في عام 2017، تسبب صحفيتان أمريكيتان بصحيفة "نيو يورك تايمز" في فضح المنتج السينمائي المتحرش هارفي واينستين عن طريق مقال به عدد من الاتهامات من الممثلات والعاملات في الوسط الفني الناجيات من شره، ومن بعدها تم تغيير بيئة العمل في هوليوود للأبد.
هذا هو موضوع فيلم She Said، المعروض في السينمات حاليًا، للمخرجة ماريا شرادر والنجمتين كاري موليجان وزوي كازان في دور الصحفيتين ميجان توهي وجودي كانتور، ويعرض رحلتهما في إجراء التقرير الاستقصائي الذي عزز من حركة Me Too التي هدفت لحماية النساء من التحرش في بيئات العمل، ونتج عنه افصاح عدد هائل من الممثلات بقصص تعرضهن للتحرش على يد هارفي من بينهن أنجيلينا جولي، روز مكجوان، جوينيث بالترو وغيرهن.
امرأتان هزتا عرش هوليوود
الفيلم مأخوذ عن الكتاب الذي يحمل نفس الاسم وأيضًا من كتابة نفس الصحفيتين، ويكشف كواليس المقال الفاضح، ويبدأ الفيلم باتباع الصحفية الأكثر خبرة ميجان توهي وهي تجري حوارًا مع نساء تعرضن للتحرش الجنسي على يد دونالد ترامب، وما يلحق بها من مضايقات من الرئيس الأمريكي السابق نفسه، ما يمهد لشجاعتها ومهارتها التي سينتج عنها مقالًا تاريخيًا.
وبعد نجاح المقال الذي أغضب دونالد ترامب، تكلف رئيسة التحرير ريبيكا كوربيت الصحفيين بالتحقيق في قضايا التحرش الجنسي في مختلف بيئات العمل، ومن تتولى هوليوود هي جودي كانتور التي تواجه صعوبة في الحصول على إجابات من أغلب الممثلات، فتطلب مساعدة ميجان.
كاري موليجان .. صيادة المتحرشين
هذه ثاني مرة تجسد النجمة كاري موليجان دور امرأة تربي الرعب للمتحرشين بعد أن قدمت فيلم Promising Young Woman، ورشحت عنه لأوسكار أفضل ممثلة في دور رئيسي، ولذلك لم يكن من المفاجئ أن تقدم أداء بارع يمزج بين التخويف والثقة أثناء مواجهتها للرجال، والضعف أثناء إصابتها باكتئاب ما بعد الحمل، والغضب الصارم أثناء تعرضها للمضايقات في حياتها الشخصية، والحس الفكاهي في محاولتها لتخفيف الأوضاع الموترة.
المنافسة في الصحافة
يهدف أيضًا الفيلم إلى عرض تفاصيل عن مجال الصحافة مثل المنافسة، ويبان ذلك في السعي وراء السبق الصحفي واستياء الصحفيتين والرئيسين عندما يعلمون أن غيرهم من المواقع بدأت في التحقيق وراء هارفي واينستين، وبالأخص الصحفي رونان فارو الذي نشر تقريره الخاص على موقع The New Yorker والذي تضمن اتهام 13 امرأة لنفس المنتج بالتحرش الجنسي.
كما تحرص ماري شرادر بالتعاون مع المؤلفة ريبيكا لينكيويكز على التعظيم من الامرأتين وشجاعتهما والإلقاء الضوء على الهدف الأساسي من الصحافة وشغف ميجان وجودي تجاه إثبات الحقيقة وتغيير الوضع إلى الأفضل، وهو تصوير إيجابي لم نراه إلا في قليل من الأعمال مثل Spotlight وAll The President's Men.
الابتعاد عن الابتذال
أكدت المؤلفة ريبيكا لينكيوكز أن أحداث الفيلم حقيقية بنسبة 95%، وذلك لأنها غيرت من تفاصيل بسيطة، كالبريد الالكتروني الذي يتحول إلى مكالمة هاتفية، بغرض التأثير الدرامي. ولكن الفيلم لا يعتمد على حيل من أجل لفت النظر، فهو على سبيل المثال لا يتضمن أي مشهد اغتصاب، وذلك لا يمنعه من خلق جو عام خاطف للأنفاس وكسب عطف المشاهد، ويعود الفضل لموسيقى نيكولاس بريتيل الخلابة.
قالت ريبيكا: "قضينا أشهر مع الناجيات لوضع قواعد معينة لطريقة تصوير قصصهن، وأكدنا بعدم عرض مشاهد عارية أو مشاهد اغتصاب، وقليل جدا من المشاهد المتضمنة للمتحرش"، وقالت المخرجة ماريا شرادر: "لم يتطلب الأمر أي نقاش، فأنا لا أحتاج إلى إضافة أي مشهد اغتصاب آخر لهذا العالم" في إشارة لها بأن هذه المشاهد غير ضرورية.
قد يرى البعض أن الفيلم به استغلال لقصص الضحايا ولكن لا يمكن إنكار كم الشغف والعناية التي وضعها فريق العمل للتعزيز من أصوات الناجيات وتكريم مجهود الصحفيتين الذي ترك بصمة حول العالم وشجع النساء والرجال على نشر قصصهم، ونتج عنه الحكم على هارفي واينستين بالسجن لمدة 23 عام.
اقرأ أيضا:
محمد هنيدي يهنيء منتخب المغرب: عذرا اسبانيا فالأسود دائما تلتهم الثيران
لميت عليه الناس … ميرنا جميل تكشف كواليس صورتها مع محمد صلاح
أحلام تهنيء منتخب المغرب: التاريخ يُكتب والمستحيل ليس مغربياً
لا يفوتك: حلقة خاصة عن المطربة جنات في "تحليل النغمات مع عمك البات"
حمل آبلكيشن FilFan ... و(عيش وسط النجوم)
جوجل بلاي| https://bit.ly/36husBt
آب ستور|https://apple.co/3sZI7oJ