منذ عشرين عامًا ، وتحديدًا عندما تم عامه الأربعين بدأت التساؤلات حول الاعتزال تطارد عمرو دياب ، كان طرحًا غريبًا في لحظة ظهر خلالها جيلًا جديدًا من المطربين ورغم ذلك ظل عمرو على القمة مؤكدا أنه لن يتوقف عن الغناء، وليس لديه أي مشروع للتقاعد، مطالبا من يتحدثون عن اعتزاله أن يسألوا جمهوره: هل تريدون أن يعتزل عمرو دياب؟
لا تفوتك الحلقة الأولى - مذكرات الهضبة 1 - عمرو دياب يكتب عن "أسطورة" عبد الحليم حافظ
في عام 2007 انفرد الكاتب الكبير يسري الفخراني بنشر مذكرات عمرو دياب، أسرار وكواليس واعترافات مر عليها 14 عامًا، ولكن ما بين سطورها يستحق أن نعيد قراءته مع أجيال جديدة ستعرف الوجه الآخر للهضبة في حلقات خاصة تنشر لأول مرة في المواقع المصرية والعربية على FilFan .
أبدى عمرو دياب تعجبه ممن يتحدثون عن اعتزاله قائلا: "لا أعرف السر وراء إلحاح البعض منذ سنوات، بعد أن تخطيت الأربعين، أن أعتزل؟! ليه؟
والغريب أن من يقولون ذلك هم أنفسهم الذين يشيدون بأعمالي الجديدة، لكنهم في الوقت نفسه يسألون السؤال المدهش: متى تعتزل؟ كأن من المفروض أو المتعارف عليه أن يعتزل المطرب عند سن معينة وليس عندما يشعر هو أنه لا يملك جديدا يقدمه.
وأكمل: عن نفسي عندي الكثير من الأحلام والطموحات التي لم أحققها بعد، عندي 550 أغنية تقريبا في خزانتي الخاصة، جاهزة لطرحها على الجمهور، في أمريكا قدموا لي عرضا أن أقوم بتقديم عدد من أغنياتي القديمة التي نجحت في الخارج بتوزيع جديد مثل "نور العين"، و"تملي معاك".
وتحدث الهضبة عن مشاريعة في التمثيل قائلا: "في مكتبي مشروع فيلم موسيقي ضخم، يصنف في ذاكرة تاريخ السينما وهو حلم كبير أنتظره منذ سنوات طويلة، أنا لا أريد أن أقدم أي فيلم وينتهي الأمر، لكن الفرصة أمامي لتقديم الأفضل وبإنتاج ضخم فلماذا لا أفعل ذلك.
وهناك مشروع سوف يحتاج لسنوات لتنفيذه وهو عمل مسرحي موسيقي مثل روايات لاس فيجاس، رواية تعتمد على الإبهار والديكور والمؤثرات الصوتية تقدم في مصر وفي العالم وتطوف كل المسارح العالمية، وهو مشروع يحتاج إلى تفرغ وإلى إمكانات مرعبة وأدرسه حاليا مع أكثر من جهة إنتاجية".
ثم وجه عمرو نصيحة لقراءة خاصة الشباب منهم قائلا: "احلموا واكتبوا أحلامكم على ورق، وفكروا في طريقة للوصول إليها"، مؤكدا أنه هناك دائما طريقة ذكية وشريفة لتحقيق الأحلام، وقال: بعد أن تخطيت الأربعين تضاعف إصراري على النجاح وتحقيق المزيد.
واستعاد ذكريات البدايات قبل الشهرة والنجاح قائلا: "قبل أن أصبح مشهورا وأغني وأملك الخبرة، كنت شابا متوسط الحال تنقلت بحكم الحرب من بيت إلى بيت وعشت فترات صعبة كان غايتي فيها أن أوفر ثمن ملابسي وطعامي وأن يعرفني أحد وحتى الأن أتذكر كيف كان حلمي أن أغني على خشبة المسرح في نادي اليخت ببورسعيد، كان الغناء هناك هو منتهى حلمي وكل حياتي، ولما غنيت هناك اكتشفت إن هناك أحلاما أكبر ممكن أعملها".
وأكمل: "أكثر ما يجعلني أتألم أن البعض ينسى كل هذا التعب ويتصور أن الأمر كله مجرد صدفة، لم أكن يوما معتمدا على الصدفة في مشوار العمل، ثم أنني أعمل كثيرا حتى الآن على الرغم من أنني أستطيع أن أعمل أقل، وأتفرغ للاستمتاع بما حققته وأجلس فترات أطول مع زوجتي وأولادي، أنا أعلم أولادي أن العمل هو الحياة، وأن العمل متعة، والعمل عبادة، وأقول دائما لابني عبد اللع انسى إن أبوك مطرب مشهور وغني، واسأل نفسك دائما فين انت وماذا حققت وبماذا تحلم.
فرحة أول ألف جنيه ... صرفهم على ايه؟؟
يحكي عمرو دياب عن أول مبلغ كبير كسبه من عمله كمطرب وكيف كان رد فعله قائلا: أول مرة فرحت فيها بالفلوس لما كسبت ألف جنيه في ليلة واحدة، ألف جنيه مرة واحدة، كاد قلبي يقف من الفرحة، لدرجة أنني طرت من الفرحة وأنا أحتضن مدير أعمالي وقتها وهو يسلمني الفلوس آخر اليوم، وكنت وقتها أعمل في سبعة أماكن في اليوم، تصور أنني كنت أعمل من الثامنة مساء حتى الثامنة صباحا يوميا، وجاءت أول ألأف جنيه في خبطة واحدة، صرفتها كلها على شراء ملابس جديدة تليق بالمرحلة المقبلة".
في الحلقة القادمة: عمرو دياب في صالون عبد الوهاب تفاصيل اول لقاء مع موسيقار الأجيال
شكر خاص للكاتب الكبير "يسري الفخراني"
لا تفوتك الحلقة الأولى من المذكرات