لعلها المرة الأولى تاريخيا منذ الظهور العاصف الأول في "إحكي يا شهرزاد" 2009 التي نستطيع فيها الإلتفاف لفيلم لمحمد رمضان فنيا وتقييمه على مستوى نقدي حقيقي وملاحظة عناصره المختلفة وليس التعامل معه إجمالا كمنتج نهائي نال ما نال من النصيب من الصيت والغنى!
فيلم "ع الزيرو" هو العمل الأول لمحمد رمضان تعاونا مع شركة العدل جروب – إنتاجا – والتي تعود للساحة السينمائية بعد توقف دام لأكثر من 6 سنوات منذ إنتاجهم الأخير "مولانا" 2017 مع ابراهيم عيسى وعمرو سعد ومن إخراج محمد العدل. والذي تلا بدوره توقف آخر لمدة 7 سنوات بعد إنتاج فيلم "الكبار" 2010 لبشير الديك وعمرو سعد ومحمد العدل مخرجا أيضا، تلك المؤسسة التي كانت واحدة من أغزر شركات الإنتاج المصرية إنتاجا وأكثرها حرصا على القيمة الفنية والثقافية لما تقدمه قبل اتجاهها في العشر سنوات الأخيرة للتركيز على الإنتاج الدرامي التلفزيوني لشهر رمضان تحديدا بشكل سنوي منتظم. ولعلنا في هذا السياق يمكن بسهولة تتبع الفارق الذي أحدثه تعاون رمضان مع العدل في "ع الزيرو" فالفكرة ليست إنتاجا ضخما فقط ولا ابهارا بصريا أجوف المضمون وإنما أن تتعامل مع مؤسسة لها هذا الباع والتاريخ وذاك القدر من الفهم والإدراك لماهية الصناعة السينمائية وما يقتضيه العمل السينمائي من توليفة لعناصر متجانسة ومضبوطة المقادير هو ما جعل من "ع الزيرو" عملا مختلفا عن إنتاجات رمضان السابقة وإن كانت ناجحة ومكتسحة في أحيان كثيرة.
إنسانيات غير مبتذلة
تخصص السيناريست مدحت العدل صاحب سيناريو "ع الزيرو" منذ بدايات اتجاهه لكتابة السيناريو السينمائي في "آيس كريم في جليم" 1992 و"حرب الفراولة" و"أمريكا شيكا بيكا" 1993 في تناول قضايا ومشكلات إنسانية مجتمعية موغلة في التفاصيل الحية والمعقدة في أحيان كثر وكان غالبا ما يتجه للإغراق في شرح وتشريح المشاعر الإنسانية واللحظات الخاصة بين شخصات العمل ليؤطر بها للقصة أو القضية الكبرى التي يتناولها. ورغم ملاحظات وصلت أحيانا إلى حد الانتقاد في كون كتاباته من الوضوح والمباشرة ما يبعدها أحيانا عن الدراما في اتجاه الوعظ المباشر إلا أن واقع الأمر يشير إلى اقتراب ما يكتبه بشكل حميمي ولصيق بالجمهور الذي أحب ما يقدمه واأقبل عليه وحقق له نجاحا مدويا في معظم الأعمال التي كتبها سواء سينمائيا أو تلفزيونيا.
في "ع الزيرو" يقدم مدحت العدل قصة إنسانية لامست قطاعات كبرى من قلوب المشاهدين الذين عاصروا وعاشوا بشكل أو بآخر ما عاناه الأب أو بطل الفيلم "حمزة" وشكل هذا السيناريو مع توجيه ورؤية المخرج محمد العدل صورة جديدة خرج بها رمضان عن النمط الشكلي والأدائي الذي اعتاده منه جمهوره على مدار سنوات عمله بالسينما. كما يجدر هنا الإشارة بشكل بارز إلى كون محمد العدل واحد من جيل المخرجين الطامح والمتجه بخطوات ثابتة نحو بصمة خاصة وصورة مميزة نراها تتطور في كل عمل يقدمه عما سبقه، ولعل أبرز نقاط قوة محمد العدل كمخرج هو أنه فنان وشخص يمتلك من الحساسية ما يجعله يتعامل مع الفن بإخلاص المحبين وليس من منطلق السبوبة التي ينتهي دورها عند توفير المم!
رمضان جديد ... ع الزيرو
منذ اللحظة الأولى .. الشوت الأول في "الافان تتر" يمكنك بسهولة ملاحظة تغييرا جذريا في شكل أداء محمد رمضان وتناوله للشخصية التي يؤديها ... منذ الكادر الأول وأنت ترى في عينيه وتقاسيم وجهه ولغة جسده صدقا يتسرب إليك كمشاهد ويورطك فورا في الحدوتة التي يرويها ... تشير نظرات عينيه وهو يستمع إلى تقرير الطبيب المعالج لطفله الوحيد إلى ممثل حقيقي ... مؤدي صادق ... فنان قرر ألا يكتفي بالشو وأغاني الراب والمهرجانات التي يراهن أنها ستعلق في آذان مشاهديه وتحقق لفيلمه النجاح والانتشار دون الالتفات لدراما حقيقية أو عناصر فنية متقنة. يمكننا القول بأن "ع الزيرو" هو حجر جديد يضمه رمضان إلى حائط الصد الذي يسعى لبناؤه طوال الوقت محاولا الإعلان عن فنان شامل مخلص وحقيقي.
اقرأ أيضا:
جمال الشاعر يوجه نصيحة لرضوى الشربيني وياسمين عز: الفتنة أشد من القتل
يحيى الفخراني من العلمين الجديدة: أطالب الصحفيين بالحيادية التامة في تغطية مهرجان الدراما
سمية الخشاب تكشف كواليس "أركب على الموجة" ... فرقة شبابية قدمت لها الأغنية وصعوبة التصوير على الشاطئ
إلهام شاهين للسيدات: إلبسوا سواريهات وكعب في مهرجان الدراما ... الحفلة مش على الرمل
لا يفوتك: تحليل النغمات مع عمك البات: تقييم لأغنية "الكبير" لهاني شاكر
حمل آبلكيشن FilFan ... و(عيش وسط النجوم)
جوجل بلاي| https://bit.ly/36husBt
آب ستور|https://apple.co/3sZI7oJ
هواوي آب جاليري| https://bit.ly/3LRWFz5