يعرف جيدًا كيف يدخل قلبك، ويسيطر على إحساسك، ويكسب إنصاتك، وأن يكون المطرب المفضل لجميع الأجيال؛ لأنه ببساطة وكما وصف نفسه يغني بـ"ذكاء"، ويعرف أن الناس تبحث بنهم دائم عن كل ما هو جديد وبإيقاع عصري، ولعل هذا هو طريقه الممهد دومًا إليهم ... أنه الهضبة عمرو دياب.
عندما سئل عمرو دياب، في حوار مع الكاتب الصحفي يسري الفخراني لـملحق "الفن" بمجلة "الأهرام الرياضي"، في عددها رقم ١٦١، الصادر بتاريخ ٢٧ يناير ١٩٩٣، عن مدي استيائه ممن يصفوه بأنه مطرب يعتمد على عقله لا إحساسه في أغانيه، كان الرد صادمًا؛ فعادةً إذا وجه سؤال مثل هذا لأي مطرب سينزعج، ولكن الهضبة وبابتسامة صافية، مثلما وصف الكاتب، رد قائلًا: "وماله! وهو عيب إني أغني بعقلي! يقولوا اللي يقولوه طالما الناس حبت ده"؛ فجميع ما يهمه هو أن يظل العمار بينه وبين جمهوره موصول حتى ولو وصفه البعض أنه يعتمد على الإبهار في حفلاته حتى يغطي على "ضعف صوته!"
نعم، فـ عمرو دياب مثله مثل أي مطرب في بداية حياته؛ حتمًا لن يجد الطريق مفروشًا بالورد أمامه بل بالانتقادات اللاذعة من الملحنين والنقاد الذين وصفوه بأنه لا يعرف شيئا عن الغناء، ولكن سرعان ما تغير هذا، وأصبح من يسيء إليه وينتقده يقف في الصفوف الأولى لجماهيره.
والآن هيا بنا لنتعرف على ما كان يفعله عمرو دياب، منذ ٢٧ عامًا، في أوقات فراغه، وما المؤشرات التي تشعره بنجاح أغانيه، وهل صدقت العرافة معه، ولماذا قال له موسيقار الأجيال الراحل، محمد عبد الوهاب: "أنت طلعت أمتى؟!"
يقول عمرو دياب إنه لا يحب سماع الأغاني والموسيقى في أيام إجازاته، وإنه يحب فيها سماع صوت الصمت، ولكن الوحيدة التي تقتحم هذا الصمت دون استئذان ويكون دائمًا مرحب بها، هي جارة القمر فيروز، كما أنه كان يتخذ من الكينج محمد منير، مثلًا أعلى له، عندما كان شابًا صغيرًا في بورسعيد؛ لأنه يراه يطور نفسه دائمًا ويبحث عن الجديد حتى تغيرت هذه الصورة وأضحى يراه يغني ما يريده هو وليس ما يريده الجمهور، ولعل هذا هو السبب وراء عدم وقوف عمرو دياب عند نمط غنائي معين، أو عند جمهور محدد يكبر معه، بل يجذب الغالبية إليه دائمًا بمختلف أعمارهم وميولهم الغنائية؛ فهدفه الأساسي البحث عما يبحث عنه الجمهور.
وأكد عمرو دياب أنه يتحذ من ابنته نور، مؤشرًا على نجاح أغانيه، موضحًا: "أنا لما بنتي نور بتسمع أغاني من أغنياتي قبل ما أنزلها السوق وتبتسم وتضحك وترقص عليها فافرح باحس أن الأغنية دي هتكسر الدنيا”، وأعرب عن رغبته العارمة طوال حياته في أن يلحن له بليغ حمدي، وأن من يضحكه في السينما والمسرح هو الزعيم عادل إمام.
وعن مقابلته الوحيدة مع الموسيقار محمد عبد الوهاب قبل وفاته، قال عمرو دياب إنه استيقظ ذات يومًا على صوت التليفون؛ ليجد صوتًا ليس بغريب عليه، يقول له: "يا أستاذ عمرو، أنا عبد الوهاب"، فيرد عمرو دياب مندهشًا: "بقى أنا أستاذ يا أستاذ!"، وتابع عمرو دياب أن عبد الوهاب طلب منه أن يذهب إليه في منزله، وبالفعل لبى طلبه؛ وعندما التقى به قال له: "أنا بس كنت عايز أشوف منظرك، واعرف مين هو عمرو دياب ده اللي بيتكلموا عنه ... أنت طلعت أمتى؟"، ويستطرد عمرو دياب حديثه أن كان يرغب فقط في رؤيته، وأنه عرفه من أحفاده الذين يسمعوه، ونصحه بالنوم الكثر حتى يحلو صوته، ثم يستيقظ ليمارس رياضة عنيفة، وبعدها يتناول طعامًا دسمًا ثم ينام نصف ساعة ومن بعدها يذهب للغناء، وهذه هي عادات، عمرو دياب، التي يمارسها قبل الغناء.
واختتم عمرو دياب حواره هذا عن موقف له مع العرافة، قائلًا إنه ذهب لها مرة واحدة عندما جاء القاهرة، ويومها تنبأت له بالنجاح ولكن بعد ثلاث سنوات؛ ليغضب عمرو دياب ويضرب الهواء والطوب في الشوارع، على حد وصفه، متابعًا أن توقعها كان صحيحًا، معقبًا: "بس من يومها حرمت أروح لأي عرافة ... خليها على الله"، وأنه يرى أن الحب وحده قادر على القضاء على الإرهاب، ويجب أن تُبث معاني الحب والأحلام في كل الأغاني على حد السواء؛ فهو دائمًا يحلم ولا يتوقف عن الحلم نائم كان أو مستيقظًا، ويتمنى لو أن الجميع يحلمون مثله بالمستقبل بالخير بالأفضل
اقرأ أيضا:
عمرو دياب يتابع راغب علامة وأحمد حلمي عبر مواقع التواصل الاجتماعي
محمد سليمان يرد على تريند "هاني": احنا بنتفرج علي الأفلام والمسلسلات علشان نقلد ولا علشان نفهم!