عاملة نظافة أوكرانية مهاجرة إلى جمهورية التشيك وتسعى للحصول على الجنسية، وذات يوم ينقل ابنها للمستشفى ويدعي أنه تعرض للاعتداء من قبل مجموعة أولاد، وبعد أيام من تصدر التريند ونول اهتمام وتعاطف الصحافة والشرطة والشعب، تكتشف "إرينا" أن ابنها كذب عليها، ونبدأ في أن نسأل أنفسنا من هي "الضحية" الحقيقية التي سمي عليها الفيلم.
فيلم Victim المشارك في مسابقة أسبوع النقاد بمهرجان القاهرة السينمائي، هو من إنتاج ألماني وسلوفاكي وتشيكي، ستبدو قصته مألوفة لأي مشاهد مصري، ليس لأنها مكررة ولكن لأنها كانت متداولة خلال الشهرين الماضيين حين تم طرد عامل نظافة من كشري التحرير واهتم به مجموعة من الفنانين والإعلاميين حتى حاوطته اتهامات الكذب خصوصًا بعد أن ادعى أنه طرد من موقع تصوير احدى الأفلام.
يتمكن سيناريو يعقوب ميدفيكي من سرد أفكار يتردد صداها مع مختلف الثقافات والجنسيات، كما أنه يلتزم بإلقاء نظرة حيادية وواقعية تجذب عطفنا إلى الأم "إيرينا" وفي الوقت ذاته تؤكد عدم كونها ضحية كاملة، فبشكل ما هي لها نصيبها الخاص من المشاركة في الفساد.
تضطر "إيرينا" أن تواصل الكذبة التي بدأها ابنها خوفًا من أن تمتنع عن الحصول على الجنسية التشيكية، ووسائل الصحافة والإعلام تستمر في إسقاط الضوء على أزمتها على أي حال، فمهما حاولت لن تجد مفر. ويزداد الوضع سوءًا حين يتواصل معها احدى الناشطين المعارضين للشرطة والذي خطط لمظاهرات تطالب بالعدالة لطفلها، ومن ناحية أخرى تتواصل معها المحافظة التي تنصحها بألا تشارك في هذه المظاهرات لأنها تجذب "النازيين الجدد" وتغريها بمكافأة مالية وبيت جديد، لتكون إيرينا ضحية استغلال بشكل واضح وصريح.
يتجنب Victim الوقوع في فخ إدانة المهاجرة على الرغم من الحرص على تجسيدها بشكل غير ملائكي، فهي شخصية مكتوبة باحكام، يحركها ضميرها حتى مع استمرارها في نشر الكذبة، فتفعل ما بوسعها للإفراج عن المتهم المظلوم وتتبرع بالمبلغ التي حصلت عليه من المحافظة. ولكن الفضل الأساسي لعطفنا الذي تتمكن من الحصول عليه يعود لأداء فيتا سماكليوك التي تمزج بين التوتر الدائم الذي يخيفنا عليها والقوة والعزيمة التي تعزز من ثقتنا بها.
يبان تأثر المخرج مايكل بلاسكو بالموجة الرومانية الجديدة – والتي أكد المؤلف يعقوب في ندوته أنهما تأثرا بها - في اللقطات الطويلة والنهج الصارم الواقعي والبسيط. وبالتعاون مع المصور السينمائي آدم ماك، قد تمكن مايكل من خلق لقطات خانقة وموترة في مشهد حاسم يجمع "إيرينا" بالمظاهرات لأول مرة.
نسبة للكاتب يعقوب ميدفيكي فإن الهدف من تسمية الفيلم "ضحية" هو أن جميعنا وبلا استثناء (المهاجرة والابن والناشط والشرطة والمتهم) ضحايا تلاعب. ولكن في النهاية، فإن هذه الأم المهاجرة هي الضحية الحقيقية على الرغم من عدم محاولتها حتى أن تلعب هذا الدور، فهي تائهة في عالم استغلالي يستنزف طاقة الأقليات في حين أن كل ما تريده هو ظروف حياتية أكثر أمانًا، لينتهي بها المطاف في الغربة والشعور بأنها بلا مكان في هذا العالم، ما يظهر لنا في مشهد شاعري يتضمنها وهي تستمع لنشيد تشيك الوطني الذي بالصدفة يقول "أين بلدي؟ أين موطني".
اقرأ أيضًا:
المخرج بيلا تار: لا أعرف أفلام مارفل والسيناريو بالنسبة لي ورق لعين
سيد رجب عن فيلم "19 ب": مشهد تحريك الحجر الأصعب.. وصورته من مرة واحدة
سلاف فواخرجي عن زوجها السابق: له فضل عليا ومكانته كبيرة في قلبي رغم الانفصال
الفلسطينية رشا نحاس تغني في المغرب لأول مرة بمهرجان فيزا فور ميوزيك (صور)
#شرطة_الموضة: هنادي مهنى تجري تعديلات على فستانها بعرض "19 ب" ليناسب Dress Code مهرجان القاهرة
لا يفوتك - خناقة فساتين ريد كاربت مهرجان القاهرة السينمائي... يا ترى مين من النجمات التزمت بالدريس كود اللي أعلن عنه حسين فهمي؟
حمل آبلكيشن FilFan ... و(عيش وسط النجوم)
جوجل بلاي| https://bit.ly/36husBt
آب ستور|https://apple.co/3sZI7oJ
هواوي آب جاليري| https://bit.ly/3LRWFz5