"مساعدة الطيار".. خطاب ما قبل 11 سبتمبر بيوم واحد

تاريخ النشر: الخميس، 9 يونيو، 2022 | آخر تحديث: الخميس، 9 يونيو، 2022
فيلم مساعدة الطيار

الحب يصنع المعجزات، لكن هل يقدر على هزم الأفكار؟، هل يمكن أن تضحي بأفكارك من أجل أن تعيش مع حبيبتك؟.

غالبا ما يُقدم في البلدان العربية الشخص الإرهابي في صورة الفقير المهمش الذي يلجأ للإرهاب نتيجة للظروف المادية والاجتماعية أو لتغلغل الجماعات المتطرفة للمجتمعات المهمشة التي لا تشعر بالانتماء، رغم أن هناك عشرات الأمثلة لمن كانوا من طبقات مادية واجتماعية عليا ولم يكونوا إرهابيين فحسب بل كانوا قادة وصناع للجماعات للإرهابية وغيروا وجه العالم للأبد.

نرشح لك - سيمون رمز التسعينيات للمرة الثانية .. "ريفو" يستعين بأغنيتها الشهيرة بعد "بيمبو"

إذا شاهدت أحداث 11 سبتمبر عبر الشاشات فبالتأكيد أنك فكرت فيما كان يجول في رأس من اصطدم بالطائرة في برج التجارة العالمية، كان يردد الشهادة، كان يفكر في النعيم الذي ينتظره في جنات ونهر، لكن هل فكرت ولو مرة إنه يعتبر نفسه ذاهبا إلى السماء في انتظار حبيبته لكي تلحق به بعد سنوات.

مساعدة الطيار

مساعدة الطيار

في الفيلم الألماني "مساعدة الطيار.. سيكون العالم مختلفا" للمخرجة آن زهرة براشد، من أصول عربية، والذي عرض في أسبوع أفلام جوتة، ربما ستغير وجهة نظرك تماما عن الصورة النمطية للإرهابي، ولكن لن تتعاطف معه.

أسلي "كانان كير" الفتاة التركية التي تعيش في ألمانيا وتدرس وتعمل في مجال بحوث السرطان تقع في حب سعيد "روجر عازار" المواطن اللبناني الذي سافر إلى ألمانيا أيضا من أجل دراسة طب الأسنان لكن حلمه أن يصبح طيارا، تتزوجه في أحد المساجد الألمانية دون علم أهلها لرفض عائلتها الزواج منه، وعلى مدار 5 سنوات نعيش معهما.

مساعدة الطيار

مساعدة الطيار

لا يلقي الفيلم الضوء على أسلي وسعيد فقط، ولكنه يقدم بشكل سريع ومضات على علاقة الأتراك بالعرب، وحياة العرب في ألمانيا ورؤيتهم لها، وكذلك العلاقة الألمانية الإسرائيلية المعقدة، لكنه لم يتعمق في أي منها، بل أن صناعه اختاروا ألا نشاهد كيفية تحول سعيد لإرهابي.

الفيلم المستوحى من قصة حقيقية خاصة بزياد جراح، أحد المتهمين بالاشتراك في أحداث 11 سبتمبر، لكن بتغيير في بعض أحداثها، قدم سعيد ذلك الشاب العربي النشأة الذي تأثر بحياة الألمان قبل أن يتأثر بالأفكار الإرهابية، يكفي أن تشاهد سخرية أهله حين عرفوا إنه قال إن الخمور حرام، لتدرك كيف كان؟ وكيف أصبح؟.

فمن الشخص الذي قرر أن يسبح عاريا بعد تعرفه على أسلى كما يفعل الألمان، لكنها ترفض خجلا وتخبره بأنها ليست ألمانية، إلى الشخص الذي يقرر أن يتوقف عن وجود علاقة جنسية معها إلا بالزواج، رحلة قطعها بين النقيضين، ما يبدو تمسكا بأسلي ورغبة في الزواج والاستقرار ليس كذلك في الحقيقة لكنه نتاج لتغير عقليته، وهو ما سيلقي بظلاله على حياتهما فيما بعد.

اهتم الفيلم بقصة حب أسلي وسعيد، وكانت أسلي هي محور العمل وإن كان سعيد هو الفاعل دائما. أسلي الضعيفة التي تخشي إخبار أهلها بحبها لسعيد، تتأخذ قرارا جريئا بالزواج منه، لكنها تغرق في الضعف أمامه متحملة كل ما يفعله كاتمة سره محافظة على وعدها الذي قطعته على نفسها أمام إمام المسجد الذي زوجهما.

قد لا يكون الفيلم مبهر فنيا إلا في مشاهد استثنائية أبرزها مشهد تخيلهما في الطائرة، لكنه صاغ علاقة إنسانية عميقة تحمل تحولات عدة وعنيفة بين سعيد وأسلي، مقدما وجها آخر لحياة شخص ذهب لألمانيا من أجل الدراسة فانتهى أمره في أمريكا يوم 11 سبتمبر، رحل وجعل العالم قبل هذا اليوم مختلفا عما بعده.

مساعدة الطيار

الحب الذي لم يهزم تحولات سعيد الفكرية، وقف صامدا في قلب أسلي أحبت الشاب الجريء طبيب الإنسان المستقبلي، وأحبته ودافعت عن أفكاره حين بدأ في البوح بها أمام الآخرين، أحبته وقت الاختفاء وسامحته حين العودة، وأحبته وهو طيار، وظلت تحبه بعد تركها مغيرا وجه العالم، واعدا إيها في خطاب كتبه يوم 10 سبتمبر 2001 إنه في انتظارها في السماء.

لا أظن أن أحدا مما شاهدوا الفيلم صدق أن سعيد عاد إلى صوابه عقب عودته من اليمن، إلا أسلي، لأن من الحب ما قتل، لو سمعت أسلي لعقلها ولو لثانية لكانت هي من غيرت وجه العالم.

اقرأ أيضا:

هشام جمال لليلى زاهر في يوم "الصديق الأقرب" : "مش هاكل كبدة نية عشانك .. هتحوليني زومبي"

مفيدة شيحة تعلق على أزمة العوضي وياسمين عبد العزيز: أخوها مش من حقه يدخل

أحمد مراد: أهل الفن عندهم مشاكل نفسية (فيديو)

بعضهم لن تصدق أنه شارك في العمل.. 32 فنانا رحلوا عن عالمنا من صناع مسلسل "يوميات ونيس"

لا يفوتك-نجوم أجانب بس سميعة للطرب الأصيل ... بيسمعوا أم كلثوم وفيروز ونانسي

حمل آبلكيشن FilFan ... و(عيش وسط النجوم)

جوجل بلاي| https://bit.ly/36husBt

آب ستور|https://apple.co/3sZI7oJ

هواوي آب جاليري| https://bit.ly/3LRWFz5