في صيف 1934 قامت أم كلثوم (مطربة المشرقين كما كانت تلقب وقتها) برحلة أوروبية، زرات خلالها عدة دول منها إنجلترا وفرنسا والبرتغال وغيرها.
بعد عودتها أجرت مجلة آخر ساعة حوارا معها (ظهر الحوار بدون توقيع كاتبه، ونشر في عدد 23 سبتمبر 1934) وسألتها عن رأيها في المدن الكبيرة التي زارتها، خاصة وهى أول رحلة لها لأوروبا.
قالت أم كلثوم:
- أحسن بلد هى لندن، وأوحش بلد هى باريس.
يكتب المحرر: "وأخذت أم كلثوم تشرح لي رأيها في فرنسا والفرنسيين، وهى معلومات أمسك عن نشرها حرصا على ما بين مصر وفرنسا من حسن العلاقات".
ويسألها المحرر: "وأي الأمم أعجبك رجالها أكثر من سواها؟".
وتجيب أم كلثوم (بعد تصاعد الدم إلى وجهها، ثم تساقط من وجناتها عرق الخجل والحياء، كما كتب المحرر):
- أحسن رجال عجبوني صحيح هم الإنجليز، لأنهم رجال بمعنى الكلمة.
فسألها المحرر: والرجال في فرنسا؟
قالت أم كلثوم:
- لم يعجبوني، أو على الأقل الشبان الذين رأيتهم كانوا أقل رجولة مما يجب، ومنهم من يكثر من "الحفلطة" والتواليت مثل أية غانية حسناء، بل وسمعت أن بينهم من يحافظ على نحافة خصره ولا يجد وسيلة سوى لبس "الكورسيه"، أما الإنجليز فليس عندهم من هذا كله.
كان المحرر قد فتح قوسا تحت إجابة أم كلثوم عن "باريس الوحشة" كتب فيه (والكلمة الآن لصديقنا الأستاذ الصاوي المحرر بالأهرام) والمقصود هو الكاتب الشهير أحمد الصاوي محمد، وهو من "عشاق فرنسا بوجه عام وباريس بوجه خاص".
ولم يتأخر تعليق (رد) الصاوي على "سومة".
في العدد التالي كتب الصاوي يقول: "كنت أحب أن تكون سومة في القضاء مثلها في الغناء، وأن تبرع في الأحكام براعتها في الأنغام".
يستطرد الصاوي ويعتب على أم كلثوم أن تلك كانت رحلتها الأولى إلى أوروبا، وقد استغرقت شهرا واحدا، بالذهاب والإياب بحرا، وبالتالي فإنه لم يكن في مقدورها رؤية "باريس الحقيقية"، و"تقولين أن فيها شبانا قد زججوا حواجبهم، وهل هذا كل ما يلفت النظر في باريس؟ هل ذهبت إلى الحي اللاتيني ورأيت رجولة الرجال وعزم الشباب؟ هل دخلت المكاتب والمعامل والمستشفيات؟ إن رائدك في باريس قد غرر بك وأخطأ سواء السبيل".
بعد ذلك يعدد "محامي باريس" (والوصف لمحرر آخر ساعة) لأم كلثوم أسماء وأماكن كثيرة كان يجب عليها زيارتها ورؤيتها لتصدر حكما عادلا بحق المدينة.
وبكل تأكيد لم تكن أم كلثوم لتسكت عن الرد على رسالة الصاوي لها.
وفي العدد التالي من المجلة، عدد 7 أكتوبر، كتبت "سومة" ردها، قالت:
- لئن اتهمتني بظلم باريس في حديثي، فاسمح لي أن آخذ عليك التعجل في الغضب لباريس، والتحمس في الدفاع عنها في النواحي التي لم أتعرض لها مطلقا، وإذا رجع الأستاذ الفاضل إلى حديثي وتلاه بهدوء لوجد أنني كنت أجيب على أسئلة محددة وجهها إلىّ مندوب آخر ساعة، وظاهر بوضوح أن محدثي قصد المداعبة وجاريته أنا في قصده، وإلا فما كان يمكن أن أرد على سؤاله الذي لا يمت للفن بصلة.
ثم توضح أم كلثوم:
- لقد شهدت بباريس ما طاب لي وما لم يطب، وفيها من أسباب اللهو أكثر مما يحصره وصف، ولكني يا سيدي الأستاذ - وأقرر لك الحق - لم أرتح كثيرا لأخلاق من قابلت من الباريسيين، ولم أحب طريقة تعاملهم للأجانب من الوجهة الخلقية والمادية، نعم والمادية على الأخص، ولذا لي العذر إن لم أخرج بفكرة طيبة بالقدر الذي يرضيكم عن باريس وأهل باريس".
... لم يكتب الأستاذ الصاوي ردا على رد أم كلثوم، كما أننا لم نعرف هل تغير رأي "سومة" في "أخلاق الباريسيين" عندما زارت باريس مرة أخرى بعد 33 عاما، سنة 1967، عندما وقفت على مسرح "الأولمبيا" تغني.
اقرأ أيضا:
فيديو عمره 13 عاما … رقص عادل إمام على أغنية "الكباب الكباب" في حفل زفاف ابنة شريف عرفة
تامر هجرس: بعتبر الصلاة والقرآن نوع من التأمل (فيديو)
عمرو مصطفى يكشف حقيقة اعتزال محمد منير: شائعة ونتعاون في أغنية قوية قريبا
وفاة الفنانة العراقية أمل عباس بسبب تسمم في الكبد
لا يفوتك: كواليس في الفن في العرض الخاص لـ"البعبع" هو أستاذ بدوي راح فين؟ أمير كرارة كان بيخاف من إيه وهو صغير
حمل آبلكيشن FilFan ... و(عيش وسط النجوم)
جوجل بلاي| https://bit.ly/36husBt
آب ستور|https://apple.co/3sZI7oJ
هواوي آب جاليري| https://bit.ly/3LRWFz5