بعد أن أفزع العالم بفيلمي Us وGet Out والذي فاز عنه بأوسكار أفضل سيناريو أصلي، يعود المخرج جوردان بيل بثالث عمل له وهو فيلم الرعب والخيال العلمي NOPE الذي يعرض في السينمات حاليًا.
تواصل FilFan.com مع جوردان بيل للتحدث عن العمل على ثالث فيلم من إخراجه ومزجه للرعب مع الخيال العلمي ليكون الناتج أضخم عمل له حتى الآن.
أحب جوردان بيل الرعب منذ صغره ودائمًا ما أراد أن يكون هناك فيلم في مستوى NOPE، ويقول: "جاءت لي الفكرة حين كنت أفكر في أننا لم نحصل على فيلم رعب ذو إنتاج ضخم ويدور حول الأجسام الغامضة منقبل، فقررت أن أتولى مسئولية صنعه بنفسي".
يدور NOPE حول الأخوين أوتيس (دانييل كالويا) وإيميرالد (كيكي بالمر) حيث يورثان مزرعة خيول ويكتشفان جسم فضائي غريب فيحاولا التقاطه على الكاميرا سعيًا وراء الشهرة والمال، ولكنهما يلاحظا أن هذا الجسم الفضائي يبتلع من ينظر إليه. وبالطبع مثل أفلام جوردان السابقة، فإن هناك مواضيع اجتماعية يتناولها الفيلم، ويقول المخرج: "الإنسانية هي التي ألهمتني لكتابة الفيلم، مثلما حدث في كل أعمالي، بالإضافة إلى شعوري بالعجز الوجودي، فقررت أن أنشط من حب الجمهور للسينما وفي نفس الوقت كنت أسأل نفسي: "لماذا تدفعنا طبيعتنا البشرية إلى الإنجذاب للأحداث المثيرة سواء كانت سلبية أو إيجابية؟".
هناك اختلاف واضح في الفيلم بين "أوتيس" و"إيميرالد"، فالأول يفضل العزلة والاعتناء بالخيول، والأخيرة أكثر نشاطًا واجتماعية ودائمًا ما تجدها في الضوء، وهذا التناقض بين الشخصيتين هو ما يراه جوردان بيل في ذاته، إذ قال: "إنهما يمثلان نصفين من شخصيتي. أحيانًا أريد أن أخرج للعالم وأستمتع به مثل إيميرالد وأحيانًا أشعر بالقلق الاجتماعي مثل أوتيس".
لم يحظى جوردان بيل بعلاقة مثل علاقة إيميرالد وأوتيس، وهذا ما جذبه لها، إذ قال: "عشت حياتي كطفل وحيد، ودائمًا ما أعجبتني علاقة الأشقاء ببعضهم البعض، لأن الإخلاص بينهم مبني على الجينات، ومهما اختلف الأشقاء، سيجتمعوا من جديد لحماية وتشجيع بعضهم البعض. فاخترت هذه العلاقة لأنها دائمًا تسعدني".
هذا أول عمل يجمع بين المخرج وكيكي بالمر، ولكنه ثاني عمل من بعد Get Out يجمع بينه وبين دانييل كالويا، وقال عن سهولة العمل معهم: " عندما بدأنا تصوير لم أضطر لأن أوجههما كثيرًا لأنهما تفهموا العلاقة بسرعة، وتمكنا من تجسيد الشخصيتين باتقان ويبان في المشاهد التي تجمعهما مدى قوة علاقتهما".
كان جوردان بيل منبهر بالعمل مع دانييل كالويا منذ أن تعاونا في فيلم Get Out، حيث كان يلعب الممثل البريطاني دور شاب أمريكي، وقال: "إنه لأمر رائع أن أشاهد مراحل تطوره. أتذكر أول مرة قابلته أثناء تصوير Get Out، وقلت له أنني أحتاجه أن يجيد اللكنة الأمريكية، ومن بعدها أصبحت لكنته خالية من العيوب".
أما في NOPE، فاضطر دانييل كالويا أن يتعلم ركوب الخيل من أجل الدور، خصوصًا لأنه يظهر راكبًا لحصانه في أغلب المشاهد، وقال المخرج عن ذلك: "لم يكن رد فعله سعيد جدا حين علم أنه سيركب الحصان أغلب الوقت، ولكن لم أرى في حياتي أي ممثل يعمل بهذه الجدية من أجل اقتناء مهارات ركوب الخيل. عندما طلبت منه تعلم هذه المهارة، قال لي أن في المقابلة التالية لنا سيكون محترف، وهذا بالفعل ما حدث".
وأثناء حديثه عن فريق العمل، تذكر جوردان بيل المخرجين الذين يتعلم منهم، وقال: " المخرجين الذين يلهمونني هم بول توماس أنرسون وروبرت ألتمان وكوينتن تارانتينو وهذا لأنهم لا يستهترون بأي شخصية لديهم. وفي Nope كنت محظوظ لأنني وظفت مواهب رائعة في أدوار مساعدة. "، وبالفعل فإن هناك أسامي مثل ستيفين يون، وجوردان بيريا، وباربي فيريرا في أدوار ثانوية في الفيلم.
كما انتهز المخرج الفرصة للإشادة بمدير التصوير هويت فات هويتيما، وقال: "سررت بالعمل مع مدير التصوير هويت فات هويتيما فهو حقًا عبقري. أعتقد أنه المصور الوحيد الذي كان له القدرة على تحقيق مشاهد هذا الفيلم، تقنيًا وفنيًا. لقد حققنا أشياء بكاميرات الأي ماكس لم أراها من قبل. أهم شيء في هذا الفيلم هو القدرة على التقاط المستحيل بالكاميرا. عندما سألت هويت عن نوع الكاميرا التي كان ليستخدمها لالتقاط طبق طائر، وكان رده هو "كاميرة أي ماكس من أجل الدقة"".
اعتمد جوردان بيل على الرمزية في أفلامه الثلاثة إلى الآن، وتحدث على علاقته معها مشيرًا إلى أنه لا يعرف المعنى وراء كل رمز إلا بعد فترة: " علاقتي بالرمزية قد تطورت بعض الشيء. فانا أرى أنني لا يمكنني أن أقرر المعنى وراء كل رمز، بل إنني أدع الرمز يرني ما يعنيه بنفسه. أثناء العمل، ستكتشف أن هناك ربط غير مباشر بين الأشياء وهذا ما يجعلك تكتشف معاني وراء الرموز. أغلب الوقت، أثناء صناعة الأفلام، تبدأ بشيء أنت لا تعرفه ولا تفهمه ومع الوقت تصل لمعنى".
يرى جوردان أن من الصعب أن يعطي تصنيفًا واحدًا لـNope، إذ قال: " كنت أحاول أن أفكر خارج الصندوق طوال مسيرتي الفنية، وهذا ما أحببته في Nope، فلا يمكنك أن تضعه في خانة واحدة. عندما يكون لديك صندوق، فهذا يعني أن لديك خدعة سحرية على وشك أن تحدث، وجمهور على وشك أن يفاجأ، فلذلك عليك أن تفتحه".
مثل فيلميه السابقين، حقق NOPE نجاح باهر في شبابيك التذاكر العالمية وصلت إلى 150 مليون دولار ححتى الآن، ويقول جوردان بيل أن نجاح أفلام الرعب يعود إلى حاجتنا النفسية إليها: " السبب خلف نجاح أفلام الرعب هو أنها تجعلنا نعبر عن مخاوفنا، وأنا مؤمن بأن كتمان المخاوف بداخلنا لا يخفيها، بل إنها قد تعود وبشكل أسوأ فيما بعد. فعندما يجتمع الناس لمشاهدة شيء مخيف معًا، يفرغون عن أنفسهم في بيئة آمنة ويتخلصوا من مخاوفهم".
يعد فيلم NOPE صاحب أضخم ميزانية من بين أمال بيل، فقد كلفه 68 مليون دولار بينما كلف Us 20 مليون دولار ووصلت ميزانية Get Out إلى 4 مليون ونصف، ويقول جوردان بيل: "ما تعلمته من هذه التجربة هو أن لا يوجد شيء لا يمكنني تحقيقه طالما أنا أتعاون مع باقي فريق العلم. عندما تجد الفريق الصحيح وتعملوا معًا، ستحققون أشياء خرافية. هذه التجربة كانت بمثابة اختبارًا لي أنا وفريق العمل، والآن أنا أرى أنني قادر على الاستمرار للأمام".
ينتظر جوردان بيل حاليًا عرض فيلم الأنيميشن Wendell & Wild على منصة نتفليكس وهو يشارك فيه بالأداء الصوتي، كما شارك في كتابته مع هنري سيليك، وتم عرضه في مهرجان تورونتو السينمائي ومن المقرر عرضه على المنصة يوم 21 أكتوبر المقبل.