*(ادعي على ابني وأكره اللي يقول آمين) هكذا يعبر الموروث الشعبي عن العلاقة بين الأم وأبنائها، فمهما غضبت منهم لا يمكن أن تقبل إهانتهم من غريب، ومهما انتقدنا تصرفات الفنانة "شيرين" التي ساهمت في تبديد موهبتها يظل من غير المقبول تهكم الفنانة السعودية "ريم عبد الله" عليها، ولا سيما أنها تطرقت في فقرتها الساخرة في أحد البرامج إلى المحنة الأخيرة التي تعرضت لها "شيرين" والخاصة بإدمانها، حيث استبدلت كلمات أغنية شيرين الشهيرة (جرح تاني) وجعلتها (ضرب تاني) منذ متى وأزمات البشر وعثراتهم مصدر مقبول للضحك والسخرية؟!
*تصوير الفنانة "هالة صدقي" لفيديو تعلن من خلاله عودتها لموقع تصوير مسلسل جعفر العمدة بدلا من أن تستمتع بالعيد مع أسرتها أثبت ما نفته الشركة المنتجة قبل أيام، والتي أصرت على أنه لا صحة لتغيير النهاية، أو العودة إلى التصوير مجددا، بعد هدم الديكور، وسفر المخرج، وأن الأمر كله ما هو إلا شائعات إعتاد إطلاقها رواد مواقع التواصل الاجتماعي، أما حذفها للفيديو ذاته من صفحتها الشخصية فلن يمنع الجمهور من التساؤل حول حقيقة ما جرى، وبغض النظر عن إن كان ما حدث هو إضافة مشهد أو عدة مشاهد لمواجهة التسريبات والتوقعات، أو أنه جاء بأمر حكومي بعد أن تقدم المستشار "هاني سامح" ببلاغ لوزيرة الثقافة مطالبا إياها بالتدخل من أجل تعديل مشاهد الختام بإضافة مشاهد محاكمة وعقاب لبطل المسلسل على جرائمه، فإن الأمر كله عبثي أكثر من عبثية أحداث المسلسل نفسه، بل ويتنافى بشكل قاطع مع ما صرح به والد المخرج قبل أيام من أن نجله قد أعاد للدراما هيبتها بمسلسله، فهل هيبة الدراما تعود بسيناريو مكشوف، ومتوقع نهايته؟! أم أنها ستعود بدراما الفحولة وغياب القانون؟!
*من الظلم أن يتم وضع برنامج (أنا والقناع) الذي تقدمه الإعلامية منى عبد الوهاب في نفس السلة مع (العرافة) و(حبر سري) ولا سيما أنه لم يتخذ من الفبركة، والبحث عن الفضائح وسيلة من أجل الاستقرار على قمة التريند الزائفة، (أنا والقناع) يزيل الأقنعة من على وجه الضيف، ويجعله يكشف عن مواطن ضعفه دون خجل، كما يجعلنا نغوص في أعماقه دون افتعال، ونتفاعل مع أحزانه دون ابتذال، ونستلهم من تجربته دون تنظير، فتحية لصناع هذا البرنامج الراقي.
*في واحد من أهم حوارات الكاتب الراحل "وحيد حامد" التي أجراها في سنواته الأخيرة في جريدة الأهالي مع الزميلة "نسمة تليمة" أجاب على سؤال حول رأيه في مسألة ورش الكتابة التي انتشرت مؤخرا، حيث أصبح من النادر أن يكون للعمل مؤلف واحد ينسب إليه فأجاب (ورش الكتابة أسوأ شيء حدث مؤخرا، لأن الكتابة أساسها أن يكون لديك شيء تريد توصيله للناس، فكرة، رأي، هدف، الكتابة جنين أو مولود يخرج للدنيا والناس لا يمكن أن يشترك فيه اثنان أو ثلاثة لأنها ستصبح مثل جلابية المهرج، لسنا جميعا نسخا واحدة، الكاتب أو المفكر مفترض أن يقدم عطاءه للناس، ولكن أن يكتب عدد من الكتاب عملا واحدا ستتحول المشاهد لرقع ثوب مليء بالبقع) والحقيقة أن هذه الإجابة لا تغيب عن بالي هذه الأيام، رحل الكاتب المبدع قبل أن يرى هذا الكم من الأجنة المشوهة، والأثواب المليئة بالرقع.
*لا يوجد أسوأ من سيناريو مسلسل (1000 حمد لله على السلامة) إلا اعتقاد بطلته بأن ما يقدم ضمن حلقاته يصنف ضمن الكوميديا، وإصرارها على أن المسلسل حظي بنجاح كبير، من يحب الفنانة القديرة "يسرا" لابد أن ينصحها بهدنة تعيد خلالها حساباتها، حتى لا تضيع مجهود سنوات تربعت فيها على عرش الدراما وقدمت خلالها أعمال بمستوى (حياة الجوهري، وأوان الورد، وفوق مستوى الشبهات).
*بخطوات واثقة تتقدم الفنانة "غادة طلعت" عاما بعد عام، وهي من الفنانات القليلات اللاتي يفكرن بمنطق التأثير لا الكم، ومن يشاهدها هذا الموسم في دور "بخيتة" الصعيدية في (ستهم) سيلحظ اتقانها للهجة أهل الصعيد، وإلمامها بكل تفاصيل شخصية الزوجة الصعيدية التي تواجه الأزمات، وتحب زوجها رغم رفضها لتصرفاته، أما من يتابعها في دور "لواحظ" الغجرية في مسلسل (جت سليمة) فسينبهر من قدرتها على تقديم هذا الأداء المتوازن دون السقوط في فخ المبالغة، "غادة طلعت" خريجة مدرسة الإتقان، والاهتمام بالتفاصيل، وتلميذة الدكتور "خالد جلال" النجيبة.
*بعيون المخرجة "مريم أبو عوف" شاهدنا بيروت مختلفة عن التي نشاهدها دوما في الأفلام والمسلسلات، فلبنان في مسلسل (تغيير جو) ليست مجرد مكان جميل يتم استخدامه كمسرح لأحداث يمكن أن تتم في أي مكان آخر، لكنه جزء أساسي من الحدث، وجزء حقيقي أيضا، دون تجميل أو تزييف، ورغم عوامل الجذب العديدة التي توافرت لهذا المسلسل، إلا أنه ومع الأسف وقع في فخ المط والتطويل، فخرج من المنافسة سريعا.
*دون قصد، وضع سيناريو الأخوين دياب في مسلسل (تحت الوصاية) غالبية كتاب الدراما في مأزق، فمنذ الحلقات الأولى حلق المسلسل بعيدا عن بقية أعمال الموسم، وأدخلنا معه إلى عوالم جديدة لم تدخلها الدراما التليفزيونية من قبل بهذه الواقعية، كما جعلنا نتورط في حب أبطاله، ونتعاطف معهم، ونعيش معهم معاناتهم المستقاة من الواقع بكل قسوته وغلظته، دون حنجورية مقيتة، أو تنظير أجوف.
النضج الذي بدأ مع المعالجة الدرامية للفكرة، سرى في عروق بقية عناصر العمل، فالأداء التمثيلي للأبطال دون استثناء في أعظم حالاته، وزوايا التصوير التي اختارها المخرج "محمد شاكر خضير" زادت من انغماسنا في تفاصيل هذا العالم الرائع، أما موسيقى "ليال وطفة" فقد امتزجت بالدراما وعبرت عن معاناة الأبطال ومشاعرهم.. مستوى مدهش من الإبداع، أغلق الباب أمام كل من ظن يوما أن الكتابة الدرامية مهنة من لا مهنة له.
اقرأ أيضا:
Out of cadre (٢) - عندما خرج علينا نقيب الموسيقيين وقال "هيهات"!
Out of cadre (١)- حتى تنتهي ظاهرة أزواج الفنانات
أرواح في المدينة..عندما تستحضر روح أم كلثوم بعد 48 عاما من رحيلها
من "امبراطورية ميم" إلى "مين قال" ... عندما يبحث الفن عن حلقة مفقودة بين جيلين
لا يفوتك: أسرار يوسف عثمان في الحفاظ على أناقته
حمل آبلكيشن FilFan ... و(عيش وسط النجوم)
جوجل بلاي| https://bit.ly/36husBt
آب ستور|https://apple.co/3sZI7oJ
هواوي آب جاليري| https://bit.ly/3LRWFz5