بلاي| https://bit.ly/36husBt

آب ستور|https://apple.co/3sZI7oJ

هواوي آب جاليري| https://bit.ly/3LRWFz5