تمر اليوم الذكرى السادسة لوفاة الفنان خالد صالح، الذي رحل عن عالمنا يوم 25 سبتمبر 2014، في سن التاسعة والأربعون آثر معاناته مع مرض بالقلب.
قلب خالد صالح لم يكن فقط سبب متاعبه الصحية بل كان السبب الحقيقي لبقاءه خالدا في ذاكرة الملايين ممن صدقوا فنه وإحساسه بكل ما قدم من أدوار التي قدمها بأداء أقل ما يمكن أن نصفه به هو أنه من القلب.
دقات قلب المسرح
نبض قلب خالد صالح بحب المسرح، كان عشقه الذي لم يبعده عنه سوى بداية النجومية في السينما بعد لفته للأنظار في فيلم "محامي خلع"، وهي المحطة التي أنطلق بعدها ليقدم قرابة الـ40 عمل خلال 12 عامًا، حتى وفاته.
تحدث خالد صالح باستفاضة عن حبه للمسرح في إحدى حلقات برنامج "معكم منى الشاذلي" قبل أشهر من وفاته، حيث اصطحب فريق العمل إلى مسرح الهناجر، المكان الذي اعتز به كثيرا، وقال خلال حديثه مع الإعلامية منى الشاذلي إنه يعتبر المسرح بمثابة أستاذ له علمه الكثير، موضحا "المسرح هو أستاذي الذي علمني استخدام صوتي في هذا الفراغ.. استخدام جسدي في هذا الفراغ.. أستاذي وأنا أفرد ذراعي على الخشبة ويدي تحتوي الجمهور".
قالت منى الشاذلي أثناء تقديم الحلقة إن خالد صالح تحول تماما فور صعوده فوق خشبة مسرح الهناجر، وبدأ يظهر حماسه وعشقه للمسرح، وتذكر أول جملة قدمها كممثل فوق خشبة مسرح الهناجر، "أنا متهيألي أن هو ده الإيقاع المناسب لطلوع السلم.. أسرع من كده ممكن الواحد ينهج.. ممكن يتخبط ويرجع تاني لأول باسطة.. أبطأ من كده لا الوقت اللي فاضل يكفي بطء الإيقاع زائد إن السلم ممكن يبان عالي جدا..". قدم خالد صالح المشهد وكأنه يختصر قصته، مشوار كفاحه للوصول إلى النجومية بخطى ثابتة، واتخاذه للخطوات الموفقة للصعود لدرجات أعلى في سلم النجومية.
مسرح الحياة أم حياة المسرح؟
تحدث خالد صالح عن ضرورة تحلي ممثل المسرح بالتركيز بنسبة 20% وأن يستعد للطواريء التي تحدث أثناء العرض، وهو ما يأتي نتيجة التدرب على الارتجال دون الإخلال بالنص، وهو ما يعتمد على ثقافة الممثل ومستوى تعليمه، مؤكدا أن الخروج عن النص يعتبر بمثابة خروج عن الحياء.
أكدت منى الشاذلي في التعليق الصوتي لفقرتها مع خالد صالح في مسرح الهناجر، أنه واصل اللعب والإندماج فوق خشبة المسرح حتى قرر أن يقدم لفريق العمل عرض خاص، ووقف يتحدث إلى رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام، ومن ضمن ما قاله "أنا يا رسول الله لم أعرف مع الدجل الرخيص.. حكايتي من أكون..ماذا أكون.. أمام قبري مدينتي وأموت في نفسي أموت..أموت في خوفي أموت.. أموت في صمتي أموت.. أنا يا رسول الله أحيا كي أموت.. قالوا أن الموت موت واحد.. وأمام كل دقيقة قلبي يموت"، وهو نص للشاعر فاروق جويدة من أول عرض قدمه على المسرح، وأكد لمنى الشاذلي أنه يرى حواره من الواقع الذي نعيشه، حيث نواري كل الأشياء الجميلة خلفنا ولا نلتفت إليها بحثا عن سعادة لا نجدها.
قلب خالد صالح لم يخذله حتى وفاته، ولأنه كان علته، لم يمنع خالد صالح نفسه من أن يطلق لقلبه العنان وتحدث دائمًا بما جال في داخله. ظل قلبه يقود عقله المليء بالفلسفة إلى مناطق ومغامرات، منحت فنه جزءًا من اسمه.
توقف قلب خالد صالح في 2014، لكنه ترك حبا في قلوب محبي الفن، جعله غائب حاضر بأعماله وأدواره مختلفه، كما أصبح حاضر غائب بحب الجمهور لابنه أحمد، الذي ورث عن والده الملامح والموهبة، ولا يتبقى له سوى أن يتبع قلبه ويكتب قصته.