حكايات من الأرشيف- قبلة من الفنانة كاميليا بـ90 ألف جنيه و10 سنوات في السجن

تاريخ النشر: الجمعة، 11 نوفمبر، 2022 | آخر تحديث:
كاميليا

هناك قصة مشهورة ومتداولة على الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي مفادها أن الفنان كمال الشناوي رفض - أثناء تصوير فيلم شارع البهلوان عام 1949 - أداء مشهد فيه "قبلة" مع الفنانة كاميليا، وحجته أنه صائم (التصوير كان في نهار رمضان).

وكما هو متداول أيضا فإن كاميليا غضبت جدا من الشناوي، لأنها اعتبرت رفضه "إهانة" لها وقالت: هو يطول (بالتأكيد من نقل لها رفض الشناوي تقبيلها لم يوضح لها سبب الرفض).

وكما هو متداول أيضا فإن مخرج الفيلم، صلاح أبو سيف، أقنع الشناوي بجواز قيامه بتقبيل الفنانة لأن ذلك يدخل تحت بند متطلبات العمل (يجوز برضه!)

ما رفضه الشناوي عام 1949 (بغض النظر عن حجة الرفض) كان حلما لشخص آخر، قبل عامين بالضبط، هذا الحلم الذي دفع صاحبه لارتكاب جريمة، قادته إلى السجن.

اسمه "صالح العوضي"

لو كتبت هذا الاسم على محرك البحث، جوجل، فستظهر نتيجتان: الأولى أنه كان مدير إنتاج لعدد من الأفلام الشهيرة في الستينيات (الجريمة الضاحكة وعبيد الجسد ومطلوب زوجة فورا وثورة البنات) والنتيجة الثانية هى أنه أنتج فيلما واحدا عنوانه: "ولدي"، تم عرضه في يناير 1949، من بطولة كاميليا ومحمود المليجي وأحمد علام وإسماعيل ياسين ونجمة إبراهيم.

نرشح لك: حسين فهمي: ابنتي منة لا تنزعج من تعاوني مع أحمد فهمي وهنا الزاهد صديقتها (فيديو)


هو أيضا مثل في الفيلم، وصورته على أفيش الفيلم، وإن كان قد ظهر باسم "صلاح الدين".

في صفحة الفيلم على موقع "السينما دوت كوم" يُلاحظ في "الهوامش" مكتوب:

"هذا هو الفيلم الوحيد للممثل ومنتج الفيلم (صلاح الدين) حيث تم القبض عليه بعد الفيلم واتضح من التحقيقات أنه موظف بسيط يعمل في أحد الشركات واختلس مبلغا كبيرا من المال وأنفقه في تحقيق حلمه وهو أن يكون بطلا لفيلم سينمائي أمام معشوقته الفنانة كاميليا" (الأخطاء الإملائية من المصدر).

ما هو مكتوب يقترب من الحقيقة، لكن هناك باختلافات طفيفة.

صالح العوضي

في عدد 9 مايو 1956، وعلى الصفحتين 16 و17، نجد موضوعا كتبه جليل البنداري تحت عنوان: هذه القبلة كلفتني 90 ألف جنيه وعشر سنوات في السجن.

الموضوع كان حوارا مع صالح العوضي بعد خروجه من السجن (قضى 7 سنوات) ويحكي فيه قصته من البداية للنهاية.

لقد كان موظفا في شركة تأمين، وقد اعتاد أن يذهب من حلوان للمعادي مع زملائه في العمل للتنزه، وفي الأول من مايو عام 1947 لمح كاميليا واقفة على رصيف المحطة، فقام بقطف ورودا وأهداها لها، تعبيرا عن إعجابه الشديد بها، لكن الفنانة - حسب قوله - لم تهتم، ونظرت له من فوق لتحت وأعطت باقة الورد لوصيفتها. هو ما جعله يشعر بالإهانة (خاصة وأن زملاء العمل شهدوا الموقف).. "وشعرت أن لي ثأرا معها يجب أخذه من هذه الفنانة الساحرة المغرورة".

ولأنه موظف صغير فإن الأزمات المالية كانت كثيرة، وتكررت خناقاته مع زوجته الإيطالية (!).

بعد عدة أيام قادته قدماه إلى صديق قديم له يعمل في وزارة المعارف، وهناك حكى له عن ظروفه المادية وأزماته، وكان عند ذلك الصديق "الحل السحري".

يقول العوضي: "سألني صديقي: انت قلبك جامد؟ قلت له: حديد، فقام بفتح درج مكتبه وأخرج استمارة 9 ع ح (عموم حسابات) وقام بكتابة بعض البيانات، ثم طلب مني أن أذهب بها إلى وزارة المالية وعندما يتأكد من بياناتك المدونة في الاستمارة سوف يحيلك للخزانة التي ستعطيك 18 رزمة، كل رزمة ألف جنيه".

عملية اختلاس واضحة!

لم يتردد العوضي وبالفعل ذهب وحصل على المبلغ وتقاسمه مع صديقه، وتكررت العملية أكثر من مرة.

- كان ذلك الصديق هو المسؤول عن استلام أذونات الصرف التي تأتي من وزارة المالية وسوف يقوم بحرقها وبذلك يتم إعدام الدليل الوحيد الذي يدين صالح (فهو في كل الأحوال ليس موظفا رسميا في وزارة المعارف).

وعندما جرت الأموال في يد العوضي كان أول شيء فعله هو استئجار شقتين في عمارة الإيموبيليا، حيث تسكن كاميليا: سكن في واحدة والأخرى اتخذها مكتب لشركة سينما قام بتأسيسها.

بسرعة البرق انتشر في الأوساط الفنية خبر ظهور "المليونير" صالح العوضي، وتهافت الجميع لزيارة مكتبه (خاصة وأنه كان سخيا في عقوده مع الفنانين).

وبعد عدة أيام أرسل لها دعوة لزيارته في مكتبه، وعرض عليها سيناريو فيلم "ولدي"، وزادها مائة جنيه عن أجرها المعروف (كانت تتقاضى 500 جنيه في الفيلم)، وأهداها سيارة كاديلاك ثمنها 2000 جنيه.

كاميليا وصالح العوضي

ولم يكن أمر الفيلم يهم "المنتج المليونير" في شيء، بل كان كل همه هو "القبلة" التي سيتبادلها مع البطلة في آخر الفيلم، وقد استغرقت دقيقة كاملة (انظر الصورة).

قبلة صالح العوضي لكاميليا

ظل العوضي وصديقه يختلسان أموال وزارة المعارف دون أن يكشف أمرهما، مع أن وزارة المالية أرسلت 165 خطابا للمعارف لبحث الأمر، وقد بلغت المبالغ المختلسة ما يزيد عن ربع مليون جنيه (وكان ذلك الصديق يحرق كل تلك الخطابات).

حتى حدث أن عرف أحد أقرباء ذلك الصديق بالأمر، فأخذ يطلب منه مالا (ابتزاز) ولما لم يحصل على ما أراده كتب مذكرة قدمها للدكتور أحمد حسين (رئيس جمعية الفلاح والوزير والسفير فيما بعد) الذي سارع وقدمها لديوان المحاسبات والجهات القضائية.

المفارقة - كما جاء في التقرير الذي كتبه جليل البنداري في آخر ساعة - أنه أُلقي القبض على العوضي وهو يؤدي "اللقطة" (القبلة) التي فعل كل ذلك من أجل أن يحصل عليها وكلفته 90 ألف جنيه وعشر سنوات في السجن (7 في واقع الحال).

بوستر فيلم ولدي

الأغرب أن صالح العوضي بعد خروجه من السجن لاقى حفاوة شديدة من الوسط الفني، وربما هذا يفسر عمله كمنتج فني فيما بعد لعدد من الأفلام في الستينيات.

اقرأ أيضا:

دينا الشربيني تكشف سبب إطلاق اسم "عاطف السكري" عليها

عفوا كريم فهمي ... الفيلم الفرنسي لم يسرق فكرة "هاتولي راجل"

3 تشابهات بين هنا الزاهد وشقيقتها فرح.. هل يمكنك التفريق بينهما؟

#شرطة_الموضة: حذاء أنغام سعره أكثر من 6 أضعاف فستانها في الحلقة الخامسة من برنامجها

لا يفوتك- تحليل النغمات مع عمك البات - أغنية ولاد الناس لعزيز الشافعي طربية بتوزيع جديد

حمل آبلكيشن FilFan ... و(عيش وسط النجوم)

جوجل بلاي| https://bit.ly/36husBt

آب ستور|https://apple.co/3sZI7oJ

هواوي آب جاليري| https://bit.ly/3LRWFz5