ولاء مطاوع
ولاء مطاوع تاريخ النشر: الاثنين، 2 نوفمبر، 2020 | آخر تحديث:
الناحية التانية

كثيرة هي القصص الدرامية التي تتناول حكايات الحب والزواج ثم الخيانة والانفصال، ولكن ما يميز "الناحية التانية" الحكاية الأولى من مسلسل "نمرة اتنين"، هو الرفض الذي قوبل به البطل بعد الآمال العريضة التي تطلع إليها بعد الانفصال للاستمتاع بحياته مع من ترك بيته لأجلها.

حكاية "الناحية التانية" من بطولة عمرو يوسف وصبا مبارك ونهى عابدين وتامر فرج وبسنت شوقي ومحسن محيي الدين وميريت الحريري، وقصة وإخراج طارق العريان.

فيما يلي نستعرض أبرز الملاحظات على حكاية "الناحية التانية"...

- الملل

تبدأ الحلقة بتعليق صوتي للفنان عمرو يوسف (شريف) وهو يستعيد ذكريات ما قبل زواجه، ويصف نفسه بالشخص الملول الذي لم يستطع الدخول في علاقة للنهاية قبل أن يصادف زوجته نهى عابدين (علا)، التي ارتبط بها وهو متأكد من النجاح في هذه الزيجة ليس فقط لأنهما مرتبطان عاطفيًا، ولكن لأنهما صديقان أيضا، وعلى دراية كاملة بعيوب ومميزات بعضهما البعض.

يضرب شريف في هذه الحكاية مثالًا لبعض الشباب الذين يخافون من الارتباط، يخشون فقد حياتهم وحريتهم قبل الزواج والتورط في علاقة أبدية، سرعان ما يتسلل الملل إليها وهو ما حدث بعد مدة ليست بالطويلة بين شريف وعلا.

بالغت القصة في عرض شخصية علا على أنها امرأة "نكدية" غاية في الروتينية والملل، طلب منها زوجها تأجيل الإنجاب فلم توافق وبمجرد ولادتها لطفل ألغت زوجها تمامًا من قائمة اهتمامتها، وهو الأمر الذي قد يستغربه البعض فما الداعي لكل هذا الفتور السريع في علاقة بين اثنين أصدقاء تزوجا؟ لم تعرض الحلقة أيضًا شخصية شريف كرجل متعاون بل أظهرته أناني، غامض، كثير التفكير دون إظهار خواطره لزوجته ومناقشتها حولها، فتحولت الحياة بينهما إلى معركة وشد وجذب.

- الندم

بدأ شريف في مراجعة نفسه، لماذا يعيش هذه الحياة، زوجة غير مهتمة بتفاصيل حياته، طفلين وضعتهما زوجته حاجزًا بينها وبينه، أعباء وتكاليف مادية مرهقة، وسؤال مهم "هل حقًا تريد استكمال هذه الحياة"؟... شريف تأكد أنه لا يستطيع العيش هكذا لأنه افتقد الحب والشغف اللذين كانا يحركانه، ولم يلتفت لحظة للتفكير في طفلين أو زوجة تحاول استعطافه أو التقرب منه.

يظهر شريف في الجزء التالي من المسلسل نادمًا على قرار الزواج، وحانقًا على كل شيء.

- ذروة المشكلة

تحدث ذروة المشكلة في منزل تامر فرج "ماجد" زوج بسنت شوقي "منة" شقيقة علا، أو بالأصح داخل الفيلا التي تظهر الفرق الاجتماعي بين منة وشقيقتها علا، حينما طلب شريف من ماجد تفاصيل مشروع جديد يود الدخول فيه لتصيح فيه علا بمبالغة شديدة وتنهره لمجرد التفكير في دخول المشروع.

تجلس علا مع منة التي تخبرها أنها على علم بخيانات زوجها المتعددة ولكنها أصبحت لا تبالي طالما أنه يعود إليها بهدية ولطف، وينفق على أولاده ببزخ، فيما تستغرب علا من طريقة تفكير شقيقتها المادية الغريبة عليها.


تعود علا وشريف للمنزل، وتبدأ النار في الاشتعال بينهما، وتبدأ "المعايرة" على طريقة لقد صنعت لك كذا وكذا وأنا لقد تنازلت من أجلك عن كذا وكذا، وتنتهي بأن علا تصارح شريف بشعورها بتغيره وبطريقة معاملته القاسية معها، ويستعد شريف لمصارحتها بانه تعرف على امرأة أخرى ولكنه يتراجع في اللحظة الأخيرة.

بالطبع كان من الممكن أن يُجمع شمل الأسرة من جديد، فدوامة الحياة باستطاعتها شغل الجميع ولكن لسبب آخر قرر شريف أنه توقف عن حب زوجته التي لم تعد كافية بالنسبة له.

- دانا.. الخيانة امرأة أحيانًا

تظهر صبا مبارك "دانا" في حياة شريف، الذي يترك بيته وعمله ويلهث خلفها لأنها جددت شغفه بالحياة فشعر بأنه يحيا من جديد بعد سنوات قضاها في ملل زوجته وروتين حياته، دون الالتفات إلى اختلافهما في الطباع فدانا المنفتحة عكس زوجته التي تلجأ لحماتها في حل المشكلات.

تستطيع دانا اقتناص الفرصة دون مجهود، فشريف أصلا وقع في غرامها دون أن تطلب هي، وبدهاء الأنثى طلبت دانا من شريف أن يصارح زوجته بخيانته دون أن تطلبها واضحة حيث قالت: "اللي بيتعب مش الصراحة، اللي بيتعب الحاجات المستخبية ومبتتقالش"، ليصارح شريف علا ويتركها ويسافر إلى دانا ليجدها عائدة من نزهة مع رجل آخر كانت تقضي بعض الوقت في نزه بحرية معه.

طلب شريف من دانا الزواج لتخبره برفضها ببساطة شديدة، هي لا تريد التورط في علاقة رسمية، انفصلت عن مثلها بسبب الملل والقيود وموت الشغف بينها وبين زوج تغيرت كثيرا من أجله فمل منها وتركها ولكنها مستعدة للإكمال في علاقة غير مشروطة ومفتوحة من الجانبين.

فكرة العلاقة المفتوحة على غرابتها بالذات أن تقولها امرأة، أرعبت رجلا كشريف ترك زوجته بحثًا عن الاستقرار المقرون بالشغف، يبحث عن نقطة بداية تعيده إلى نقطة الصفر حيث يتجدد غرامه وشوقه وشبابه مرة أخرى، غير أن دانا فاجأته بشرطها فهرب بعيدًا يفكر في صاحب العيب، هل زوجته؟ أم دانا؟ أم أن العيب أصلا عيبه هو؟


لم يقدم المسلسل حلولا لمشكلة شريف، بل ترك النهاية مفتوحة لما سيقوده له عقله في النهاية، انطلق بسيارته في رحلة العودة، فهل كانت عودة إلى علا وبيته أم عودة من علاقته بدانا بحثا عن غيرها، لا أحد يدري.

اقرأ أيضا

محمد مختار يعلق على ارتداء ابنته فستان رانيا يوسف بالجونة: هقولها إيه يعني؟

كاملة أبو ذكري تنتقد أبطال مسلسلها "بـ100 وش": الغرور مقبرة الفنان ومحدش يعرف أساميكم