عندما أعلنت Netflix عن عرض مسلسل يحمل عنوان "مدرسة الروابي للبنات" بدأ البعض يتحدث عن أنه النسخة العربية من مسلسل Ellite، وكانت هذه بداية حالة جدل كبيرة.
هناك نوعان من الجمهور، واحد يشاهد العمل ويبدأ ينتقده مع أول مشهد بسبب رفضه نقل صورة غير نموذجية للمجتمع العربي، أو حتى عن وطنه، لأن المسلسل يعرض على منصة عالمية ويشاهده الملايين في كافة أنجاء العالم، ومشاهد آخر لا يشاهد العمل وينتقده لمجرد قراءة رأي لأحد الأشخاص، فيسير مع الموجة.
نرشح لك: قائمة أغاني "مدرسة الروابي للبنات" ... سيطرة الفرق المستقلة
مسلسل "مدرسة الروابي للبنات" مسلسل شبابي يناقش قضايا مجتمعية لا تخص المجتمع الأردني فقط، بل كل مجتمع عربي، يلقي الضوء على قضايا مهمة، ويعطي إشارة لكل عائلة لا تهتم بأولادها وما يحدث معهم أو تتجاهل بعض التصرفات.
القصة تدور حول "مريم" فتاة هادئة تقوم بعض الفتيات بالتنمر عليها وضربها، وعلى الرغم من أنها الضحية تتحول فجأة إلى متهمة، وما يزيد الأمر سوءا والدتها التي لم تصدق شكواها وما قالته لها، فتتحول تلك الفتاة الهادئة إلى شخص آخر يريد الانتقام من كل من حوله.
أغلب الاعتراضات على المسلسل كانت عن نقله لصورة المجتمع الأردني بشكل سيء، لا أظن أن من قال هذه الجملة شاهده حتى، المسلسل لا ينقل صورة المجتمع الأردني بل هو صورة لكل المجتمعات العربية، ما يحدث في "مدرسة الروابي للبنات" يحدث في أغلب المدارس، لم يعد الأمر كما في الماضي، زاد التنمر وزادت المشكلات بسبب التقدم التكنولوجي، هذا الهاتف الذكي الموجود في يد الجميع فجأة سيتحول إلى كارثة ما أن يتم اختراقه وأخذ معلومات أو نشر صور عليه، هي ليست أزمة خاصة بمجتمع محدد هي أزمة موجودة في كل مكان.
أهم نقطة في هذا المسلسل هو تصرفات الأهالي مع أبنائهم، إذا نظرنا له على أنه رسالة وتنبيه لكل أسرة لديها ابن أو ابنه في سن المراهقة لمتابعته ومعرفة ما يحدث معه وسماعه ومحاولة تصديقه لإعطائه الثقة حتى يحكي كل شيء بصدق، ستنتهي الكثير من مشاكلنا.
اتهام آخر طال المسلسل أنه سيؤثر على الفتيات وسينقل لهم صورة سيئة وأنه مخطط لتغيير والتأثير على المجتمعات العربية، لا أعرف هل من يقول هذا الكلام شاهد أفلام ديزني الشهيرة التي أحبها المراهقين، أفلام قد تكون لها أثر أكبر وبها علاقات وأشياء لن تجدها في "مدرسة الروابي" أو حتى أي مسلسل عربي، المسلسل لم يقدم صورة مختلفة عن الواقع بل هو من قلب الواقع.
وهناك البعض ممن تحدث عن جلسات الفتيات وحديثهن بصراحة، ألا يحدث هذا بين أي مجموعة أصدقاء سواء فتيات أو فتيان، حتى في أعمالنا العربية القديمة والأفلام المصرية ألم يكن هناك مشاهد تجمع عدد من الفتيات يتحدثن عن هذا الشاب أو ذاك وإعجابهن به ومتى ستكبر وتتزوج.
في النهاية كان هذا الجدل والضجة في صالح مسلسل "مدرسة الروابي للبنات" تسبب في زيادة نسبة المشاهدات واهتمام الجمهور بمتابعته، وكان المسلسل على المستوى الفني شيقا لدرجة أنك ستشاهد الـ6 حلقات مرة واحدة ولن تشعر بالوقت أو الملل، أما أداء كل الممثلين سواء الفتيات الصغار أو نجوم الأردن الكبار "ميس فاتن" و"ميس عبير" مناسبا للأدوار وكأنك تشاهد عملا من الواقع، استخدام موسيقى الفرق المستقلة الأردنية والمصرية وغيرها كان عاملا كبيرا في جذب الجمهور للعمل، وجعله ينتظر الجزء الثاني منه.