أحمد شوقي

مهرجان برلين 2024: كل ما تريد معرفته عن أفلام المسابقة

تاريخ النشر: الأربعاء، 7 فبراير، 2024 | آخر تحديث:

قائمة ثرية بالأسماء الكبيرة والأفلام المنتظرة قام مهرجان برلين بالإعلان عنها لدورته الرابعة والسبعين، والتي تنطلق بعد أيام في العاصمة الألمانية خلال الفترة بين 15 و25 فبراير. 20 فيلمًا تتنافس في المسابقة الدولية على جائزة الدب الذهبي، كُبرى جوائز المهرجان وأحد أعرق وأهم الجوائز السينمائية في العالم.
في هذا المقال نتعرف على كل المعلومات التي تحتاجها عن أفلام المسابقة الدولية لبرليناله 74.

كعكتي المفضلة My Favourite Cake – إيران

في نسخة برليناله 2020 التي أقيمت قبل أيام من إغلاق كل ما في العالم بسبب الجائحة، برز الثنائي الإخراجي الإيراني مريم مقدم وبهتاش صناعيها اللذان شارك فيلمهما "أغنية بقرة بيضاء Ballad of a White Cow" في المسابقة الدولية للمهرجان، ونال إشادة نقدية رغم خروجه بلا جوائز. مقدم وصناعيها يعودان لمسابقة برلين بحكاية أخرى لامرأة إيرانية، لكن في مرحلة عمرية مختلفة هذه المرة.

ماهين امرأة في السبعين من عمرها، تعيش وحدها، لكنها تقرر كسر عزلتها وحياتها الرتيبة حين تقابل رجلًا وتقع في حبه. لكن بالنسبة لامرأة في ظروفها لا يمكن أن يكون الحب أمرًا سهلًا. الفيلم من إنتاج إيراني فرنسي سويدي ألماني مشترك. جاء منع المخرجين من السفر إلى ألمانيا مؤخرًا من قبل السلطات الإيرانية ليلقي مزيد من الأهمية على الفيلم الذي أصدر المهرجان بيانًا صحفيًا لدعم مخرجيّه.

حمام الشيطان The Devil’s Bath – النمسا

ثنائي إخراجي آخر في المسابقة هما الزوجان النمسويان فيرونيكا فرانتز وسيفرين فيالا. ثنائي متوسط النجاح تخصص في صناعة أفلام الرعب، وأبرزها كان "ليلة سعيدة يا أمي Goodnight Mommy" الذي شارك في مسابقة "آفاق" بمهرجان فينيسيا 2014، لتكون المرة الأولى التي يشاركان فيها في المسابقة الدولية لأحد المهرجانات الكبرى.

"حمام الشيطان" إنتاج مشترك بين النمسا وألمانيا، وهو عمل رعب نفسي تاريخي تدور أحداثه في عام 1750 بإحدى بلدات الريف النمسوي، وسط مجتمع متزمت يحتقر المرأة ويضيق الخناق عليها، حيث تعيش المرأة المتزوجة أجنيس في تعاسة ومعاناة نفسية تدفعها للإقدام على فعل مخيف استجابة دوافع سوداوية داخلها. اختيار غير معتاد لفيلم في المسابقة الرسمية.

شامبالا Shambhala – نيبال

أول فيلم نيبالي في التاريخ يتم اختياره لمسابقة مهرجان برلين، يأتي كنتيجة طبيعية للمسيرة البارزة التي كوّنها المخرج مين بهادور بام منذ عام 2012 عندما صار فيلمه القصير "بانسولي Bansulli" أول فيلم في تاريخ دولته يشارك في مهرجان فينيسيا، الذي عاد إليه عام 2015 بفيلمه الطويل الأول "كالو بوثي Kalo Pothi" ليفوز بجائزة أحسن فيلم في مسابقة أسبوع النقاد، وترشحه نيبال ليمثلها في جوائز الأوسكار.

"شامبالا" تدور أحداثه في قرية نائية في جبال الهيمالايا، تعيش فيها بيما، المرأة المتزوجة حديثًا والتي تحمل طفلها الأول. عندما يختفي زوجها بشكل غامض تقرر الخروج في رحلة إلى البرية للبحث عنه رفقة الراهب المسؤول عنها، أخيه الذي صار زوجها الجديد بحكم العادات، ليمثل خروجهما إلى الخلاء رحلة تكتشف فيها بيما الحياة بشكلٍ مغاير.

أشياء صغيرة كهذه Small Things Like These - أيرلندا

لأول مرة منذ سنوات يختار برليناله أن يكون فيلم الافتتاح مشاركًا في المسابقة الدولية، بعد سنوات كان فيلم الافتتاح فيها عرضًا خاصًا خارج المنافسة، الأمر الذي يعكس إعجاب المهرجان بفيلم المخرج تيم ميلانتس، الذي يلعب بطولته النجم المرشح للأوسكار كيلان ميرفي، والذي كان قد عمل مع ميلانتس من قبل عندما أخرج له الموسم الثالث من المسلسل الشهير "بيكي بلايندرز Peaky Blinders" عام 2016.

أحداث "أشياء صغيرة كهذه" تدور خلال موسم عيد الميلاد عام 1985، حين يكتشف رجل أسرار مذهلة يخفيها الدير الخاص ببلدته، عندما يكتشف ما عُرف تاريخيًا باسم "المغاسل المجدلية"، مصحات نفسية دينية أديرت خلال عقود بغرض "إصلاح الشابات الساقطات". الفيلم مأخوذ عن رواية بنفس الاسم للكاتبة كلير كيجان.

نهاية أخرى Another End – إيطاليا

واحد من الأفلام المرتقبة في المسابقة، يقدم فيه المخرج الإيطالي بييرو ميسينا فيلمه الأول باللغة الإنجليزية، وفيلمه الطويل الثاني عمومًا بعدما تم اختيار فيلمه الأول "الانتظار The Wait" في المسابقة الدولية لمهرجان فينيسيا 2015، كما شارك بفيلم قصير في مهرجان كان 2012. يجمع ميسينا ثلاثة من أشهر الممثلين الدوليين: النجم المكسيكي جايل جارسيا بيرنال، الممثلة النرويجية ريناتى رينسفي، والنجمة الفرنسية الأرجنتينية برينيس بيجو.

"نهاية أخرى" فيلم خيال علمي رومانسي تدور أحداثه في مستقبل قريب، تمكنت فيه التكنولوجيا من إيجاد حل للفقد المباغت للأحبة، عبر إعادة خلق شخصية حبيبة البطل الراحلة في جسد امرأة أخرى يعيش معها فترة انتقالية يحاول خلالها التعايش مع موت حبيبته، فهل يمكن لروح الحبيب في جسد بديل أن تعوض آلام الفقد؟

أركيتيكتون Architecton – روسيا

رسميًا، الفيلم من إنتاج ألماني فرنسي أمريكي مشترك، دون أي مساهمة روسية في الإنتاج. لكن عمليًا سيُنسب إلى صانعه الكبير فيكتور كوساكوفسكي، أحد أهم صناع الأفلام الوثائقية النشطين حاليًا، والذي يقدم في فيلمه الطويل الثاني عشر حكاية تنظر لماضي العالم وحاضره ومستقبله من وجهة نظر خاصة جدًا: حكاية علاقة البشر بالخرسانة اليوم والأحجار قديمًا، وكيف يرى الإنسان طريقة حياته وشكل منزله في المستقبل.

أهمية الفيلم تنبع من اسم صانعه ومسيرته الحافلة بالأعمال الناجحة، وبكونه واحدًا من فيلمين وثائقيين في المسابقة الدولية بعد عام من مفاجأة حصول صانع الوثائقيات الفرنسي الكبير نيكولا فليبير على جائزة الدب الذهبي 2023 عن فيلمه "على أدامان Sur l’Adamant". يسافر كوساكوفسكي حول العالم، بين أطلال بعلبك التاريخية في لبنان إلى آثار زلزال تركيا الأخير ليُقدم رحلته لعلاقة البشر بالمعمار.

شاي أسود Black Tea – موريتانيا

واحد من فيلمين عربيين مشاركين في المسابقة، يأتي من أحد أهم وأشهر صناع السينما العرب والأفارقة المعاصرين، الموريتاني المالي عبد الرحمن سيساكو الذي لا يتوقف عن التجريب والذهاب بحاكاياته إلى أماكن بعيدة.

بعد عشر سنوات كاملة من فيلمه السابق "تمبوكتو Timbuktu" الذي رصد فيه وصول الجهاديين إلى مالي، ينتقل في فيلمه الجديد بين كوت ديفوار والصين، حين تقرر امرأة إيفوارية أن تهرب من زواجها التقليدي، وتسافر إلى نهاية العالم في الصين، لتعمل هناك في متجر للشاي، وتقابل رجل صيني يكبرها عمرًا فتبدًا في الوقوع في حبه. فيلم سيساكو من إنتاج فرنسي موريتاني لكسمبورجي تايواني إيفواري مشترك، بما يعكس الطابع الكوني لسينماه.

المطبخ La Cocina – المكسيك

علاقة طويلة تربط المخرج المكسيكي ألونزو رويزبالاثيوس بمهرجان برلين، منذ أن فاز فيلمه الطويل الأول "جويروس Güeros" بجائزة العمل الأول عام 2004، من يومها وجميع أفلامه الطويلة (ثلاثة حتى الآن) يختارها برلين لمسابقته الرسمية، وكان آخرها عمله الشهير "فيلم شرطة A Cop Movie"، الفيلم الهجين بين الروائي والتسجيلي من إنتاج نتفليكس الذي نال جائزة الإسهام الفني عام 2021 ليحصد بعدها نجاحًا دوليًا كبيرًا.

"المطبخ" قد يكون تجربة مشابهة، حيث تقول المواد الدعائية الصادرة عنه حتى الآن أن أحداثه تدور داخل مطبخ أحد المطاعم في مدينة نيويورك، حيث يعمل فريق من المهاجرين غير الشرعيين من بينهم الطاهي المكسيكي بيدرو. عندما تُسرق أموال المطعم ذات يوم ويجد بيدرو نفسه متهمًا، يقرر الانتقام على طريقته.

داهومي Dahomey – السنغال

دخلت السنغالية الفرنسية الشابة ماتي ديوب عالم السينما من أوسع أبوابه عام 2019، عندما لم تكتف باختيار فيلمها الطويل الأول "أتلانتيك Atlantics" في المسابقة الدولية لمهرجان كان، بل حصدت الجائزة الكبرى للجنة التحكيم Grand Prix في نهاية المهرجان، عن الفيلم الفريد الذي يمزج مشكلات الواقع الأفريقي بحس فانتازي منح الفيلم مذاقًا خاصًا.

تحل ديوب ضيفة على برلين للمرة الأولى، بفيلم وثائقي طويل ضمن فيلمين فقط في المسابقة. "داهومي" هو الاسم القديم لدولة بنين، التي ترصد المخرجة عودة 26 قطعة أثرية إليها كان الاحتلال الفرنسي قد استولى عليها عام 1982. ترصد ماتي ديوب صوت جيل جديد من شباب أفريقيا يعيد تفكيك الماضي الاستعماري. "داهومي" هو أقصر أفلام المسابقة بزمن عرض لا يتجاوز 67 دقيقة.

الإمبراطورية L’Empire – فرنسا

أغرب اختيارات المسابقة على الإطلاق يأتي من الفرنسي المخضرم برونو دومون، المجرب الكبير الذي ينتقل بحرية بين أنواع الأفلام ويحمل في جعبته ثلاثة جوائز رسمية وتنويهًا خاصًا في دورات مختلفة من مهرجان كان.

وجود دومون في مسابقة برلين أمر طبيعي جدًا، لكن الغريب أن يكون ذلك عبر فيلم كوميديا محاكاة ساخرة Parody يعيد فيه خلق عالم "حرب النجوم" الشهير في قرية في شمال فرنسا تشهد حربًا بين جيشين فضائيين تندلع بعد ولادة طفل ذي قدرات خاصة في القرية!
موضوع ملائم لفيلم تجاري يُعرض في القاعات، أو يتم اختياره لافتتاح مهرجان كان كفيلم فرنسي خفيف الظل، لكن أن يُشارك في مسابقة برلين، فهذا أمر يجعلنا نترقب الأسباب الفنية وراء منحه هذا المقعد في المسابقة.

وقت معلق Suspended Time – فرنسا

مخرج فرنسي كبير آخر يصل إلى برلين بفيلم كوميدي، حيث يشارك المخضرم أوليفيه أساياس للمرة الأولى في مسابقة برليناله بفيلمه الطويل الثامن عشر، بعد ست مشاركات سابقة في مسابقة مهرجان كان وثلاث مشاركات في فينيسيا.

أساياس يعود إلى فترة الإغلاق الناتج عن جائحة فيروس كورونا، حيث يجتمع في منزل ريفي شقيقين: صانع أفلام (النجم الفرنسي فينسان ماكاني) وصحفي متخصص في الموسيقى (ميكا ليسكو). يصل كل منهما وبصحبته حبيبته، لتبدأ الشخصيات الأربعة في التعامل مع الوضع غير المعتاد بالاحتجاز معًا في مكان واحد لفترة غير محدودة، في بيت يحمل الكثير من الذكريات غير المريحة للشقيقين. مرحلة عشناها جميعًا سنرى كيف سينقلها أوليفيه أساياس إلى الشاشة.

رجل مختلف A Different Man – الولايات المتحدة

الممثل الوحيد للسينما الأمريكية في مسابقة برلين هذا العام، والفيلم الوحيد الذي لا يستضيف المهرجان عرضه العالمي الأول، فقد عُرض الفيلم بالفعل ضمن مهرجان صندانس السينمائي خلال شهر يناير، ونال إجمالًا تقييمات نقدية إيجابية.

أغلب المراجعات النقدية تحدثت عن قصة الفيلم المعقدة التي يقدمها المخرج آرون شيمبرج في فيلمه الطويل الثالث، والذي يستعين فيه مجددًا ببطل فيلمه الثاني "مُقيّد للأبد Chained for Life"، الممثل البريطاني آدم بيرسون، المصاب بمرض الورم العصبي الليفي neurofibromatosis الذي يشوّه الوجه بشكل واضح، والذي يجسد في الفيلم الجديد دور ممثل يخضع لعلاج تجريبي يعالج وجهه ويحوله رجلًا وسيمًا (يلعبه سباستيان ستان)، ليعيد مراقبة وتقييم علاقته بالعالم وبنفسه. تلعب البطولة النسائية الممثلة النرويجية ريناتى رينسفي، المشاركة في المسابقة بفيلم آخر هو "نهاية أخرى".

جلوريا! Gloria! – إيطاليا

فيلم آخر بصبغة جماهيرية، هو العمل الإخراجي الأول للمغنية الإيطالية الشابة مارجريتا فيكاريو، التي حققت نجاحًا موسيقيًا كبيرًا خلال العقد السابق وانتقلت من خلاله للتمثيل، وها هي تُقدم على تجربتها الإخراجية الأولى في فيلم يجمع الماضي بالموسيقى.

تدور الأحداث في القرن الثامن عشر بمدينة فينيسيا، حيث تعيش البطلة تريزا في مؤسسة نسائية محافظة، لتقوم مع مجموعة من زميلاتها المتمردات بتجاوز الزمن، عندما تخرجن عن التقاليد وتقررن تأسيس فريق غنائي يقدم أغاني -استعد للدهشة- البوب! تمزج فيكاريو بين الموسيقى الحديثة التي قامت بتأليفها للفيلم وبين السياق التاريخي للأحداث، مما يخلق قدرًا من الفضول تجاه الصورة النهائية التي سيخرج عليها الفيلم.

ماء العين Who Do I Belong To – تونس

الفيلم العربي الثاني في المسابقة، والوحيد إذا ما اعتبرنا فيلم عبد الرحمن سيساكو إيفواريًا صينيًا بحكم الإنتاج والموضوع. فيلم منتظر من مخرجة واعدة هي التونسية مريم جعبر التي ترشح فيلمها القصير "إخوان" لجائزة الأوسكار عام 2020. "ماء العين" كان يحمل عنوان "أخوات" وقت تصويره قبل أن يتم تغيير العنوان الذي يوضح استمرار جعبر في استكشاف المساحة التي تناولها فيلمها القصير، حول العائدين من الجهاد الإسلامي في سوريا.

في "ماء العين" يعود شاب إلى قريته بعدما سافر للجهاد، يصل ومعه زوجة غامضة يتزامن وصولها مع سلسلة من الأحداث الغريبة التي تقع في القرية. الموضوع صالح للتناول بمعالجات وأساليب عدة، سنرى أي منها وقع عليه اختيار المخرجة التي أثبتت موهبة كبيرة في فيلمها القصير.

من هيلدا مع حبي From Hilde, with Love - ألمانيا

بحساب المشاركة في الإنتاج تضم مسابقة برلين ثمانية أفلام من إنتاج ألماني، لكن بحساب جنسية المخرج والموضوع تتمثل السينما المحلية في فيلمين فقط، أهمهما هو جديد المخرج أندرياس دريسن، ابن ألمانيا الشرقية الذي يُعتبر أحد مؤسسي الموجة الجديدة في السينما الألمانية (مع كرستيان بيتزولد عضو لجنة التحكيم هذا العام).

دريسن يشارك في مسابقة برليناله للمرة الخامسة بفيلم عن قصة حقيقة تجمع بين الرومانسية والمأساة، عن علاقة حب تجمع زوجين خلال حكم النازية، حيث تقضي هيلدا مع زوجها هانس أجمل صيف خلال عام 1942، بين حبهما وحمل هيلدا لطفلها الأول ومشاركتهما في حركة مناهضة للنازية ستُعرف لاحقًا باسم "الأوركسترا الأحمر"، لكن الأيام السعيدة تنتهي عندما يتم اعتقال هيلدا لتضع مولودها داخل السجن، فتعيد داخله تعريف علاقتها بالعالم، ساعية لإبقاء ذكرى حبيبها حيّة.

لغة أجنبية Langue Étrangère – فرنسا

فيلم فرنسي آخر يأتي من المخرجة كلير برجر، التي تشارك في برلين للمرة الأولى بفيلمها الطويل الثالث، بعد مشاركة فيلمها الأول "فتاة حفلات Party Girl" في مهرجان كان وفيلمها الثاني "هذا هو الحب C'est ça l'amour" في فينيسيا، لتُكمل عقد المشاركة في المهرجانات الثلاثة الكبرى بأول ثلاثة أفلام طويلة تنجزها.

"لغة أجنبية" هو عنوان الحدث المحرك لأحداث الفيلم، حيث تنتقل الفتاة الفرنسية الخجولة فاني إلى مدينة ليبزغ الألمانية في برنامج للتبادل اللغوي وتسكن مع قرينتها الألمانية النشطة سياسيًا لينا. تُغرم فاني بمضيفتها وتبدأ في خلق حكايات وهمية حول حياتها في فرنسا كي تثير إعجابها، دون أن تدري أن الأكاذيب التي تختلقها ستتسبب في صدمة تنزل عليها.

بيبي Pepe – جمهورية الدومينيكان

"هو مزيج من الأنواع والأساليب، أقل أفلام المسابقة قابلية للتصنيف"، هكذا وصف المدير الفني لمهرجان برلين كارلو شاتريان الفيلم الطويل الرابع للمخرج الدومينيكاني نيلسون كارلو دي لوس سانتوس آرياس (الذي يصمم على توقع الأفلام باسمه الكامل). أحد أغرب أفلام المسابقة.

بطل الحكاية فرس نهر يتم استيراده من أفريقيا إلى كولومبيا كي يعيش في حديقة الحيوان الخاصة بزعيم المخدرات الشهير بابلو إسكوبار، ليكون الحيوان شاهدًا على التطورات الغريبة التي تعرض لها الرجل وبلاده. راوي الأحداث في الفيلم هو فرس النهر نفسه، والذي يحكي الحكاية من وجهة نظر حيوان لا يستوعب مفهوم الوقت، كتب له القدر أن يكون "أول وآخر فرس نهر يُقتل على أراضي الأميركتين".

احتضار Dying – ألمانيا

الفيلم الألماني الثاني في المسابقة يأتي من مخرج متوسط النجاح هو ماتياس جلازنر الذي يتخصص أكثر في الأفلام التلفزيونية، والذي يشارك في مسابقة برليناله للمرة الثالثة بعد مشاركتين سابقتين دون تأثير كبير في عامي 2006 و2012.

جلازنر يعود للمسابقة بفيلم يبدو الملخص المعلن عنه مربكًا لحد كبير، حول الموت المحلق فوق حياة عائلة بكل أطرافها. الأم تسعد بفقدان الأب المستمر لذاكرته ووعيه، لكنها لا تستمتع بسيطرتها على المنزل بسبب الأمراض المزمنة التي لا تترك لها وقتًا طويلًا تعيشه. الابن ملحن يؤلف مقطوعة عنوانها "احتضار"، والابنة تدخل علاقة مع رجل متزوج يشاركها إدمان الكحول، ليكون الموت هو المحور الرئيسي لحياة كل أفراد العائلة.

أبناء Sons – الدنمارك

في عام 2018 فاجأ المخرج الدنماركي جوستاف مولر العالم بفيلمه "المذنب The Guilty" الذي نال إعجاب الجميع بقصته المشحونة بالمشاعر رغم كونها تدور داخل غرفة واحدة، لتقوم السينما الأمريكية سريعًا بشراء حقوق القصة وإعادة تقديمها عام 2021. يعود مولر بفيلمه الجديد ليكون الممثل الوحيد للسينما الاسكندنافية في مسابقة برلين.

ما تم إعلانه حتى الآن عن "أبناء" يحمل بعض التشابهات مع "المذنب"، فالبطلة أيضًا تعمل في الشرطة داخل أحد السجون، والأحداث تدور داخل السجن الذي يتم نقل شاب عنيف إليه، فتطلب البطلة أن يتم نقلها إلى القسم الذي يضم الشاب، لتبدأ علاقته بماضيها تتضح، لتضعها أمام معضلة أخلاقية تختبر كل قناعاتها تجاه عملها وتجاه القانون.

احتياجات مسافر A Traveler’s Needs – كوريا الجنوبية

الكوري الجنوبي هونج سانجسو هو أنشط مخرج معاصر بلا منازع، ويكفي إنه أنجز في الفترة التالية لعام 2011 رقمًا قياسيًا هو 17 فيلمًا روائيًا طويلًا. يُنجز فيلمين وأحيانًا ثلاثة كل عام، وصار من المعتاد أن يشارك في مهرجانين على الأقل من الثلاثة الكبار في كل عام. لدرجة أن مشاركة فيلمه الجديد "احتياجات مسافر" تمنحه رقمًا فريدًا هو مشاركته بسبعة أفلام في آخر ثمانية نسخ من برليناله (فقط نسخة 2019 لم يشارك فيها!).

الجديد في أحدث أعمال سانجسو هو تعاونه مع النجمة الفرنسية إيزابيل أوبير، التي تجسد شخصية امرأة فرنسية تتواجد في كوريا الجنوبية، بدون أموال أو أي مصدر للدخل، تقرر العمل كمعلمة لغة فرنسية كي تدبر المال، وتتعرف على مشروب خمر الأرز الكوري فيساعدها على التعايش مع وضعها. فيلم آخر سنتابع فيه أسلوب سانجسو المتقشف واعتماده على مشاهد الحوار الممتد حول كؤوس الشراب.