فيلم Baggio: The Divine Ponytail... أن تصنع فيلما عن فشل أسطورة كرة قدم

تاريخ النشر: الاثنين، 14 يونيو، 2021 | آخر تحديث:
فيلم Baggio: The Divine Ponytail

طرحت منصة نتفليكس مؤخرا الفيلم الإيطالي Il Divin Codino أو Baggio: The Divine Ponytail (باجيو: ذيل الحصان المقدس)، عن قصة روبيرتو باجيو نجم الكرة الإيطالية في التسعينيات.

يتناول الفيلم الذي أخرجته ليتيزيا لامارتير السيرة الذاتية لأسطورة الكرة الإيطالية روبيرتو باجيو في الملاعب، بشكل درامي لا يمكن اعتباره توثيقا للأحداث، بقدر ما هو سرد لمواقف صعبة مر بها باجيو.

نرشح لك - هل تتكرر تجربة المسلسلات القصيرة في رمضان 2022؟


من هو روبيرتو باجيو؟
محبي الكرة الأوروبية يعرفون من هو روبيرتو باجيو، لكن هناك شريحة من الشباب لم تشاهده يلعب، حيث كان أخر ظهور له في بطولة كبرى مع منتخب بلاده في كأس العالم 1998 بفرنسا، واعتزل اللعب سنة 2004 بقميص نادي بريشيا.

حظى روبيرتو باجيو بمسيرة تتناسب مع شخصيته المتناقضة التي سلط الفيلم الضوء عليها، لعب للأندية الثلاث الكبرى في إيطاليا، أيه سي ميلان، يوفنتوس وإنتر ميلان، حقق الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم عام 1993، وفاز بالدوري الإيطالي مرتين وكأس الاتحاد الأوروبي مرة، لكنه لم يحصد أي لقب مع منتخب إيطاليا، واللقطة الأشهر له بقميص المنتخب هي إضاعته ركلة الجزاء الترجيحية الاخيرة في نهائي كأس العالم 1994 أمام البرازيل، والتي أهدت اللقب لفريق السامبا.


أزمة باجيو الحقيقية
على مدار ساعة ونصف، نتابع الصراع العقلي الذي أجهد روبيرتو باجيو طوال مسيرته، خصمه الأول الذي يعيقه هو أفكاره ومشاعره المضطربة.

يرصد الفيلم مرور روبيرتو باجيو بالعديد من الضغوط النفسية؛ مراهق يلعب في دوري الدرجة الثالثة يتلقى عرضا مفاجيء للعب مع فيورنتينا في الدرجة الأولى، وقبل اتمام انتقاله يتعرض لإصابة قوية تنهي مسيرة أي لاعب.

ينقل الفيلم معاناة روبيرتو باجيو داخل مثلث لا ينتهي طوال مسيرته، ألم نفسي ثم إحباط شديد وبعده محاولة للعودة، كان اللاعب الإيطالي السابق يعاني من رغبته الشديدة في أن يكون مميزًا وسط أشقائه السبعة، لكن والده كان يتمسك بفكرة أن كونه لاعب كرة قدم شهير لا يجعله أفضل من باقي أشقائه الذين يعملون في مهن لا تحقق الشهرة أو الثراء، وأنه كأب يرى أن العدل بين ابنائه أمر محسوم، وخارج العائلة كانت تلك هي رغبة باجيو داخل كل فريق لعب له، أن يمنحه المدرب ما لم يحصل عليه من والده، التمييز المطلق.


كيف ظهر روبيرتو باجيو في الفيلم؟
ركز الفيلم على 3 محطات مهمة في مسيرة روبيرتو باجيو الذي لعب دوره أندريا أركانجلي.

المحطة الأولى كانت عن مرحلة الإصابة القاسية التي تعرض لها قبل انضمامه إلى صفوف نادي فيورنتينا/ ورغبته في الاعتزال والعودة إلى مدينته، ثم اتجاهه إلى اعتناق البوذية في محاولة الوصول إلى الصفاء الذهني، وكيف ألزمه ذلك بكتابة أهداف يرغب في تحقيقها كلاعب كرة قدم، وهو ما كان يضعه تحت ضغط نفسي كبير طوال الوقت.

أما المحطة الثانية فكانت عن منتخب إيطاليا في كأس العالم 1994، واقتراب حلم باجيو بتحقيق وعده لوالده بالفوز على البرازيل والحصول على اللقب، وتخلل ذلك صراع بين روبيرتو باجيو الباحث عن مجده الشخصي وأريجو ساكي المدير الفني الذي يرغب في أن يلعب الجميع كفريق واحد، وكانت النتيجة هي إخفاقه في اللقطة الأهم ضمن مسيرته، عندما تقدم للعب ضربة الجزاء الأخيرة، وأهدى اللقب إلى منتخب البرازيل.

المحطة الثالثة كانت بعد انتهاء تعاقد روبيرتو باجيو مع إنتر ميلان، وحيرته في وجهته القادمة، قبل أن ينجح رئيس نادي بريشيا في إقناعه بالجلوس مع كارلو ماتزوني مدرب الفريق، الذي أخبره أنه سوف يبني خطته حوله ولن يطلب منه أي شيء سوى أن يستمتع بلعب كرة القدم وإبقاء الفريق في دوري الدرجة الأولى.

رغم أن باجيو وقتها كان في عمر الـ33 وله تاريخ حافل مع الإصابات، إلا أنه كان يعاني من أزمة نفسية لازمته منذ نهائي كأس العالم 1994، ليقرر اللجوء إلى معتقداته البوذية التي دفعته للبحث عن هدف أكبر، فقرر أن يكون ذلك هو المشاركة في كأس العالم 2002، وحاول إقناع جيوفاني تراباتوني مدرب المنتخب الإيطالي في ذلك الوقت، ووضع نفسه تحت ضغط نفسي وبدني عالي لكي يصل إلى ذلك الهدف ولكنه لم يحققه.

أشياء لن تعرفها من مشاهدة الفيلم
تناول الفيلم مقتطفات مختارة من مسيرة روبيرتو باجيو، لكن المحطات الثلاث ترسم صورته كلاعب أناني مزاجي، لا يشعر أنه محبوب بالشكل الذي يرضي غروره رغم كونه اللاعب الأشهر في إيطاليا، وفي الوقت نفسه يضع أهداف أكبر من قدراته تؤدي إلى شعوره بالاحباط في النهاية.

لم يرصد الفيلم أي لحظة نجاح في مسيرة روبيرتو باجيو- وما أكثرهم- وبالتالي لم يجب عن عدة أسئلة، أبسطها سر تعلق الجمهور الإيطالي به، لماذا كان معشوق الجماهير، وماذا فعل لكي يأسر القلوب؟ بل أن الفيلم لم يوضح سبب اختياره الظهور بشعر طويل مربوط كذيل الحصان، رغم أن الفيلم حمل عنوان "باجيو: ذيل الحصان المقدس".

كما تخطى الفيلم محطة لا تقل أهمية عن كأس العالم 94 وفشل الالتحاق بالفريق في بطولة 2002، وهو إخفاق منتخب إيطاليا في كأس العالم 1998 وتوديع البطولة من الدور ربع النهائي، أمام المنافس المباشر، وهو المنتخب الفرنسي.

فيلم Baggio: The Divine Ponytail هو باختصار دراما لتخليد الحظات المظلمة والألم النفسي في مسيرة روبيرتو باجيو أحد أبرز اللاعبين الإيطاليين على مدار التاريخ، دون التطرق إلى كرة القدم التي صنعت شهرته والتي قد تكون السبب الأهم لكي يتابع المشاهدين فيلم يتناول سيرته الذاتية.

اقرأ أيضا:

التريند الغامض.. هؤلاء الفنانين شاركوا في حملة أكرم حسني "لو كنت"

بسبب "ناس".. "الدحيح" متهم بالتطبيع مع إسرائيل

هنا الزاهد تطلب الدعاء لوالدتها: الخمس أيام الجايين مهمين أوي

مطعم صغير في الساحل ... رامي إمام يبدأ بيزنس جديد