من المفترض أننا أمام بداية معركة جديدة بالوسط الفني ... لكني رأيته حدثا من الطراز الهزلي الأول، لم أشعر بأزمة كما رآه البعض، بقدر ما ابتسمت ابتسامة عريضة بمجرد سماعه.
الموهوب خفيف الظل أحمد الفيشاوي قرر بدون مقدمات، وبدون أسباب -إلا طبعا أسبابه الخاصة غير المعلنة- خربشة "الأسد" الهائم في ملكوت الرقم "1"، ونشر على حسابه على Instagram جزءا من بروفات التحضير لأغنية "نمبر 2"، لتدق طبول الحرب.
أيا كان السبب، والأكيد أن الفيشاوي كمغني راب "حقيقي" يعرف معنى وطريقة وموضوعات غناء "الراب"، الذي يشبه "شعر المعارضات" قديما، قائما على الدخول في مبارزة بين شاعرين في موضوع وقافية واحدة، قرر بعد فترة توقف عن الغناء أن يعود عودة لها سبب وفكرة ومضمون، يرد بها على فكرة لقب "نمبر 1" التي لا يريد محمد رمضان التوقف عن ترديدها، وإصراره على جعلها ماركة مسجلة باسمه.
مع احترام الجميع لمحمد رمضان، اجتهاده، مثابرته، نجاحه، هناك حالة إجماع على رفض لقب "نمبر 1" الذي أطلقه على نفسه، فإذا كان يمكن التغاضي عن اختيار كل فنان لقب لنفسه وهو ما كان يمنحه الجمهور أو النقاد، فليس سهلا تقبل لقبا يقلل من الآخرين.
وكان الفيشاوي واحدا من الذين أعلنوا سابقا عن فكرة "نمبر 1" بأنه مكان يتسع للجميع حسب نجاح ما يقدمه الفنان، وهو نفس اللقاء الذي أكد فيه أنه "سايب الراب شوية لمحمد رمضان".
وها قد جاء الوقت ليعود للراب، لكن ليس للتمجيد في ذاته دون سبب، لكن لغناء راب يعارض به ظاهرة، ويقدم فيها رأيه.
وكالمتوقع ... لم ينتظر رمضان ليسمع الأغنية، التي اختار لها الفيشاوي اسم "نمبر 2"، وأطلق أغنية سريعة قال فيها "الفيشاوي آخره معايا صورة".
سجل الفيشاوي الصغير نقطة أمام محمد رمضان في سباق الراب، فالرجل لم يذكر اسم رمضان من قريب أو بعيد، وإذا كان استأثر غصبا واقتدارا على لقب "نمبر 1" فقد تركه الفيشاوي يهنأ به وأطلق على أغنيته "نمبر 2"،.
ما أدراك يا رمضان أن الفيشاوي سيهاجمك أو يذكرك في أغنيته، حتى تسبق وتسدد له اللكمة؟
تعامل رمضان في هذا الموقف بطريقة "اللي عى راسه بطحة" ... واستحق الفيشاوي الفوز في الجولة الأولى قبل صدور أغنيته، وقطع طريق العودة على رمضان مؤكدا: "لن أقبل اعتذارك".
انتظروا الأيام المقبلة فصول معركة فنية، أراها ستكون ممتعة، أتمنى ألا ينسى فيها الطرفان أنهما فنانان.