الفن مالوش دعوة!

تاريخ النشر: الخميس، 16 يوليو، 2020 | آخر تحديث: الخميس، 16 يوليو، 2020
مشهد وراء الكاميرات

شُحنت الفترة الماضية بالعديد من الحديث والمنشورات عن الأخلاق ودور الفن والسينما النظيفة، واتهامات لا حصر لها بأن الأعمال الفنية هي السبب وعودة نبرة "السبكي هو السبب" من جديد، ولكن مهلا هل حقا هذه هي الحقيقة؟

الفن دوما هو الشماعة التي يُعلق عليها المجتمع أخطاؤه، فتارة هو السبب وراء التحرش، وأخرى هو السبب وراء انفلات المجتمع، والحق! مسلسل "ليه لأ" يحث على تمرد وعصيان الفتاة لولي أمرها؟ فعلا!

نفس المعترضين على مسلسل "ليه لأ" ومضمونه، أتذكرهم جيدا، اعترضوا على مسلسل "سابع جار"، فهل بعده انهارت مُثل المجتمع وهويته؟ وكأن فكرة استقلال الفتاة المصرية في بيت بعيد عن أسرتها وتسافر مع أصدقائها هي ابتداع من أصحاب العمل أو أول مرة تُقدم في أعمال مصرية، هل شاهدتهم فيلم "الزواج على الطريقة الحديثة"؟ فالأبطال سافروا سويا لقضاء عطلة في الخيم، ولم يُهدم المجتمع المصري وقتها!

العديد والعديد من الأعمال الفنية المتهمة بأنها السبب في هبوط الذوق العام، وأنها السبب وراء انحطاط الأخلاق، ولكن هل هذه هي الحقيقة؟ في نفس الوقت المثار فيه قضية هامة مثل التحرش تخرج علينا التحليلات بأن الفن هو السبب ورائها وأن الفن هو من هدد المجتمع؟ بالحق؟ هل دور الشاب المغتصب المتسلسل الذي اغتصب وتحرش الفتيات والفتيان قُدم في الأعمال المصرية من الأصل؟

بالتأكيد للفن دور هام في بناء المجتمع، وبالتأكيد هناك مشاهد تشجع على التحرش عند تقديمها بخفة ظل وتقبل الجمهور للنجم والضحك على الإفيه، ولكن هناك العديد والعديد من المشاهد التي تدين التحرش، وهناك العديد والعديد من الأعمال التي تستنكر الكثير من الأمور، فمثلا "عمارة يعقوبيان" و"واحد صحيح" الذي قدم شخصيات المثلي جنسيا بطرق مختلفة، فهل هذا الطرح حل هذه القضية مثلا؟ وكأن الفن هو المسئول عنها؟

توقفوا عن استخدام شماعة الفن السبب وراء الهدم والبناء، يبقى العمل الفني فنيا، لا يزيد ولا يقل عن كونه كذلك، يطرح قضية يناقشها، يقدم حل أو لا فهو ليس دوره، تخيل نفسك أنت مكان البطل وتحكم في حياتك واختياراتك بعيدا عن تشبهات، اصنع مجتمعك بتصرفك.