فيلم Corsage: إلى متى سيستمر "الكورسيه" في تعذيب النساء؟

تاريخ النشر: الأحد، 4 ديسمبر، 2022 | آخر تحديث:
فيلم Corsage النمسي

شخصية ملكية عرفت بجمالها الخارجي وجانبها الإنساني وصراعها مع اضطراب الطعام والزواج التعيس والنهاية المأسوية. لا يمكنني أن ألومك إذ أعاد هذا الوصف إلى ذهنك الأميرة ديانا، فإن الوسائط قد أفرطت في تناول قصتها لدرجة قد تقلل من إثارتها للاهتمام، ولكن بطلتنا هذه المرة هي إليزابيت امبراطورة النمسا، والتي اتخذت منها المخرجة ماري كروتزر رمزًا لضحايا التمييز الجنسي و"الكورسيه"/Corsage.

Corsage هو ترشيح النمسا للمنافسة على أوسكار أفضل فيلم عالمي ويعرض في الدورة 15 من بانوراما الفيلم الأوروبي، ويناقش العزلة التي تشعر بها المرأة أثناء صراعها مع التوقعات التي تحيط بها، وهو شيء مألوف على المخرجة والمؤلفة ماري كروتزر التي تناولته في فيلمها السابقة The Ground Beneath My Feet، ولكن هذه المرة تعرض لنا نسخة خيالية من مأساة حقيقية.

Corsage

تزوجت الامبراطورة إليزابيث من الامبراطور فرانز جوسيف الأول في الـ16 من عمرها، ويقال أنها شوهدت تبكي في ليلة الزفاف وهي تعبر أمام الحضور، وعرفت بخوفها من فقد الجمال مع التقدم في السن، ولذلك اعتمدت على وصفات سرية للحفاظ على بشرتها وشعرها كالاستحمام بزيت الزيتون ومزج البيض مع الكونياك، ولذلك لم يكن من الغريب أن يركز Corsage على الاكتئاب الذي أصاب إليزابيث بعد أن تمت الـ40 من عمرها.

ربما السبب وراء تسمية الفيلم على "مشد الخصر" هو الإشارة إلى مقاييس الجمال غير الواقعية التي ألزمت المرأة بتحقيقها منذ قديم الأزل، ولا تزال منتشرة في عصرنا هذا، على الرغم من انتشار الوعي ومختلف موجات النسوية، وهما شيئان لم يتواجدا في عصر الامبراطورة إليزابيث. فكيف نبرر كون "الكورسيه" جزءًا من صيحات الموضة الأخيرة في حين أن مختلف الأجيال عرفت بأضراره النفسية والجسدية مثل إضعاف عضلات البطن والظهر والفخذين والتسبب في اضطراب الطعام واضطراب التشوه الجسمي؟

موضة الكورسيه الحديثة

إنها طريقة ماري كروتزر في الإيحاء بأن على الرغم من نشر الوعي عن التحيز ضد المرأة وضرورة المساواة، إلا أن المرأة لا تزال ضحية في هذا المجتمع، ولذلك تمزج ماري بين معاناة مرأة القرن الـ19 بمعاناة مرأة القرن الـ21. فإليزابيث تواجه اكتئابها بالهروين وقص الشعر، وهما طريقتاتان حديثتان للتعامل مع الأزمات النفسية، ولكن هذا لا يمنع أن الفيلم دقيق تاريخيًا إلى حد ملحوظ.

ماري كروتزر في كواليس Corsage

تتمكن النجمة فيكي كريبس من رسم ملامح الانهزام الممزوج بالتهور على وجهها باتقان، لتقدم شخصية تأمل في أن تجد السعادة والحرية يوم ما بعد أن اقتنعت بأن سن الـ40 هو نهاية عالمها. ولها نظرة قلق تظهر كلما جائت سيرة المراحل العمرية تجعل الفيلم أِشبه بالرعب النفسي.

فيكي كريبس في دور الامبراطورة إليزابيث في Corsage

ليس الربط بين "كورسيه" الماضي بالحاضر هو كل ما يعزز من أهمية صنع مشروع كـ Corsage، ولكن العالم يستحق أيضًا أن يشاهد القصة من منظور آخر بعد أن عرف صورة نمطية لإليزابيث وعلاقتها بفرانز في الثلاثية الألمانية Sissy التي جاءت عام 1955 للمخرج إرنست ماريشكا وصورت علاقتهما بشكل رومانسي مبتذل على عكس الظلام الأكثر واقعية الذي تعرضه لنا ماري كروتزر.

يعرض Corsage للمرة الثانية في بانوراما الفيلم اليوم 4 ديسمبر في سينما زمالك في السابعة مساءًا.

اقرأ أيضًا:

7 أفلام ننصحك بمشاهدتها في بانوراما الفيلم الأوروبي

فيلم Victim .. نسخة أوروبية من أزمة كشري التحرير في مهرجان القاهرة السينمائي

"هاشتاج جوزني" .. حكاية لطيفة من ديزني تعاني من أزمة الهوية