لو سألتني ماهي أفضل أغنية "سينجل" طُرحت في عام 2020 ؟ سأقول لك بلا جدال "حياتي مش تمام" لرامي صبري.
معياري هنا لم يكن قائمًا على عداد المشاهدات الذي لم يعد عادلًا ولا دقيقًا ، فهناك عشرات الأغنيات تجاوزت نسب استماع هذا الأغنية ، ولكن الفيصل الوحيد كان الجودة والفكرة والتجديد.
في المقابل لو سألتني عن أحدث اغنيات رامي صبر ي "شطبنا" ، سأقول لك مرت ولم تكن في محلها، وهذا بعيدًا عن ملابسات كثيرة أحاطت طرح الأغنية، ومعركة ورط رامي نفسه فيها بـ"عشم" لم يستهدف منه ركوب التريند فوجد نفسه في مرمى نيران صديقة.
اقرأ أيضًا للكاتب: علي حميدة وأسطورة "لولاكي".. أغنية واحدة تكفي!
/big>
هل تعمد رامي صبري أن يدخل دائرة معركة "افتراضية" مع جمهور عمرو دياب ؟
مستحيل .. ولا أظن أنه كان مدركًا لهذا ولا مخططًا له ، ولكن حدث ماحدث، والأهم أننا الأن تجاوزنا تلك المعركة بتفاصيلها ، ونتوقف أمام تجربة صوت أعتبره مهمًا بين أبناء جيله، صوت يعتمد فقط على فنة مجردًا من ألاعيب الدعاية والترويج ، وحيل مداعبة جيوش الفانز والتي -للأمانة- كلما حاول مجاراتها هو ومن يستشيرة في تلك النقطة انقلبت عليه.
اذن دعنا نتعامل مع مشر وع رامي صبري مجردًا من أي انحيازات مسبقة ، ودعنا نناقشه بعيدًا عن تريند مر وانتهى ، ما المشكلة التي تواجه رامي صبري فنيًا؟
الحقيقة أن رامي يملتك صوتًا مميزًا ، ثقافية موسيقية واسعة تمكنه من التلحين والتأليف الموسيقي والتوزيع، وشكلًا مقبولًا ، كلها عناصر مهمة في صناعة نجم غنائي، ولكن أزمة رامي الوحيدة هي خوفه من التجديد، رغم أن كل مرة أقدم فيها على التجريب كانت النتيجة ناجحة وتساهم في رسم ملامح أدق لمشروعه الفني بعيدًا عن اتهامات التقليد التي أصبحت مستهلكة.
في أغنية "الراجل" فعلها عندما قدم موضوعًا مثيرًا للجدل مشحونًا بإيقاعات جديدة على أذن المستمع المصري بتوقيع الموزع جلال حمداوي ، ثم استكمل الفكرة في أغنية "أهد الدنيا"، وأخيرًا توج هذا التحول في مشروعه الغنائي بأغنية "حياتي مش تمام"، صحيح أن أي تجربة لها شركاء، ورامي خسر هؤلاء الشركاء بصورة أو بأخرى ، ولكن الأيام علمتنا أن الخلافات الفنية ليست دائرة مفرغة، بل سباق ماراثون له خط نهاية يجلس بعده الفائز والخاسر وجها لوجه وهم يلهثون من مشقة الأشواط التي قطعوها في معاركهم.
إذن دعونا نضع ما حدث في مساره الصحيح ، رامي صبري ليس مطربًا بلا شخصية فنية ولا شك أنه ناجح بقدر ما وله جماهيرية عريضة وإلا لما استمر على مدار 15 سنة ، وما تعاقدت معه شركات الانتاج الكبرى ، ولكن هو فقط يحتاج من يدعم كل خطوة جديدة، يحتاج نصيحة صادقة من شخص يثق في رأيه الفني، يحتاج "منتجًا فنيًا " بالمعنى الحقيقي لمهنة المنتج الفني، وبعدها دعونا نحكم على مشروع هذا المطرب الذي لا يستحق أن يتحول إلى "مجرم حرب" على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب خلاف فني مع من كانوا أصدقاء الأمس وربما سيعودون أصداقاء الغد.
اقرأ أيضًا :
بسبب صدمة نفسية... كومبارس في "الحاج متولي" مشردة على الأرصفة
هاني مهنا: بعد انفصالي عن سميرة سعيد نزلنا في غرفة واحدة كأخوات من غير حتى بوسة على الخد