جدل أردني بسبب "مدرسة الروابي للبنات" الجمهور يعترض ونقاد يتهمون المجتمع بالإزدواجية

نهال ناصر

نهال ناصر تاريخ النشر: الأحد، 15 أغسطس، 2021 | آخر تحديث:

مشهد من مدرسة الروابي للبنات

بين ليلة وضحاها أصبح مسلسل "مدرسة الروابي للبنات" "تريند" عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مع انقسام في رأي الجمهور الأردني البعض يؤيد فكرته وآخرون غاضبون.

حالة من الجدل حول المسلسل، أصوات ترفض ظهور المجتمع الأردني بهذا الشكل، اتهامات للمنصة العالمية Netflix أنها ترغب في تشويه صورة المجتمع العربي، لكن على الجانب الآخر كان هناك أصوات ترى أن المسلسل ينقل صورة واقعية، لما يحدث في مجتمع الشباب، خاصة من جانب الفتيات اللاتي وجدن في بطلات المسلسل قصص مررن بها.

نرشح لك: بين "مدرسة الروابي" و " Sex education".. التحرش قضية الفتيات في الشرق والغرب

تدور قصة مسلسل "مدرسة الروابي للبنات" حول "مريم" الفتاة الهادئة التي فجأة تجد نفسها موضع اتهامات من الجميع، بسبب "ليان" وصديقاتها اللاتي اعتدن التنمر عليها، تتغير "مريم" نتيجة للظروف التي وضعت بها وتبدأ رحلة انتقامها، لنرى كواليس ما يحدث بين المراهقات والموضوعات التي تثير اهتماماتهن والمشلات التي يتعرضن لها.

ما أثار غضب بعض الجمهور الأردني هو طريقة ظهور الفتاة الأردنية، وجلسات الصراحة التي جمعت بعض الفتيات طريقة كلامهن وبعض الألفاظ والشتائم، الصراحة والتطرق لموضوعات خاصة، اعترض الجمهور الأردني عليها ووجدها تشويه للمجتمع ونقل صورة خاطئة عنه.

لكن لم يتوقف الاعتراض عند هذا الحد، خرجت بعض الأصوات لتطالب بوقف عرض المسلسل ومنعه، حتى لا يؤثر على الأجيال الجديدة.

هذا الجدل فتح الباب أمام تساؤلات عديدة، حول رفض الجمهور الأردني للعمل خاصة أنه يعرض علىNetflix، وهي ليست المرة الأولى التي يثور فيها الجمهور غاضبا أمام المنصة العالمية، حدث هذا الأمر في يونيو 2019 بعد عرض مسلسل "جن".

كان مسلسل "جن" أول إنتاجات Netflix العربية، وتم تصويره في مدينة البتراء السياحية، وبعد عرضه كان هناك حملة موسعة من الجمهور الرافض له والمطالب بتدخل الدولة لمنع عرضه، بسبب ما وصفوه بالمشاهد الإباحية بين الأبطال، وتصويرها داخل البتراء، وكذلك الألفاظ النابية، حيث يكرر الشباب بينهم وبين بعض مجموعة من الشتائم التي تمس الأعراض، فضلا عن تحرر الفتيات بما لا يتناسب مع قيم المجتمع الأردني.

وقتها أصدرت Netflix بيانا على ما حدث وما تعرض له الممثيلن وطاقم العمل.

ومع استمرار الجدل وانقسام الجمهور كان لابد من معرفة رأي بعض النقاد الأردنيين حول المسلسل ، وتواصل FilFan.com مع الناقدة علا الشيخ والناقدة إسراء الردايدة.

وقالت الناقدة علا الشيخ عن مسلسل "مدرسة الروابي للبنات": "إذا صنفنا هذا العمل أنه مسلسل أردني، هو نقلة نوعية لشكل وطريقة إدارة الأعمال الأردنية، الحقيقة هو إنتاج أردني وتم تصويره بالأردن لكنه يعرض على منصة عالمية وتم ترجمته لـ32 لغة، لذا هذا المسلسل لا يناقش خصوصية محلية لكنه يناقش مشكلات قد تحدث في أي مكان في العالم".

وهو ما اتفقت فيه الناقدة إسراء الردايدة التي وصفت مسلسل "مدرسة الروابي للبنات" بالإنتاج الضخم، مشيرة إلى أن هذه الفكرة لا تمثل المجتمع المحلي، وأن صناع المسلسل لم يعلنوا أنه عن المجتمع الأردني بل يحكي فقط عن بيئة المراهقين في المدرسة، وكل فتاة لها بعد ثقافي واجتماعي، كل واحدة لديها صراعات تمثل ما يمر به المراهق.

وفي رأي علا الشيخ أن وجود ردود فعل متباينة أمر إيجابي وأن يكون هناك نقاش حول العمل، لكن هناك بعض الأمور غير منطقية مثلا العمل يعرض عبر Netflix ويطالب البعض بوقفه وكأنه يعرض على منصة محلية يمكن التحكم بها.

وفي نفس السياق قالت إسراء الردايدة إن المسلسل يناقش قضايا كثيرة وموضوعات مهمة، وترى أن هجوم على عمل لا يمثل المجتمع الأردني، ويعرض على منصة باشتراك بإمكان المعترضين عدم مشاهدته، أمر غريب.

وترى إسراء الردايدة أن الجدل الذي حدث يكشف الازدواجية سواء في المجتمع الأردني أو العربي، فكرة إنكار هذه المشكلات ليست صحيحة، هذه المشكلات موجودة في أي مجتمع، فيما أكدت علا الشيخ أنها تتفهم ردة فعل الجمهور، لكن إذا كان كل من انتقد شاهد العمل، لأن هناك بعض الأشخاص يشاركون في "التريند" مع الرأي السائد من دون مشاهدته.

وعن فكرة خدش المسلسل للحياء ونقله صورة غير واقعية للفتيات قالت علا الشيخ أن البعض ينتقد فقط لمجرد كون القصة تدور حول فتيات ولا يتقبل منهن قول بعض الشتائم، لكن إذا كان نفس المسلسل والقصة تدور حول شباب الأمر سيكون مختلفا.

فيما شددت إسراء الردايدة على أن المسلسل لم يكن به أي خدش للحياء، مؤكدة رفضها للهجوم عليه لأنه ليس له مبرر وغير مبني على أساس، لكن في نفس الوقت تحترم الرأي الآخر لأن هناك من يرى أن هذه الموضوعات لا تناسبها لأنها مجتمعات محافظة لكنه أيضا ليس مبررا للهجوم وإنكار الواقع.

وفي النهاية أكدت الناقدتان أن العمل أظهر مواهب لمثلات شابات تميز آدائهن خاصة أن البعض هذه أول تجربة لهن، كما أعاد نجوم قديرين مجددا إلى الأضواء مثل نادر عمران وريم سعادة وديانا رحمة.