أيام قرطاج الموسيقية - "الأخوين عرجون "صوت "المراهقين" في الموسيقى التونسية المعاصرة

مصطفى حمدي

مصطفى حمدي تاريخ النشر: الثلاثاء، 21 ديسمبر، 2021 | آخر تحديث:

سليم عرجون ونورا عرجون

مصطفى حمدي يكتب من تونس

إكتشاف الموسيقى التونسية المعاصر مغامرة ممتعة ، يمكنك أن تخوضها يوميًا في أروقة أيام قرطاج الموسيقية، خاصة وأن المهرجان يلقي الضوء على المواهب التونسية الواعدة في مجالات الموسيقى المختلفة، بين الجاز والإليكترو والموسيقى الفولكلورية والروك وغيرها، يجد صناع الموسيقى التونسيون من هذا الحدث نافذة واسعة لعرض إبداعاتهم وإختبار تأثيرهم الحقيقي في الجمهور، المفارقة أن أجازة رأس السنة بدأت في تونس ، وهو ما أتاح الفرصة للشباب والمراهقين تحديدًا لحضور الحفلات التي تبدأ في الواحدة ظهرًا بمسرح مدينة الثقافة والفنون وتمتد في المسارح المختلفة حتى المساء.

من أوائل العروض الموسيقية التي أثارت إنتباهي هو عرض الأخوين سليم ونور عرجون ، العرض الذي احتل مقاعده المراهقون بكثافة، أغلب الجمهور لم تتجاوز أعمارهم الثامنة عشر، رقصوا وغنوا مع "الأخوين عرجون" على مدار ساعة ، وبدى واضحًا أنهم يحفظون الأغاني عن ظهر قلب.

نرشح لك: ليلى علوي وإلهام شاهين ضمن الحضور ... الصور الأولى من حفل زفاف ابنة ماجد المصري

إسمح لي أن أعرفك على سليم، هو شاب في السابعة والعشرين من عمره، موسيقي معروف في الأوساط الفنية هنا في تونس خاصة وأنه قدم الموسيقى التصويرية لعدد من الأفلام والمسلسلات ، بدأ مشواره مع الموسيقى بشكل احترافي في سن السادسة عشر، أما شقيقته الأصغر فهي نور فهي مطربة ومؤلفة، بدأت تجربتها مع كتابة الأغاني في سن التاسعة، بالطبع أمر مثير يدفعك لأن تسأل: ماذا كتبت طفلة عمرها تسع سنوات ؟

وهنا تشرح نور عرجون القصة قائلة : بدايتي كانت مع أغاني الأطفال، التي كنت أكتبها باللغتين العربية والفرنسية، وتعلمت العزف على البيانو رغم أنني لم أدرس الموسيقى بشكل رسمي.

‎

التقيت بسليم ونور عقب الحفل، هو مطلع جيد على الموسيقى المستقلة في مصر، بحكم أن مشروعه وكما يقول معني بموسيقى الـ "إنتيرنتيف" ، أحيا من قبل حفل في مهرجان مسرح "الجنينة" ويحب موسيقى "مسار إجباري" ، ولكن ماذا عن مشروعه الموسيقى؟

يقول سليم: أسعى لتقديم موسيقى مختلفة تعبر عن الشباب ، لقد كان مشروعي الموسيقي متفرعًا ، قدمت الموسيقى التصويرية للأفلام والمسلسلات ، وبجانبها أحييت عددا كبيرا من الحفلات في تونس وعدة دول من شرق آسيا وصولأ إلى أوروبا، كونت فرقة لم تكن نور عضوًا فيها بالبداية ، وتنقلت بين الموسيقى الاليكترونية والجاز والروك ، إلى أن فكرت في تكوين ثنائي مع شقيقتي التي تجيد الغناء وتكتب الأغاني أيضًا.

تلتقط نور الحديث بحماس فتقول: أنا مؤمنة بمشروع سليم الموسيقي ، والفكرة أننا كثنائي نكمل بعضنا البعض، هو يعبر عن أفكارنا بالموسيقى وأنا بالكتابة والغناء ، أردنا تقديم أغنيات تمزج بين أشكال موسيقية متعددة ولكنها تتحدث عن هموم الأجيال الجديدة .. جيلنا بمعنى أدق .. طموحاتنا وأفكارنا وأيضًا نظرتنا للمجتمع والحب والعلاقات والمستقبل.

‎

حماس الأخوين الموهوبين يواجهه دائما العديد من التحديات التي تواجه عادة أغلب الموسيقيين في بلادهما ، أبرزها مثلا غياب الصناعة الحقيقية.

يشرح سليم ذلك عندما يقول: الشباب يحبون الراب ، لديه شعبية كبيرة هنا، ولكن الراب ليس اللون الموسيقي الوحيد، كما أن موسيقى البوب العربية التجارية انحسرت شيئا فشيئا أمام التجارب الجديدة التي لا تجد الدعم المقدم للأسماء الكبيرة ، بالرغم من أن الموسيقيين الشباب لديهم أفكارًا أكثر جرأة وطزاجة.

رغم كل ذلك نجح الشقيقان في بناء قاعدة جماهيرية كبيرة بين المراهقين، الفكرة أعجبتني شخصيًا عندما قررا التوجه لطلاب المدارس كجمهور أساسي لهما ، حيث تقول نور: قدمنا أكثر من 200 حفل موجهة بالأساس للمدارس الثانوية بتونس، أكثر من 500 مدرسة كانت شريكًا في هذه الحفلات بامتداد المدن التونسية المختلفة، وهذا يفسر لك الإقبال الكبيرمن المراهقين على أغانينا ، نحن بنينا جمهورًا عريضًا ونحرص على أن نكبر مع هذا الجمهور ونضيف إليهم مستمعين آخرين .

يستعد سليم ونور لإصدار ألبوم غنائي خلال الفترة القادمة ، أنجزا منه حتى الآن خمس أغنيات ويتبقى ثلاثة سيضمونها لهم كي يصبح الألبوم جاهزا ، هذا الألبوم يعتبره سليم خطوة هامة في مشروعهما الموسيقي الطموح.

لا يفوتك: هايدي موسى لـ "في الفن": شعرت بالفخر في الكباش.. ونبيل الحلفاوي دعمني وهذا سر رشاقتي