ربما هي اللحظة الأصعب أمام أي ممثلة، تلك التي تتخلى فيها عن أدوار البطولة المطلقة أو الحبيبة أو الشابة، وتتقبل تجسيد شخصية الأم على شاشتي السينما والتليفزيون.
نجمات كثيرات رفضن الفكرة حتى مع تجاوزهن الستين، ولكن دلال عبد العزيز كانت لديها الجرأة لتخطو تلك الخطوة الصعبة في وقت مبكر جدا وهي لم تتجاوز عامها الواحد والأربعين لتقدم عشرات الوجوه لأمهات على الشاشة لأكثر من عشرين عاما.
أمومة مبكرة
في 2001، كانت بداية دلال عبد العزيز مع تقديم دور الأم، رغم أن عمرها وقتها كان فقط 41، فهي مازالت قادرة على تقديم دور حبيبة البطل، وكان آخر أعمالها بالفعل وقتها في السينما هو "مبروك وبلبل" و"الأنثى والدبور" عام 1998، لكنها غابت لتعود بوجه جديد!
كانت البداية بعملين، الأول سينمائيا وهو "أسرار البنات"، وفيه قدمت دور والدة فتاة مراهقة تنجب طفلة دون زواج! وتواجه الأم تداعيات الفضيحة! وفي التليفزيون قدمت "للعدالة وجه كثيرة" أول أدوار ابنتها دنيا سمير غانم.
وشتان بين الدورين، فالأول كانت الأم القلقة على ابنتها وتائهة في مواجهة الأمر، والثاني كانت الأم المتسلطة الجبارة! وفي الاثنين قدمت دلال عبد العزيز دورين لا يمكنك نسيانهما!
تاريخ دلال عبد العزيز في السينما والتليفزيون طويل ومضيء بالعديد من الأدوار، ولكنها من القلائل اللواتي تمكنوا من تحويل أدوار ضيوف الشرف لمشاهد لا تُنسى، فبعد 2001، استمرت أدوار الأم تُعرض على دلال عبد العزيز، ونقدمها بكل شغف وبطرق مختلفة.
ليأتي دورها في "آسف على الإزعاج" رغم صغره حجمه فهي كانت ضيفة شرف، لكن ذلك لم يمنعها من تقديم دورا يترك أثر في كل من يشاهده، سواء في مشهد مواجهة ابنها بأن والده توفى، أو بكائها معه.
"يا ميلة بختك يا ميار"
وبعد 10 سنوات من تقديم دور الأم بكل همومها ومشاكلها، يأتي عام 2011، ليكشف عن وجه آخر لدلال عبد العزيز، وهو الكوميديا، فمن هذا التاريخ أصبحت الفنانة الراحلة تقدم أدوار الأم بخفة وضحك، وكانت البداية مع "ميار أم حزلقوم" في "لا تراجع ولا استسلام" مع أحمد مكي.
وتستمر دلال عبد العزيز في تقديم دور الأم بطريقة كوميدية في السينما والتليفزيون، بين "سمير وشهير وبهير" وقلب أمه" و"البدلة" و"الكبير أوي" و"لهفة" و"في اللالاند"" بالإضافة للعديد من الأدوار التراجيدية كأم أيضا مثل "عصافير النيل" و"سوق الجمعة" و"حق ميت" و"عشم إبليس".
نجومية "سابع جار"
وطيلة سنوات طويلة تقدم دلال عبد العزيز دور الأم المصرية بكل تقلباتها وكوميديتها ومقارنتها، جاء دور "لمياء" في "سابع جار" الذي يشعر كل من شاهده أن هذه أمه بالفعل، بكل ما تحمل من صفات.
وتحدثت دلال عبد العزيز عن دورها في هذا المسلسل أنه يشبه بيوتنا المصرية بعيدا عن "أفورة" الأعمال الفنية في الفترة الماضية، وأكدت أنها أضافت للشخصية العديد من الكلام الذي قالت أنها سمعته من والدتها وخالتها.
اقرأ ايضًا:
نجوم الفن يودعون دلال عبد العزيز: راحت لحبيبها
أول تعليق لـ إيمي سمير غانم بعد وفاة دلال عبد العزيز: رب أرحمهما كما ربياني صغيرا
يا عشرتك الحلوة يا نعمة.. وفاة دلال عبد العزيز تعيد مشهد رحيلها في "حديث الصباح والمساء" للواجهة