يحتفل العالم ليوم بيوم الطفولة الذي تم اختياره عام 1954 باعتباره مناسبة عالمية يُحتفل بها في 20 نوفمبر من كل عام لتعزيز الترابط الدولي وإذكاء الوعي بين أطفال العالم وتحسين رفاههم.
وجاء اختيار يوم 20 نوفمبر مهم لأنه اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة إعلان حقوق الطفل، في عام 1959، كما أنه كذلك تاريخ اعتماد الجمعية العامة اتفاقية حقوق الطفل في عام 1989.
ولا يسعنا في هذه المناسبة سوى تذكر أغاني الراحل محمد فوزي للأطفال التي مازلنا نسمعها حتى الآن، ولكن كيف جاءت فكرة تقديمه لأغاني الأطفال الشهيرة مثل "ماما زمانها جاية" أو "ذهب الليل"؟
قال فوزي عن غنائه للأطفال: "الأطفال أحباب الله و طبعا مفيش حد في الدنيا ما بيحبش الأطفال، دي الفكرة اللي جتلي وانا بفكر أعمل أغنية للأطفال، كنت عايز اعمل حاجة جديدة ماتعملتش، طبعا أتعمل اغاني للأطفال بس محدش من المغنيين اللي الناس بتسمعهم، وجاتلي فكرة أغنية للأطفال وأنا بعمل فيلم من افلامي، قولت لازم أعمل أغنية للطفل، وعملت أغنية (ذهب الليل طلع الفجر)".
وأضاف فوزي: "ممكن لما حد يسمع الأغنية يفتكر أنها سهلة ومتخدش مجهود، لكن الواقع أن الغنوة بتاعت الطفل ممكن تاخد مني مجهود 50 أو 60 مرة أكتر من الأغنية العاطفية، لأني وانا بعمل الأغنية لازم أفكر في الأطفال وهل ممكن يقدرو يغنوا اللحن ده، طيب ممكن يقولوا الجملة دي ممكن يقولوا الكلام ده، وده طبعا بياخد وقت طويل جدا.
ويحكي فوزي في حديث إذاعي نادر عن كواليس أغنية "ماما زمانها جاية"، قائلا: "كنت مسافر برة في ألمانيا وسمعت أسطوانة بها ضحك وبكاء طفل، فجتلي فكرة ليه ما أعملش أغنية وادخل فيها ضحك وبكاء الطفل اللي سمعته في الاسطوانة، ولما رجعت مصر جبت 100 طفل عشان أسجل ضحك وعياط طفل واركب الصوت واعمل مونتاج وادخلهم في لحن الأغنية".
أما عن الكلمات، فكشفت حامدة ابنة الشاعر الكبير حسين السيد في حديث تليفزيوني ملابسات مولد كلمات أغنية "ماما زمانها جاية"، وأكدت أن والدها كان يرعى شقيقها وقت أن كانت والدتها تحاضر في الجامعة، فبدأ يهدئ الصغير الذي يبكي بقوله "ماما زمانها جاية .. جاية بعد شوية"، وانتبه حسين السيد للموسيقى في تركيب الجملة، وعلى الفور سجلها في ورقة لتصبح مذهباً يبني عليه أغنية كاملة، وبعد أن انتهى من صياغة الأغنية عرضها على محمد فوزي، وكان بينهما تعاون سابق في مجال أغنية الطفل وهي "ذهب الليل".
لاقت كلمات حسين السيد ترحيب من محمد فوزي عند عودته من ألمانيا، فقد التقت أفكارهما، الكلمات التي يبحث عنها فوزي كي يقوم بتنفيذ فكرة الأغنية الألمانية التي أعجبته، وبسرعة قام فوزي بتلحين الأغنية وبقيت مشكلة وحيدة تعوق تسجيلها وهو صوت ضحكة الطفل التي تتخلل الأغنية، فقام بجلب دفعات من الأطفال لتسجيل أجمل ضحكاتهم، حتى قام بتسجيل 40 ضحكة لأربعين طفل مصري، ولم يجد بينها ما يطابق ضحكة الطفل الألماني، ما دعاه أن يستعين بضحكة الطفل الأصلية في الأغنية الألمانية ليدمجها مع صوته عند تسجيل اللحن.