لنتفق أن هذا المسلسل لا يحتمل الحياد أبدًا ..
أتحدث عن مسلسل "ماوراء الطبيعة" الذي يمس شريحة كبيرة من عشاق أعمال الدكتور أحمد خالد توفيق، بعضهم أبدى سعادته مع الإعلان عن المشروع التليفزيوني "النيتفلكسي" الصُنع، فيما تحفظت كتلة كبيرة من هذه الجماهير على أسماء صناع العمل وعلى رأسهم مخرجه عمرو سلامة!
هذا أيضًا عمل لا يقبل معايير النجاح التقليدية، إما نجاح مدوي أو سقوط مريع مشحون بمئات بل آلاف المنشورات التي تكيل اللعنات على كل من حطم الصورة الخيالية البراقة لواحدة من أنجح سلاسل "روايات الجيب".
6 نصائح من عمرو سلامة لمشاهدة "ما وراء الطبيعة" .. بلاش أكل ورغي!
صباح اليوم كانت أخبار المعركة الانتخابية الساخنة على عرش البيت الأبيض بين ترامب وبايدن تسيطر على أحاديث مواقع التواصل الاجتماعي، لا تريند يعلو على أخبار المؤشرات الأولية، وتوجهات كل ولاية ناحية أحد المرشحين، فجأة قرر عمرو سلامة أن يمارس واحدة من العاب السيرك الخطيرة، استثارة السوشيال ميديا أشبه بدخول قفص الأسود ولكن – غير المروضة- هذه المرة.
وضع عمرو قائمة بارشادات لمشاهدة المسلسل، من بينها عدم الأكل أو ما وصفه بـ"الرغي" ، وتهيئة الأجواء المحيطة وبالطبع عدم مشاهدة المسلسل عبر شاشات الهواتف المحمولة ، تلك النصيحة تحديدًا تبدو مستوحاه من تصريحات المخرج العالمي مارتن سكورسيزي عقب عرض فيلمه "الأيرلندي" عبر منصة "نتفليكس" والتي كان يرجو من خلالها جمهوره بعدم مشاهدة الفيلم عبر شاشات الهواتف واستبدالها بشاشات التلفاز الذكية.
4 مشاهد حصرية من الحلقة الأولى لـ"ما وراء الطبيعة" قبل عرضها
ما فعله عمرو سلامة يُصنف ضمنيًا تحت بند الدعاية للمسلسل، لا مانع من بعض المشاكسات التي ستجعل من عنوان المسلسل كلمة مفتاحية متداولة عبر محركات البحث المختلفة، وبالتالي سيتصدر المسلسل قوائم الأعلى مشاهدة عبر منصة "نتفليكس" بمجرد بدء عرضه.
من الملاحظ أن صناع العمل انتهجو سياسة دعائية ساهمت بشكل كبير في رفع سقف توقعات الجمهور، الكل ينتظر عملًا ناجحًا بكل المقايس، يرضي جميع الأذواق، ويخلد أسطورة رفعت اسماعيل، ويُكرم أحمد خالد توفيق، ويتصدر التريند، كل هذا ترسخ مبكرًا في عقل المتلقي الذي أصبح مهيئًا لمشاهدة عمل مختلف، أذكر أن صناع المسلسل الإسباني الشهير la casa de papel واجهوا تلك الأزمة في الموسم الثالث للعمل، فرغم النجاح الجماهيري الكبير كانت الانتقادات حاضرة وبقوة، وبدأت تؤثر على آراء المتلقين يومًا بعد الآخر، مما دفع منصة "نتفليكس" لانتاج فيلم وثائقي بعنوان "كيف صُنعت الأسطورة" ليعرض للمشاهد كافة تفاصيل رحلة المعاناة لانتاج المسلسل، وكيف تحول أبطاله من ممثلين معروفين في نطاق اسبانيا الجغرافي إلى نجوم يتابعهم الملايين حول العالم ، بالإضافة إلى التركيز على الجهد الجبار في كتابة وتصوير المسلسل بكافة تفاصيلة، كانت حيلة ذكية عادلت كفة الميزان وأكسبت الحُكم على العمل قدرًا من الإنصاف.
شاهد بعض الكوميكسات الساخرة من تعليق عمرو سلامة :
هذا وارد جدًا مع مسلسل عالمي، ولكن في بلادنا "زمار الحي لا يطرب"، ولهذا تحول منشور عمرو سلامة حول نصائح المشاهدة إلى مرمى مفتوح في ظهر فريق المسلسل، يحرز فيه الجميع أهدافًا عبر حساباتهم في تويتر وفيس بوك، تعليقات ساخرة، كوميكسات، انتقادات لاذعة، المدهش ان أحدًا لم يقترب من أحمد أمين بطل العمل والذي بـ"لغة السوق" سيتحمل القدر الأكبر من نتيجة النجاح أو الفشل، ولكن عمرو سلامة بشجاعة – يحسد عليها – تصدر تلك القذائف بقصد أو دون قصد، استفز الجمهور بكلمات أراد أن يتصدر بها التريند فانقلبت عليه، الأن لا جدال أن عددًا كبيرًا من مشاهدي المسلسل سيجلس أمام "شاشة هاتفه المحمول" متحفزًا لأقل هفوة، وهو يلتهم شطيرة بيتزا كبيرة الحجم.
7 نصائح من نجل أحمد خالد توفيق قبل عرض "ما وراء الطبيعة": المسلسل مختلف تمامًا عن الروايات
حوار- أحمد أمين: أنا ضد التصنيف.. وهناك صفات مشتركة بيني وبين "رفعت إسماعيل"