هبة محمد علي

ما فعله الكينج في جمهور حفل العلمين

تاريخ النشر: السبت، 5 أغسطس، 2023 | آخر تحديث:

محمد منير

إذا كنت من محبي حضور حفلات الكينج "محمد منير" فمن المؤكد أنك استمعت قبل ذلك لهتاف (الكبير كبير بنحبك يا منير) الذي يرج أركان المسرح في كل حفلة من حفلاته، لكنك حتما لم تفكر يوما كيف انطلق ذلك الهتاف، ولا من هو أول من رفع صوته به، لتلتقطه آذان عشاق الكينج في كل مكان، فيحظى بعدها بقبول لديهم، ويصبح علامة مسجلة لدى الجماهير الغفيرة من عشاق الكينج، يرددونه نابعا من قلوبهم لا من ألسنتهم، فيجيبهم هو على الفور (لو كنت كبير فأنا كبير بيكم)

ولكن لماذا استحق "محمد منير" لقب الكبير؟ ولماذا يحظى بكل هذه المحبة العابرة للأجيال، والمتخطية لحواجز السن، والثقافة، والمستوى الاجتماعي؟ ولماذا يشعر جمهوره بأنه فرد من أسرتهم لا مجرد مطرب يعشقون الاستماع إلى أغانيه؟

حفل محمد منير وحميد الشاعري في مهرجان العلمين الجديدة

الحقيقة أن الإجابة على هذه الأسئلة تحتاج إلى مجلدات لتوازي المشوار الطويل الذي ساره الكينج منذ سبعينيات القرن الماضي والذي كان جمهوره شاهدا على كل خطوة من خطواته، لكنني سأختار الطريق الأصعب وسأجمل كل الأسباب في جملة واحدة وهي أن الجمهور يدرك تماما أن "منير" يغني له لا عليه، يشعر بصرخاته المكبوتة بداخله، ويعبر عنها بطريقته التي لا يشبهه فيها أحد، وبصوته الآخاذ الذي يزيده الزمن قوة وصلابة.

حفل محمد منير وحميد الشاعري في مهرجان العلمين الجديدة

ومن حضر حفله الأخير في العلمين والذي أقيم ضمن فعاليات مهرجان العلمين الجديدة سيشعر بتلك العلاقة الخاصة التي تجمع بينه وبين جمهوره، والتي عبر عنها هو بقوله (مع احترامي لكل زمايلي بس أنا حاسس إن احنا في حتة تانية) و(الحتة التانية) التي قصدها منير لا يوجد بها سوى المشاعر الصادقة التي يرسلها إلى جمهوره، فيردونها إليه أضعافا مضاعفة، وهم يرددون أغانيه القديمة والحديثة والتي يحفظونها جميعا عن ظهر قلب، ليتحول المسرح إلى مكان ملئ بالألفة، والدفء، فيطالبهم هو بتوخي الحذر في طريق عودتهم إلى محافظاتهم بعد الحفل، تماما كما يفعل الأب أو الأخ الكبير، ويدعوهم لاحترام أي ضيف سوداني على أرض مصر ليثبت تفاعله مع قضايا الوطن العربي كله، وانشغاله بهمومه ومشكلاته، أما الجمهور فيقف لساعات مستمتعا، دون شعور بأي تعب أو إرهاق مهما طالت مدة الحفل، وإذا كان البعض قد قرر أن يعبر عن حبه لمنير بارتداء تيشيرت عليه صورته، أو رفع لافتة تحمل بعضا من جمل أغانيه، فإن الجميع قد اجتمع على ترديد الهتاف بأعلى صوت (الكبير كبير ..بنحبك يا منير)