أجمل ما في شهر رمضان الكريم، أنه يأتي دومًا في التوقيت المناسب مهما اختلفت فصول السنة، ليلعب وقتما حلّ دور "المنقذ" للقلوب الموجوعة في اللحظات الأخيرة، و"الشاحن" للنفوس المحبطة، و"حامل النور" للأرواح المنطفئة، لاسيما بعد عام مرير من البؤس والشقاء والخسائر والعزلة الذين فرضهم كوفيد19 بموجاته الثلاث العاتية، ليأتي رمضان 2021 هذا العام بمثابة "مصالحة" دينية، واجتماعية، وفنية أيضًا، استغلها البعض خير استغلال في تحقيق مكاسب ضاعفت من رصيده، وأدار البعض الأخر لها ظهره من فرط حماقته، حتى أضاع مكسبها المضمون.
نرشح لك- أحمد سعد يكشف حقيقة معرفته بمقلب رامز جلال
فتعالوا نتحدث عن الإيجابيات أولًا..
- شهد رمضان هذا العام تعاونًا كبيرًا بين الكثير من النجوم، الذين تقاسموا البطولة، بعد أن اعتدنا أن يحمل كل منهم بطولة مسلسل بمفرده، فرأينا كريم عبدالعزيز وأحمد مكي لأول مرة في "الاختيار2 - رجال الظل"، وأحمد السقا وأمير كرارة في "نسل الأغراب"، وعمرو سعد ومصطفى شعبان في "ملوك الجدعنة"، بخلاف أحمد عز وهند صبري في "هجمة مرتدة"، وخالد الصاوي وطارق لطفي في "القاهرة كابول"، لتتحول الكثير من المسلسلات إلى ملاحم فنية عظيمة، أمسكت بتلابيب الجمهور من الحلقة الأولى، وحققت "الخطفة" المرجوة منها.
- لازالت نيللي كريم، تتمتع بسحر غير طبيعي، يجعلك تعشق ظهورها أولًا، قبل حتى أن تفهم فكرة العمل، وخط سير الأحداث، بعد أن حجزت لنفسها مكانة وصك ضمان، منذ الخطوة الأولى بمشوار طويل من الكفاح الذي بدأته في "ذات"، وتوَّجته مؤخرًا
بـ "100 وش"، قبل أن تعود إلينا هذا العام بـ "ضد الكسر"، الذي ينتمي لنوعية الجريمة والإثارة والتشويق، مع ذكاء وتنوع في التركيز على عالم الـ "أنفلونسرز"، الذين باتوا يتحكمون في حياتنا مؤخرًا من خلال السوشيال ميديا، ولم تتطرق إلى هذه المنطقة مسلسلات كثيرة من قبل، فضلًا عن حالة التناغم والكيمياء بينها وبين محمد فراج.
- أثبتت سهر الصايغ في "الطاووس"، أن لكل مجتهد نصيب، وأن الفنانة "الحقيقية" قادرة على أن تصل وتفرض نجوميتها، دون الحاجة إلى أموال رجل أعمال بدرجة زوج، أو علاقة صداقة بمنتج، أو شلة من "المطبلاتية"، أو شبكة من العلاقات، بخلاف اختيار فكرة شائكة، تماست مع إحدى قضايا الرأي العام، التي أثارت جدلًا واسعًا في مصر مؤخرًا مما يضمن وجود ملايين من المتابعين، على نغمات موسيقى تصويرية ساحرة للرائع خالد حماد، الذي أضفى بمعزوفته عمقًا وسحرًا على وتيرة الأحداث.
• حمادة هلال في "المداح"، مفاجأة كبيرة، وتغريد خارج السرب، بشخصية الشيخ "صابر" التي تشبَّع بكل تفاصيلها، بدءًا من صوته في تلاوة القرآن، والتواشيح، والأذكار، مرورًا بثباته الإنفعالي ونظراته الواثقة القوية نحو الممسوسين، وطريقة استعمال المباخر، وصولًا إلى روح الشخصية الداخلية المنعكسة على أدائه ولزماته، حتى أني نسيت تماما أني أشاهد مسلسل، وأن كل ما يُعرض على الشاشة مجرد "تمثيل"! فضلًا عن أول ظهور لشخصية المتدين الملتحي، دون أن يكون إرهابيًا، أو جاهلًا، أو يفكر بنصفه الأسفل، ويعقد حاجبيه ويزم شفتيه في وجوه الجميع، بدعوة الإيمان والورع، كما اعتادت السينما والدراما والتليفزيونية على تقديمه دائمًا بهذا النمط.
- إثنان فقط من المخرجين، اللذان يمكن القول بضميرٍ مستريح أنهما نجميّ العمل الحقيقيين، كاملة أبو ذكري، وتامر محسن، حتى أن الجمهور يظل دائمًا في حالة اشتياق لهما، سواء غابا أو حضرا. ها هو تامر محسن يعود هذا العام بكامل روعته وسحره الخاص، الذي حفر لنفسه مكانة مميزة منذ تحفته الخالدة "هذا المساء"، ليُخرِج من منى زكي ومحمد ممدوح في "لعبة نيوتن"، أروع ما فيهما من نضج ونبوغ وأداء تمثيلي فائق الروعة، وسط أجواء مشبعة بالتوتر وحبس الأنفاس، فضلًا عن عملية بتر ناجحة لمشكلة مخارج الألفاظ التي عانى منها جمهور "تايسون" على مدار سنوات، بخلاف الاهتمام الكبير بكافة التفاصيل، بدءًا من الفكرة، ومتابعة كتابة السيناريو بشكل محكم يخلو من الثغرات ويحترم عقلية المشاهد، مرورًا بكادراته الجمالية وتكويناته شديدة الروعة، وصولًا لأدق التفاصيل البسيطة التي تمر على غيره من المخرجين ومساعديّ الإخراج، لكنها تجد نفسها في حضرته، محاصرة بالدقة وقوة الملاحظة والإحكام.
- خطفتني أغنية حسين الجسمي "رمضان في مصر حاجة تانية"، بإعلان شبكة الاتصالات التي يغني لها هذا العام بمزيج من التفاؤل والبهجة والمتعة، وكأنه يصالحنا على ما فعلته بنا أغنية رمضان الماضي "لو طالت المسافات"، بكل ما بها من شجن وألم مكتوم، وأراها أغنية الموسم بلا منازع، ولا ينافسها في الروعة سوى ظهور الأسطورة شيريهان، بكل ما أعاده ظهورها من انتشاء وحنين للماضي، رغم أن إعلانها نفسه في غاية الضعف والتوهان!
أما عن أسوأ السلبيات التي لاحظها الجميع في هذا الموسم..
- لأول مرة في تاريخ الدراما المصرية والعربية، نرى اسم بطلة على تتر مسلسلها ثلاث مرات، مثلما فعلت زينة في مسلسلها "كله بالحب"، بنرجسية وشوفينية شديدة، وكأنها تفتقد للثقة في نفسها وفي موهبتها وفي قوة اسمها، مما انعكس على مسلسلها، الذي عانى من شكاوى وانسحابات وهجوم علني من زملائها تداولته السوشيال ميديا، بشكل قضى على المسلسل قبل أن يبدأ!
- نفس ما فعلته زينة من تحكمات و"نفسنة"، وقعت فيه ريهام حجاج بمسلسلها "وكل ما نفترق"، الذي شهد بالمثل حالات انسحاب وتبادل للهجوم على صفحات السوشيال ميديا، فضلًا عن ظاهرة غريبة لاحظها الجمهور في بعض المواقع الإخبارية، التي هاجمت آيتن عامر زميلة ريهام في العمل، بنفس الصياغة والمفردات، وكأن وراء هذا الهجوم المتشابه والمكرر مصدر واحد، يزج بالصحافة الفنية لمصلحة ريهام على حساب باقي زملائها، حتى تظل نجمة "بالعافية"!
اقرأ أيضا:
خذلوني وسألجأ للقضاء.. تفاصيل الأزمة بين مصطفى قمر وبرنامج "5 نجوم"
الإعلانات تُغير موقف ميريام فارس من «تقيلة على مصر» لـ«وحشاني يا أم الدنيا»