تمر اليوم الخميس 12 مايو الذكرى الثانية لرحيل الفنان الكوميدي القدير ابراهيم نصر ، والذي رحل عن عالمنا عام 2020.
قدم نصر العديد من الأعمال في السينما والدراما ، وعشرات الشخصيات الناجحة والمؤثرة ، إلا أن تجربته مع الكاميرا الخفية والتي استمرت لما يقرب من 17 عامًا هي التجربة الأبرز والأهم والأكثر تأثيرًا في مسيرته .
مازال الجمهور يتذكر شخصية زكية زكريا التي تحولت إلى أيقونة من أيقونات الكاميرا الخفية لسنوات طويلة ، بالإضافة إلى شخصية "غباشي النقراشي" التي ابتكرها في كواليس البرنامج ، ليخلق العديد من الشخصيات الكوميدية التي ارتبط بها الجمهور.
شرطة_الموضة: لماذا اختارت ياسمين صبري اللون الأزرق في أول ظهور لها بعد الطلاق؟
كيف بدأت قصة ابراهيم نصر مع "الكاميرا الخفية"؟ وكيف حقق كل هذا النجاح مع زكية زكريا وشركائها؟ "ماتيجو نشوف" .
ما لايعرفه الكثيرون أن علاقة ابراهيم نصر بالكاميرا الخفية بدأت عن طريق الصدفة، يحكة نصر في حوار سابق أنه في مطلع التسعينات وخلال زيارته إلى مبنى الإذاعة والتليفزيون "ماسبيرو"، لاستخراج بعض الأوراق، قابل عبد المنعم غالي، والذي كان قد تولي للتو رئاسة القناة الثانية .
صدفة وفنجان قهوة
دعى الأخير نصر لتناول القهوة في مكتبة ، ودار بينهما حديث حول تطوير القناة ومحتواها البرامجي خاصة في شهر رمضان ، حيث كانت القناة الثانية وقتها معنية أكثر ببرامج المنوعات مقارنة بالقناة الأولى ذات الطابع الإخباري والجاد .
يحكي ابراهيم نصر : قال لي غالي عايزك تفكر في برنامج يقعد الناس في البيت يتفرجوا ويضحكوا، كانت الكاميرا الخفية قد توقفت لسنوات طويلة ، والناس تفتقد لهذا النوع من البرامج التي تحتاج لتطوير وأفكار جديدة باستمرار ، عرضت عليه أن أن نعيد إحياء الكاميرا الخفية ولكنه تردد في البداية ، ولكنني أصريت وأقنعته.
أمام إصرار ابراهيم نصر تحمس غالي واتصل بسهير الأتربي رئيسة التليفزيون وقتها ليعرض عليها الفكرة، تناول نصر سماعة الهاتف وشرح لها فكرته ، فوافقت على الفور وطلبت منه الاتفاق على فريق عمل البرنامج والأفكار، وفي اليوم التالي كان فريق العمل بقيادة المخرج علي العسال وابراهيم نصر قد بدأ تحجضيرات الكاميرا الخفية تحت مسمى برنامج "انسى الدنيا".
الغريب أن الفكرة لم تنجح نجاحا كبيرًا في البداية لأسباب تتعلق بموعد العرض ، والإمكانيات المتاحة ، وتوقع ابراهيم نصر أن الفكرة لن تتكرر خصوصا مع تراجع التليفزيون عن الاتفاق معه على تقديم موسم جديد ، ولكن الحظ لعب دوره ، وجاءت إحدى الوكالات الاعلانية الشهيرة لتتعاقد مع التليفزيون على انتاج مجموعة من البرامج الرمضانية على أن تحقق دخلًا اعلانيا أكبر ، وكان من ضمن البرامج التي طلبت انتاجها وعرضها على التليفزيون "الكاميرا الخفية" وبهذا الإسم ، وتولى المخرج رائد لبيب اخراجها ليشكل مع ابراهيم نصر دويتو ناجح استمر لسنوات طويلة.
ميلاد زكية زكريا
صناعة شخصيات الكاميرا الخفية كانت من أصعب الأشياء التي واجهها صناع "الكاميرا الخفية" وتحديدًا ابراهيم نصر الذي كان يرى أن التخفي في أكثر من "كاركتر" هو المخرج الوحيد من مأزق اكتشاف الجمهور له ، يحكي ابراهيم نصر عن ذلك المأزق قائلًا : لو ظهرت بشخصية واحدة طوال المواسم سيكتشفني الناس، وسيصبح المقلب محروقًا ، ومن هنا فكرنا في ابتكار اكثر من كاركتر مثل غباشي النقراشي، ثم فكرنا في ابتكار شخصية زكية زكريا ، وكانت خطوة جريئة أن أقدم شخصية سيدة بتكويني الجسماني الضخم وصوتي الغليظ وملامحي التي لن يفيد معها المكياج والبواريك ، ومن هنا كانت المفارقة أن تبدو زكية سيدة غريبة الشكل والأطوار.
ولكن من أين استوحى ابراهيم نصر شخصية زكية زكريا بلهجتها الغريبة ، ومصطلحاتها الرنانة مثل "انفخ البلالين يانجاتي" و "بخ بقى" وغيرها من الإفيهات التي مازال الجمهور يتذكرها .
يحكي ابراهيم نصر في حوار سابق: " أبتكرت شخصية زكية زكريا، من ثلاث سيدات قابلتهن في الحقيقة، لن أقول أين وكيف ولكنني التقطت تفاصيل شخصياتهن على مراحل ، كل واحدة شاهدتها بالصدفة في مكان ووقت مختلف عن الأخرى، والتقطت تفصيلة من هنا، وتفصيلة أخرى من هناك ، وكونت الشخصية بعد أن استخدمت قدرتي في تقليد الأصوات، ونجحت الشخصية حتى وصلت لدرجة من النجاح أن تم إنتاجها كعرائس للأطفال وفوانيس رمضان ، وقدمت فيلمًا عن الشخصية وهو "زكية زكريا في البرلمان" ولكنه لم يلق النجاح المتوقع .