في ذكرى ميلاده الـ 110، احتفى محرك البحث الشهير جوجل بالفنان الراحل فريد الأطرش، من خلال إظهار صورته على مدار اليوم، تقديرا لمكانته الفنية الكبيرة، وإحياء لذكرى الفن الجميل الذي قدمه على مدار سنوات طويلة من حياته.
اقرأ أيضا: هل هرب فريد الأطرش من موعد زواجه من شادية؟
قدّم فريد الأطرش مئات الألحان والأغاني والأفلام التي لا تزال متداولة حتى اليوم، رغم مرور 46 عاما على رحيله؛ فن لم يهزمه الزمن ولم تغيره اختلافات الأجيال بمرور السنوات، والأهم أن هناك إنسانا وراء هذا الفن لم يدّع المثالية ولم يزيف النجاح، فقد مرّ بفترات صعبة في بداياته حتى استطاع تحقيق النجومية.
ينتمي فريد الأطرش إلى آل الأطرش وهم أمراء وإحدى العائلات العريقة فى جبل العرب جنوب سوريا، هذه المنطقة المسماة جبل الدروز أيضا نسبة لسكانها الدروز، لكن في طفولته اضطر للانتقال مع والدته وشقيقته "أسمهان" إلى مصر، هربا من الفرنسيين الذين يريدون اعتقال عائلته انتقاما لوطنية ونضال والدهم فهد الأطرش وعائلة الأطرش ككل في الجبل.
مع قدومه لمصر أصبح فريد العائل الوحيد لأسرته؛ فكان يتوجه للمدرسة في الصباح ويعمل في المساء في كازينو بديعة مصابني، ليخوض طوال هذه السنوات رحلة طويلة حتى يصل للجمهور بالغناء والتمثيل.
لم يخجل فريد من الاعتراف بالصعوبات التي مر بها وبالأخطاء التي ارتكبها في سنوات عمله، موضحا في أحد اللقاءات التليفزيونية أنه مر بأزمات نفسية كثيرة، وكان بحاجة للتسلية ليتخطاها، فاضطر للعب القمار، قائلا: "في بعض الأحيان حبيت أتسلى عشان أنسى آلامي النفسية، مرضيتش أروح كباريه ومواخير الليل، بقيت ألعب قمار وبتشرف إني أقول كده مش خجلان، كل واحد بيغلط في حياته لكن في أسباب نفسية عايز أنسى بيها الحاجات اللي مريت بها.. لما كنت بروح ألعب بنسى وكمان ده كان بيكلفني كتير، لكن بطلته من سنوات وحلفت إني مش هلعب تاني لأني خسرت مال كتير، الشخص اللي بيقامر في النهاية بيطلع خسران، وأيام كتير كسبت لكن خسرت كتير".
تابع: "أنا كفنان وكرجل مريت بأوجاع وآلام وأمراض كل ده بيخليني أنساها، كان الواحد يقولوا له أنت عايش بربع قلب، وبالنسبة للكسب والمال والإنفاق مقياس السعادة لا يمكن أن يُقاس بالحساب في البنك لأن الفلوس عمرها ما كانت سبب في سعادة الناس لكن الرضا والقناعة، بس الفلوس بتساعد في الحياة لما واحد يمرض إزاي أنفق وأنا معيش فلوس".
على مدار حياته تعرض فريد الأطرش لكثير من الصدمات، كان أصعبها موت شقيقته الفنانة أسمهان غرقا، وهي في قمة مجدها وشبابها، إذ توفيت وهي في مطلع عامها الثلاثين، حين وقعت بسيارتها برفقة صديقتها في إحدى الترع، أثناء سفرها إلى رأس البر، وأكد كثيرون أن الحادث كان مدبرا وليس قضاء وقدرا، المهم أن فريد لازمه المرض من يومها وحتى رحيله، حزنا على شقيقته.
بعد رحيل أسمهان، لم يجد فريد من يحنو عليه، ولم تنجح أي من قصص الحب التي كانت تكتب عنها الصحافة وقتها، فقد قيل إن سامية جمال كانت تحبه بشدة، وتعاونا سويا في فيلم "انتصار الشباب"، وأبدى إعجابه بها بالفعل، لكنه كان مصرا على رفض فكرة الزواج، ومع تزايد شائعات الارتباط حولهما، أدلى فريد بتصريح في الصحافة جعل سامية جمال تنهي علاقتها به تماما، إذ أكد أنه يرفض الزواج من فلاحة، وأن الزواج من الوسط الفني لا يكوّن أسرة، وعلم الجميع أنها هي المقصودة، فبكت كثيرا وأنهت علاقتها به من وقتها.
أما الفنانة شادية فبعد طلاقها من الفنان عماد حمدي نشأت قصة حب بينها وبين فريد الأطرش، وأوشكا على الزواج لدرجة أنها استعدت واشترت فستان الزفاف، لتتفاجأ بأنه سافر وأخبرها قبل سفره بتأجيل الزواج، فغضبت شادية واتصلت بعزيز فتحي الذي كان يرغب في الزواج منها وأخبرته بموافقتها على الزواج ثأرا من فريد، وفي اليوم التالي كان خبر زواجها منشوراً على صفحات الجرائد عام 1957، واستمر ذلك الزواج ٥ أشهر.
لطالما تمنى فريد الأطرش العمل مع أم كلثوم لكنها لم تمنحه هذه الفرصة طوال حياته، لدرجة أنه اتهم أحد المنافسين له من الموسيقيين بأنه السبب في عدم تعاونها معه، وهو ما اعتبره البعض إشارة للموسيقار محمد عبد الوهاب، وعندما فقد الأمل في التعاون الفني معها، هاجمها في سنوات عمره الأخيرة، وقال إنه يستطيع أن يقدم لها أفضل من ذلك بكثير، لكنها ترفض لأنها تكرهه وتكره شقيقته أسمهان، واعترف أنه قلل من كرامته الفنية وتنازل من أجل رغبته في العمل معها، لكنه كان مخطئا.
اقرأ أيضا:
تسجيل نادر- بليغ حمدي يحكي عن لحن فريد الأطرش الذي أبهر محمد عبد الوهاب
ينشر لأول مرة... مستند نادر لقضية ضد فريد الأطرش بسبب "عايزة اتجوز"