محمد سليم
محمد سليم تاريخ النشر: الاثنين، 10 أكتوبر، 2022 | آخر تحديث:
عمر الشريف

لعل من المناسب في الجزء الثالث والأخير من سلسلة "صفحات من تاريخ الممثلين المصريين ذوي الأصول اليهودية" تسليط الضوء على مغالطة شائعة عن النجم المصري العالمي الراحل عمر الشريف، وهي أنه كان يهوديا وتحول إلى الإسلام بغية الاقتران من سيدة الشاشة العربية فاتن حمام.

وقبل أن أذكر لك عزيزي القارئ وعزيزتي القارئة سر هذه المغالطة، تجدر الإشارة إلى أن تحديد الانتماء لليهودية بالنسبة للفنانين مسألة إشكالية، ليس في مصر فقط، بل في أي مجتمع كوزموبوليتاني بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية.

لقراءة صفحات من تاريخ الممثلين المصريين ذوي الأصول اليهودية (1)..تحول للإسلام واتهامات بالتعصب والتآمر

عمر الشريف وفاتن حمامة

في كتابه "اليهود والسينما في مصر والعالم العربي"، يلفت الناقد أحمد رأفت بهجت انتباهنا إلى ملاحظة مهمة، هي أن المؤرخين في أمريكا يواجهون حتى الآن صعوبات في تحديد هوية الفنان اليهودي، فنجدهم يعتمدون على تقسيم رباعي للفنانين كما يلي: فنان يهودي وهو من كان يهودي الأب والأم، وفنان نصف يهودي بواسطة الأب فقط أو الأم فقط، وفنان يعتقد أنه يهودي لكنه غير متأكد، وفنانون مشهورون بأنهم يهود لكنهم ليسوا كذلك.

ويضيف الناقد في المرجع السابق أن الاعتماد على ذلك التصنيف يخرج عمر الشريف من دائرة الفنانين الذي يدور الحديث عنهم، لأن ما عرف عنه أن جدته كانت يهودية.

لقراءة صفحات من تاريخ الممثلين المصريين ذوي الأصول اليهودية (2)..جمال صارخ وصفقة أمواس حلاقة ومنافسة شرسة


حرب مخابراتية

أما المؤرخ أشرف غريب، صاحب كتاب "الممثلون اليهود في مصر"، فيشرح في حوار مع الإعلامي يوسف الحسيني، في برنامج "التاسعة" على القناة الأولى المصرية، أن يهودية عمر الشريف كانت أحد أسلحة حرب مخابراتية شنها صلاح نصر على فاتن حمامة بدءا من سنة 1965، وذلك بعد أن رفضت محاولته لتجنيدها، وغادرت مصر بمساعدة رئيس الوزراء في ذلك الوقت زكريا محيي الدين.

عمر الشريف

ويضيف أشرف غريب أن عمر الشريف أكد في مذكراته الصادرة تحت عنوان "ذكر خالد" أنه كان كاثوليكيا من أصول يونانية، وتحول إلى الإسلام عند اقترانه بفاتن حمامة، الأمر الذي أصاب والده بداء السكري.

جمال وميمو رمسيس

مع نهاية خمسينيات القرن الماضي، ظهر الأخوان ميمو وجمال رمسيس ظهورا عابرا في السينما المصرية بأدوار ثانوية، ربما يكون أشهرها بالنسبة لجمال دور "لوسي ابن طنط فكيهة" في فيلم "إشاعة حب"، والذي جسد فيه شخصة الشاب الذي يجيد الرقص والغناء الغربي وإغواء الفتيات، ومنافس عمر الشريف على اهتمام سعاد حسني في الفيلم.

جمال رمسيس وسعاد حسني

أما ميمو رمسيس فشارك في فيلمين بدور رجل العصابات هما "إسماعيل ياسين بوليس سري"، و"ملاك وشيطان".

ميمو رمسيس

ويشير الكاتب نبيل فاروق في كتابه "شغف السينما" إلى أن الأخوين ولدا لأب عمل كمخرج سينمائي وأم إيطالية، كما يذكر تاريخ ميلاد جمال رمسيس وهو 20 يناير 1921.

جمال وميمو رمسيس

ويضيف أن جمال وميمو سافرا إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ومثلا معا في عدد من المسلسلات هناك، وعملا مع خالهما رجل الأعمال في أمريكا، ثم عادا إلى مصر، وشارك جمال في ثلاثة أفلام، لكن وفاة الخال جعلتهما يعودان إلى أمريكا لتولي أعماله، وبقي جمال هناك حتى توفي بتاريخ 25 سبتمبر 2001.

هل جمال رمسيس هو رأفت الهجان؟

وهناك قصة لا تخلو من طرافة شاعت بعد عرض مسلسل "رأفت الهجان" يذكرها نبيل فاروق في الكتاب السابق، وهي أن البعض اعتقد أن جمال رمسيس هو رأفت الهجان، لمجرد أنه ظهر في فيلم "إشاعة حب" بنفس طريقة تصفيف الشعر التي ظهر بها الراحل محمود عبد العزيز في المسلسل، وهي نفس التصفيفة التي اشتهر بها الممثل جيمس دين، لكن رفعت الجمال (أو رأفت الهجان) سافر إلى إسرائيل سنة 1956، بينما عرض الفيلم سنة 1959.

محمود عبد العزيز في مسلسل رأفت الهجان


صالحة وجراسيا قاصين

صالحة (أو سالي) قاصين من مواليد 1888، وتنتمي مع شقيقتها جراسيا إلى الجيل الأول من ممثلات المسرح المصري، حسب ما أورده الناقد أحمد بهجت في كتابه.

صالحة قاصين

وبرغم تنقلها بين أكثر من فرقة مسرحية، كانت لصالحة قاصين أدوار ثانوية في السينما، ومنها دور ساحرة شريرة في فيلم "عروسة المولد"، ومديرة ملجأ الأيتام في فيلم "الآنسة ماما"، ومن أفللامها أيضا "أنشودة الراديو" سنة 1936، "أحمر شفايف"، "الماضي المجهول" سنة 1946، "قتلت زوجي" سنة 1956، "لوكاندة المفاجآت"، و"شهر عسل بصل" سنة 1960.

صالحة قاصين

أشهرت سالي إسلامها عام 1944 وأصبح اسمها صالحة، وحسب المرجع السابق، كان لها حوار مع جريدة الجمهورية في الستينيات تبرأت فيه من شقيقتها التي هاجرت إلى إسرائيل، وأكدت تمسكها بالبقاء في مصر.

جراسيا قاصين

ولجراسيا قاصين، التي يعتقد أنها كانت أكبر سنا من شقيقتها، عدد من الأدوار السينمائية في أفلام "لعبة الست" سنة 1946، "قلبي دليلي" 1947، "المصري أفندي"، "فاطمة وماريكا وراشيل" سنة 1949، "شارع البهلوان"، "الآنسة ماما" سنة 1950، وكان آخر أفلامها في مصر "على كيفك" سنة 1952.

نجوى سالم

عرفت نجوى سالم بتقديمها نمط أدوار "الدلوعة"، وهو نمط لعبت الصدفة دورها في ارتباطها به، فعندما مرضت الفنانة ميمي شكيب أثناء أدائها إحدى المسرحيات مع نجيب الريحاني، أسند لها الدور واستمرت في أداء هذا النمط، سواء كانت الدلوعة من الطبقة الأرستقراطية أو من الخدم.

نجوى سالم

اسمها الحقيقي نظيرة موسى شحاتة، من مواليد القاهرة في 17 نوفمبر 1925، لأب لبناني وأم إسبانية من أصل يهودي، وحصل والداها على الجنسية المصرية التي أخذتها منهما، وتقول إحدى الروايات إن جمالها الطاغي جذب إليها وزير المالية في ذلك الوقت أمين عثمان فعشقها.

بدأت نجوى سالم نشاطها الفني في مسرح نجيب الريحاني، وواصلت العمل مع بديع خيري بعد وفاته، لتلتحق بعد ذلك بمسارح التليفزيون وتقدم أشهر أعمالها "البيجاما الحمراء" و"لوكاندة الفردوس"، كما قامت بإنشاء فرقة مسرحية باسمها في بداية السبعينيات.

أما ظهورها في السينما فيعود إلى نهاية الأربعينيات، ومن أفلامها "الروح والجسد" سنة 1948، "الأزواج والصيف"، "إسماعيل ياسين في دمشق"، "إسماعيل ياسين في الجيش"، ويعتبر دور الفتاة اليهودية في فيلم "حسن ومرقص وكوهين" سنة 1954 أفضل أدوارها.

نجوى سالم

وبالرغم من الحديث عن معاناتها من عقدة الاضطهاد والتجاهل من قبل النقاد والمخرجين، يورد مؤلف "اليهود والسينما في مصر والعالم العربي" جزءا من حوار صحفي لها تنفي فيه اعتقادها بصحة هذا التجاهل، وتصف اهتمام النقاد بها بأنه كان متناسبا مع حجم أدوارها.

أشهرت نجوى سالم إسلامها وتزوجت من الناقد عبد الفتاح البارودي لمدة عامين تقريبا، وتوفيت في 12 مارس 1988، ودفنت في مقابر المسلمين بحي البساتين بالقاهرة.

فيكتوريا كوهين

تعتبر فيكتوريا كوهين من الحالات الخاصة بين الممثلاث المصريات من أصول يهودية، فمع اندلاع الصراع العربي الإسرائيلي لم تحاول تغيير اسمها، وبقي الجمهور ينظر لها كممثلة من نسيج المجتمع المصري، عرفت بأدوار المرأة المسنة القادرة على رسم ابتسامة على وجوه المتفرجين.

فيكتوريا كوهين وعدلي كاسب

ولدت فيكتوريا كوهين سنة 1891، وبرزت مع ازدهار المسرح الهزلي الذي أسسه كل من أمين صدقي وعلي الكسار منذ عام 1918، واستمر نشاطها المسرحي حتى ستينيات القرن الماضي، ومن أدوارها الشهيرة دور نزيلة الفندق التي لجأت لغرفة فؤاد المهندس في مسرحية "أنا وهو وهي".

فيكتوريا كوهين وفؤاد المهندس

شاركت فيكتوريا كوهين في عدد من الأفلام السينمائية مثل "رابعة العدوية"، "بين القصرين"، "قصر الشوق"، "أنا وهو وهي"، و"المشاغبون"، وتوفيت في 9 مارس 1966.

اقرأ أيضا:

شقيقة أحمد زكي ترفض الصلح مع المؤلف محمد توفيق: مقدرش أقعد مع واحد أهان أمي

ماجد الكدواني: "فضل ونعمة" أشبع حنيني للفيلم العائلي والتطهر

حجب حساب كانيي ويست على انستجرام بسبب إهانة اليهود .. ويرد عبر تويتر

لميس الحديدي بعد تعرض عروس الإسماعيلية للضرب للمرة الثانية: أكلة الحمام طلعت علي عينها


لا يفوتك: تحليل النغمات مع عمك بات‎‎ حكاية تريند "أنتش واجري"

حمل آبلكيشن FilFan ... و(عيش وسط النجوم)

جوجل بلاي| https://bit.ly/36husBt

آب ستور|https://apple.co/3sZI7oJ