جدل كبير أثير منذ مساء أمس، عقب تداول صورة غلاف مجلة عالم الكتاب، الذي تصدره صورة الكاتب والسيناريست أحمد مراد، مما أدى لانقسام الآراء حوله بين مؤيد ومعارض.
المنتقدون اعتبروا الغلاف "مثالا واضحا للتعبير عن غياب الرؤية للمشهد الثقافي المصري، لأن أحمد مراد ليس واحدا من أهم الكتّاب المصريين، فضلا عن سبب تصدره الغلاف وحده باعتباره الوحيد الأكثر مبيعا رغم أن هناك كثيرين غيره، فضلا عن كون المجلات الثقافية لم تحتف بنفس القدر بكتّاب مثل أحمد خالد توفيق أو نبيل فاروق".
أيضا البعض أكد أن: "صورة الغلاف بطريقة كتابة "مراد" فيها خلق لأسطورة كاتب لم يقدم للأدب المصري إلا روايات ضعيفة القيمة تستهدف جمهور الفتيان، وأنه في كل مرة نسلط الضوء على كاتب ضعيف نسحب الضوء ونضاعف الظلام على كاتب جيد"، على حد وصفهم.
على الجانب الآخر، أيّد كثيرون طريقة تصدر مراد للغلاف باعتباره الأكثر نجاحا بالفعل حاليا، حتى أن رئيس تحرير المجلة أصدر بيانا دافع فيه عنه، كاشفا عن غيرة الكثيرين من نجاحه، إذ أكد الدكتور زين عبد الهادي، رئيس تحرير مجلة "عالم الكتاب"، أن مجلة (عالم الكتاب) مجلة تتحدث عن صناعة الكتاب، وليست معنية بالأدب لا من بعيد أو من قريب، وإذا كانت قد سارت في طريق الأدب أحيانًا فهذا خطأ في استراتيجية المجلة، ولا يمكن الاستمرار فيه، مضيفا: "لكن يبدو أنَّ صورة أحمد مراد قد أثارت حساسية البعض واعترافهم بالهزيمة أمام كاتب وزّع مليون نسخة من رواية واحدة، هذا الكاتب له وجه واحد، وإذا نجح كاتب واحد في بيع مليون نسخة فما السر وراء الهجوم عليه سوى فشلهم الذريع".
تابع: "أنا لا أفهم الحقيقة سر هذا الهجوم سوى أنه غيرة من النجاح، لم يصل لها كاتب مصري من قبل، ولم يدّع أحمد مراد يومًا أنَّه أعظم كاتب في التاريخ، إنَّه إنسان متواضع للغاية يعرف ماذا يفعل ويخطط لنجاحه جيّدًا، فهل الهجوم هو هجوم على الملايين التي قرأت مراد ونوع الثقافة التي يقوم بتصديرها للقراء العرب، أم الهجوم بسبب فشلهم في صناعة كاتب يحصد الجوائز ويبيع مليون نسخة ويحافظ على الثقافة المصرية، أم أنهم لا يريدون الخروج من عباءة الأفكار البالية؟".
أضاف: "أحمد مراد وريث نبيل فاروق وأحمد خالد توفيق، اللذين نجحا مع آخرين في عودة القارئ المصري إلى القراءة، أحمد مراد ظاهرة في صناعة الكتاب وجزء منها، أليس هذا حقيقيًا، إذن ما هذا الانزعاج الشديد الذي أراه، إلا إذا كانوا ينظرون لأنفسهم في مرآة المجلة، بأنهم لم يستطيعوا بناء مساحة لما يكتبون في شارع النشر، وهو ما يجعلنا نتساءل عن الهدف من هذه الحملة التي تؤكد أنَّ جزءًا من الثقافة في مصر ليست بخير، وأن فشل بعض المثقفين في القضايا الكبرى يحتاج لمراجعة نقدية، وأن بعضهم ما زال يعيش في العصر الحجري وأن أحمد مراد مرة أخرى كسب الجولة دون أن يحرك ساكنًا".
واستطرد: "لا أعتقد أنه يمكن تبرئة بعض المثقفين من هذه الحملة التي تدل على طريقة تفكير بعضهم وهم ليسوا بالقلة، فهل طبّع أحمد مراد مع إسرائيل مثل البعض، وهل غازل أحمد مراد السلطة مثل البعض، وهل أحمد مراد يوزّع 5 نسخ فقط من كل عمل له على أصدقائه مثل البعض، وهل قال أحمد مراد عن نفسه إنه أعظم روائي مثل البعض، وهل قال إنّه مجدّد الرواية وهل وهل وهل؟ هذا ليس دفاعًا عن مراد، لأنه لا يحتاج لمن يدافع عنه".
تابع: "يا سادة فرقوا بين مجلة متخصصة في الأدب ومجلة متخصصة في صناعة الكتاب، كم مجلة لدينا في العالم العربي متخصصة في صناعة الكتاب، تقريبا لا يوجد، ويبدو البعض متحفزًا للغاية لنجاح مجلة (عالم الكتاب) في أعدادها الأخيرة، إلى حد توزيعها على نطاق واسع في العالم، ومع ذلك فنحن نعمل بجدية على مؤشرات الثقافة، ووضع أحمد مراد على الغلاف لا علاقة له بأهمية أحمد مراد الأدبية من عدمها على الرغم من ترشيحه للبوكر ووصوله للقائمة القصيرة لها مؤخرًا، بل لأن أحمد مراد يلعب دورًا كبيرًا في صناعة الكتاب وصناعة الثقافة، في الاقتصاد الثقافي، وفي الفكر أيضًا، أحمد مراد ظاهرة لا يمكن تجاهلها وهو لم يظهر فجأة، بل له آباء في هذا الاتجاه، أما أن يرسل أحدهم بأنه يعتذر عن نشر مقاله فهذا شأنه، ومن الجيّد إثارة الحركة في البركة الآسنة أحيانًا، ليعود الجميع لصوابهم".
واختتم رئيس تحرير "عالم الكتاب" بيانه قائلًا: "أنا لا أريد أن أكشف عن أساطين مصرية في الثقافة والأدب والكتابة بشكل عام سنتناولها في الأعداد القادمة، كما لا أريد أن أكشف عن كامل الغلاف وعنوانه، لأن الحكم على جزء من الصورة يؤكد على طريقة تفكيرنا في الثقافة. وبأن من يحكم ومن يتكلم ومن يهاجم لا يرى جيّدًا ما نفعله في إطار الصورة الكلية، وحصر نفسه وبنى مواقفه على صورة غلاف غير مكتملة، كما أن ذلك يؤكد أيضًا أننا لا نفكِّر بشكل صحيح وأن التشويه طال كل شيء، ومع ذلك وبكل صدر رحب نقول شكرًا جزيلًا لأنكم تحاولون المساعدة بالتجديف في الاتجاه الآخر".
اقرأ أيضا: