نهال ناصر
نهال ناصر تاريخ النشر: الجمعة، 4 يونيو، 2021 | آخر تحديث:
محمود عبد العزيز

هو الشاب الوسيم الذي أطل على الجمهور خلال فترة السبعينيات ليعلن عن مولد نجم جديد، للوهلة الأولى ستضعه في خانة الشاب الجميل الذي تحبه الفتيات، وتعتقد أنه سيقدم هذه الأدوار فقط، لكنه تمرد سريعا وأثبت للجميع أنه فنان موهب يستطيع تقديم كل الأدوار ... هو محمود عبد العزيز.

"الساحر ... مزاجنجي ... أبو كرتونة ... أبو المعاطي ... رأفت الهجان" كلها أدوار ستتذكرها ما أن تذكر اسم محمود عبد العزيز، أدوار أثبت من خلالها أنه فنان مختلف.

البداية

لعبت الصدفة دورا مهما في حياة محمود عبد العزيز، فكانت انطلاقته في فيلم "حتى آخر العمر"، رشح للفيلم في البداية الفنان حسين فهمي، لكن لصغر جحم الدور رفضه، وقتها كان البديل محمود عبد العزيز الشاب الوسيم الذي لفت الأنظار في ظهوره في فيلم "الحفيد" ومسلسل "الدوامة".

بعد هذا الفيلم بدأت خطوات محمود عبد العزيز تكبر، وبعد تقديمه لعدد من الأعمال جاءت الفرصة مع فيلم "العار" ليقدم دور الطبيب الهاديء صاحب المباديء الذي ينتهي به الحال إلى الجنون وترديد أغنية "الملاحة والملاحة" ليكون الدور علامة فارقة في حياته.

التمرد

وسامته لم تحبسه في دور الشاب الرومانسي حبيب الفتيات، سريعا تمرد عليه ليقدم أعمالا مختلفة، أدوار أبرز فيها مواهبة التمثيلية، قدم عام 1982 فيلم "المعتوه" عندما تشاهد هذا الفيلم ستتعاطف مع "أحمد رشدي" أو محمود عبد العزيز ستصدق روايته حول علاقته بـ "عفاف شعيب" والتي حاولت قتله، بل يصل الأمر إلى اتهامها بخيانة زوجها وأنها كانت على علاقة معه، وخوفا من اكتشاف زوجها الأمر كانت محاولتها لقتله.

لكن في نهاية الفيلم ستكتشف أنه مريض نفسي استطاع خداع المشاهد كما خدع المحكمة، وأيضا نذكر فيلم "الفقراء لا يدخلون الجنة" إنتاج عام 1984 الشاب الفقير الذي يعاني من عقدة نفسية منذ الطفولة طوال الفيلم يجعل المشاهد يطرح سؤالا هل هو مظلوم ومجني عليه، أم هو الجاني، هل كل من حوله أشرار ويستغلوه، وتكتشف في النهاية أنه مريض نفسي تعرض لصدمة في طفولته جعلته يعاني طوال حياته، ونجح محمود عبد العزيز في تقديم شخصية المريض النفسي بشكل مختلف في كل مرة.

التوهج الفني

ثم جاء عام 1985 ليحمل معه واحد من روائع السينما المصرية فيلم "الكيف" وشخصية "مزاجنجي" لا يمكن أن ننسى إفيهاته، جمل حوارية نحفظها عن ظهر قلب فضلا عن الأغاني التي قدمها خلال الفيلم، كان الفيلم نقلة كبيرة في مشوار محمود عبد العزيز، قدم الشخصية ببراعة بجانبها الكوميدي وحتى الغناء.

وفي ظل هذا النجاح السينمائي كان هناك خطوات مهمة في عالم الدراما التليفزيونية منها مسلسل "البشاير" وشخصية "أبو المعاطي" الفلاح الذي يشعر بذكائه، وتدفعه الصدفة لمقابلة فنانة مشهوره يقع في حبها، هل تذكر ملابسه؟ لزماته "يا أحمد أفندي يا جوز أختي".

ثم الخطوة الأهم "رأفت الهجان" المسلسل الذي أصبح أيقونة وحتى يومنا هذا يتابعه الجمهور بحب في كل إعادة عرض، واستعادنا فيه محمود عبد العزيز الشاب الوسيم بعيدا عن الشخصيات المختلفة التي قدمها.

ولهذا المسلسل قصة كان محمود عبد العزيز استعد للدور وفوجيء أن هناك مفاوضات مع نجم آخر، لكنه تمسك بالدور حتى أنه جعل الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك يتدخل.

كان مبارك يتواجد وقتها في المملكة العربية السعودية، فتوجه عبد العزيز إلى هناك واستأذن من المسئولين وارتدى الزي السعودي ودخل وسط المواطنين ولم يتعرف عليه مبارك، وقدم عبد العزيز نفسه، وأخبره عن دور "رأفت الهجان" ومدى حبه له، وتدخل الرئيس وانتهى الأمر بتقديم الراحل للدور، بحسب ما رواه الكاتب طاهر البهي مدير تحرير مجلة "حواء" عبر قناته بموقع YouTube.

نجاح "الهجان" الكبير وضع على أكتاف محمود عبد العزيز حملا كبيرا، ما الذي يقدمه ويكون مختلف وجديد؟ لتأتي الإجابة مع فيلم "الكيت كات" واحد من علامات السينما المصرية وشخصية "الشيخ حسني" الرجل الأعمى صاحب الفلسفة في الحياة، هذا الفيلم وحوراته الموسيقى التصويرية هو حالة تعيشها بمجرد أن تبدأ في مشاهدته، قدم دور الأعمى بإتقان شديد، فلم يكن مجرد أن يغمض عينيه ويمد يداه لتحسس الطريق كما يفعل كثيرون، فإذا كنت تشاهد الفيلم ستعتقد أن هذا الشخص أعمى بالفعل، الفيلم إنتاج عام 1991، وهو نفس العام الذي قدم فيه عبد العزيز فيلم "أبو كرتونة" لينقلنا مع شخصية وكاركتير لن يتكرر، إذا شاهدت الفيلم لمرة لن تنسى صوته وطريقة كلامه وهو ينادي على والدته، لا يمكن أن تنسى طريقة السير وحركات جسمه.

ومع ظهور سينما الشباب وتغيير طريقة الأفلام تواجد عبد العزيز ولم يختف سريعا وقدم "الساحر" و"النمس" ثم اتجه إلى التليفزيون وأصبح لديه مسلسلات مهمة تعرض خلال شهر رمضان.

إلى أن جاء عام 2009 ليعيده إلى السينما بشكل مختلف تماما وشخصية "عبد الملك زرزور" الشخصية المختلفة عن عبد العزيز وما قدمه من قبل، صاحب الجمل التي نرددها جميعا في مواقف كثيرة "الإنسان دعيييف"، "حد ليه شوق في حاجة".



شخصيات رسمت مشوار محمود عبد العزيز الفني جعلت من الصعب أن يتمكن أحد من تقليده، شخصيات ستظل خالدة يكفي أن تقول اسم الشخصية لتتذكر صاحبها والأداء الرائع الذي قدمه، رحل محمود عبد العزيز لكن شخصياته ستظل باقيه بيننا.

اقرأ أيضا:

أمينة خليل: مسلسل "نمرة اتنين" خيب توقعاتي ولا أعرف سبب عدم نجاحه

بنك CIB يعلق على أزمة محمد رمضان والتحفظ على أمواله

كيف تم سيناريو التحفظ على أموال محمد رمضان؟

محمد فراج: نيللي كريم بتضرب بجد وإيدها ناشفة