محمد عبد الخالق
محمد عبد الخالق تاريخ النشر: السبت، 5 يونيو، 2021 | آخر تحديث:
روايات تصلح أفلاما ومسلسلات

استقبل الوسط الأدبي مؤخرا عددا من الأعمال الروائية المميزة، التي أحدثت صدى طيبا بين القراء والنقاد على حد سواء، ولأن الرواية كانت وستبقى معينا لا ينضب يغذي السينما والتليفزيون، نهلا منه على مدار تاريخهما أهم وأعظم أعمالهما.

وفي ظل استعداد السوق الدرامية لبدء مرحلة جديدة من الإنتاج، ودخول شركات وأسماء جديدة عالم الإنتاج الفني، وتكوين شراكات بين كيانات كبيرة، أصبحت الفرصة أكبر لمشاهدة أعمال مميزة ذات ثقل في الكتابة والإنتاج.

الكاتب الصحفي إسلام وهبان مدير "نادي القراء المحترفين"

فكرنا في ترشيح عدد من الأعمال الأدبية لتحويلها إلى أعمال فنية على الشاشة الكبيرة أو الصغيرة، وتوجه FilFan.com بهذا الطلب إلى الزميل إسلام وهبان مدير مجموعة "نادي القراء المحترفين" على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، المعنية بأهم وأحدث الإصدارات الأدبية، وطلب منه ترشيح عدد من الأعمال الروائية الحديثة يرى أنها تصلح لتكون عملا فنيا مرئيا، فكانت هذه القائمة:

1) – "طبيب أرياف" لمحمد المنسي قنديل

غلاف رواية "طبيب أرياف" للكاتب محمد المنسي قنديل

الرواية الصادرة عن دار "الشروق"، تدور أحداثها في أواخر السبعينيات حول طبيب شاب يذهب للعمل بإحدى القرى النائية بالصعيد، ليجد نفسه متورطا في تفاصيل هذه الحياة البدائية، ومحاصرا بين ماضيه الأليم في معتقلات السادات وواقعه المرير.

وترصد الرواية تفاصيل الحياة الريفية التي لم تختلف كثيرا عما هي عليه الآن، ويحاول "قنديل" من خلالها أن يعبر عن العالم الذي نعيشه بقوانينه غير العادلة، وطبيعة البشر التي لا تختلف مهما تباينت معيشتها، كما تتناول الرواية معاناة أهل الريف ليست المادية فحسب، بل كذلك العادات والتقاليد والأفكار التي تقيد حياتهم.

الرواية مكتوبة بحبكة درامي بديعة، والشخصيات مرسومة بشكل دقيق، الأمر الذي يؤهلها للتحول لمسلسل درامي متميز، يعيد إلينا رائحة الريف المصري وحقبة السبعينيات.

2) – "القداس الأخير" لولاء كمال

تتناول الرواية الصادرة عن "الدار المصرية اللبنانية"، فكرة التطرف، التي انتشر في كثير من الدول الأوروبية، ويكشف لنا الكاتب ما الظروف التي تجعل من كثير من الأوروبيين عناصرا في جماعات إرهابية، والتخلي عن كل ما اكتسبوه من حريات.

الرواية تدور حول "ماري" التي تمر بظروف صعبة في حياتها وترى كثيرا من التناقض في المجتمعات الغربية، ثم تقابل شابا متشددا تربطه بها علاقة حب، لتجد نفسها مع مرور الوقت داخل كنيسة وملفوفة بحزام ناسف لتفجيرها.

أعتقد أنه من الممكن تحويلها لفيلم سينمائي، يبرز خطر الإرهاب وعلاقة الأسرة بدخول كثير من الشباب في هذه الجماعات المتطرفة.

3)- "صليب موسى" لهيثم دبور

في أجواء من التشويق والإثارة، تدور أحداث الرواية الصادرة عن دار "الشروق"، حول مصور صحفي يجد نفسه متورطا في جريمة قتل أحد أساقفة دير سانت كاترين، ليأخذنا الكاتب في رحلة عبر التاريخ حول هذا الدير، والسر وراء جريمة القتل.

تعد الرواية تجربة مميزة في المزج بين أدب التشويق والإثارة والكتابة عن التاريخ، كما أن الحبكة الدرامية المميزة والحوارات بين الأبطال، وتمرس هيثم دبور على الكتاب للسينما، جعل الرواية مرشحة وبقوة لأن تتحول لفيلم سينمائي مميز.

4)- "لقلبي حكايتان" لأحمد مدحت سليم

تدور الرواية الصادرة عن دار "دون"، في إطار اجتماعي رومانسي، حول "طارق" رجل الأعمال الخمسيني، الذي يعاني من الملل في حياته بعد أن حقق ذاته واستقراره الأسري، خاصة بعد دخول فتاة في العشرينيات من عمرها حياته، وتطرح الرواية تساؤلات عدة من بينها حقيقة الحب وأسباب وصول أي علاقة عاطفية لمرحلة الملل.

رغم اعتيادية القصة إلا أن الكاتب عالجها بشيء متميز وجعلها تثير الكثير من التساؤلات والأفكار بداخل كل من يقرأها، من خلال حبكة درامية جيدة، لذا من الممكن تحويلها لمسلسل درامي اجتماعي.

5)- "ورثة آل الشيخ" لأحمد القرملاوي

رواية اجتماعية تاريخية، صادرة عن "الدار المصرية اللبنانية"، ترصد تغيرات المجتمع المصري وأبرز الأحداث التاريخية التي حدثت في الفترة من بدايات القرن التاسع عشر وحتى نهايات القرن العشرين، وتدور أحداثها في دراما ملحمية حول قصة البحث عن كنز لإحدى العائلات الكبرى التي كانت تقيم بحي الجمالية وتظهر فيها اختلاف الأجيال وملامح الشعب المصري وعاداته وتقاليده بمرور الزمن.

الرواية تعيدنا إلى حواري وأزقة مصر القديمة، وروح روايات نجيب محفوظ، التي تبرز تناقضات المجتمع المصري، وأهم سماته خلال هذه الفترة، ورغم تعدد شخصيات الرواية إلا أنك تجد نفسك بمرور الوقت أحد أفرادها، وتعلم تاريخها عن ظهر قلب.

عمل متميز أتمنى تحويله لمسلسل اجتماعي يمزج ما بين التاريخ وتفاصيل الأسرة المصرية وتناقضات النفس البشرية.

6)- "ربيع الشتات" لسراج منير

ترصد الرواية ثورات الربيع العربي وتبعاتها، بتعكس واقع لحياة الشباب العربي المغترب بعد فقدان الأمل وضياع الحلم، وما خلفته هذه الصراعات والحروب بين القوى السياسية من شتات وتمزق وانهيار.

الرواية الصادرة عن "الكتب خان"، لم تتناول ما جرى من أحداث اندلعت من خلالها هذه الثورات، أو تحليل لمواقف كل فصيل سياسي، ولا كيف تدخلت قوى خارجية أو داخلية لتغيير مسار هذه الثورات، لكنه ركز على تأثير ضياع هذا الحلم على الشباب، وكيف تغيرت مسارات حياتهم بعدها، ومدى المعاناة التي يعانيها حاليا هؤلاء الشباب من أجل البقاء، وتوفير حياة آمنة وهادئة لذويهم.

رواية بديعة تبتعد عن الانحياز والتشدق بالشعارات الرنانة، وترصد تبعات الربيع العربي بشكل اجتماعي أكثر عمقا وتعقلا من كثير من الأعمال الدرامية التي تناولت الثورة وما بعدها، والتي طالما انحازت لطرف من الأطراف.


اقرأ أيضا:

أحمد حلمي ومنى زكي يساندان ابنتهما لي لي في مشروعها الجديد ... فخورين بك

تامر حسني مريض نفسي في الإعلان الأول لفيلم "مش أنا"

عمرو أديب مهاجما محمد رمضان: بيكذب علينا ويقول البلد حطت إيدها على فلوسي

عمرو دياب يغني في حفل زفاف نجل رجل الأعمال محمد أبو العينين - صور