نغم رضا
نغم رضا تاريخ النشر: الأحد، 21 يونيو، 2020 | آخر تحديث:
أفلام مصرية

كانت وما زالت السينما المصرية حافلة بمشاهدها القوية، أو حتى الظريفة منها، التي مهما مرت الأيام يكون التاريخ شاهدًا عليها، حافرًا كل حرف وكل حركة جسدية فيها، في كتبه، وفي عقول المشاهدين، وعلى منشوراتهم على Facebook، بل تجدها منقوشة أيضًا في كتب النقاد العالميين كأفضل مشاهد سينمائية.

ويجمع لكم FilFan.com في هذا التقرير بعض من هذه المشاهد التي إن عُرضت في التلفاز تكون ألسنة المشاهدين مرددة لها، وإذا نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي تكون مشاهدها متحركة في أذهانهم.

جري الوحوش
عُرض فيلم جري الوحوش في عام 1987 ميلاديًا للمخرج علي عبد الخالق، والمؤلف محمود أبو زيد، وهو من بطولة نور الشريف، ومحمود عبد العزيز، وحسين فهمي، ونورا، وحسين الشربيني، وهدى رمزي.

تتواجد ثلاثة مشاهد فيه لا تُنسى، المشهد الأول عندما اجتمع حسين فهمي، وحسين الشربيني، ونور الشريف في "فيلا" نور الشريف؛ ليقنع هو وحسين فهمي، الذي كان يجسد شخصية دكتور نبيل الطبيب الذى أتى بفكرة زرع جزء من مخ "أنترلوب" أحد الأشخاص لنور الشريف الغني ليستطيع الإنجاب، حسين الشربيني أن لا شيء في هذا يخالف الدين أو القانون، وعندما يفشلان في إقناعه يقول لهم الشربيني، الذي كان يجسد شخصية عبد الحكيم المحام صاحب نور الشريف: "لو فرضنا أن نعم ربنا اللي ما لهاش عدد بتساوي 24 قيراط، هتلاقي أن كل إنسان واخد الـ24 قيراط بتوعه كاملين بس واخدهم مشكلين.. تلاقي اللي واخد 10 قراريط مال على 7 صحة زائد زوجة صالحة على إتنين علم وأربعة راحة بال."

المشهد الثاني: عندما يخبر محمود عبد العزيز، الذي كان يجسد شخصية عبد القوي المنجد، زوجته نورا، التي قامت بدور "نوسة"، أنه سيسافر لندن ليعمل هُناك، ليكون الحوار بينهما كالآتي:
-أنت هتسافر الكويت؟
=الكويت إيه قولتلك بلاد برة.
-بلاد برة فين يعني؟
=لمبم "لندن."
-وهتنجد إيه بقى في لمبم؟
=هنجد فرش مأمور قسم لمبم.
المشهد الثالث: يكون في آخر الفيلم عندما تفشل العملية فشلًا ذريعًا فيشعر محمود عبد العزيز باليأس من أن يعود سليمًا معافيًا، ويدرك أنه كان على خطأ عندما ظن أن المال كل شيء؛ ليقول: "الفلوس تقدر تشتري الأكل لكن ما تقدرش تشتري النفس اللي تاكل، تقدر تشتري الدوا لكن ما تقدرش تشتري الصحة والشفا، تقدر تشتري السرير لكن ما تقدرش تشتري النوم."

اضحك الصورة تطلع حلوة
نأتي هُنا لأحمد زكي في مشهد زواج كريم عبد العزيز بفتاة أخرى سوى ابنة "سيد غريب" المصور الذي جسد شخصيته أحمد زكي، وجرى فيه الحوار كالآتي:
"- ابنك اللي بيتجوز واحدة غير بنتي النهاردة ده أنا ابقي حماه.
=حماه إزاي؟ هو خطب بنتك؟ كتب كتابه عليها؟ فين العقد؟
-ابنكوا كان بيحب بنتي.. وفي عقد.
=أنت كداب ولو في عقد معاك وريهولي.
-أنا مش كداب.. هي العقود عندكم ورق بس؟
حضراتكوا بتاخدوا قرارات بملايين الدولارات هل في كل مرة بتمضوا عقد ولا الكلمة بتبقي عقد؟
العقد ما بيعملش الحقيقة.. العقد بيثبتها بس
كلمة أنا بحبك عقد.. النظرة عقد.. الوعد بالجواز ده أكبر عقد.
أُنتج هذا الفيلم عام 1998 ميلاديًا للفنان أحمد زكي، ومنى زكي، وكريم عبد العزيز، وسناء جميل، وليلى علوي، وهو من إخراج شريف عرفة، وتأليف وحيد حامد.

الباب المفتوح
أحد الأفلام التي جسدت فيها فاتن حمامة محاولات فتيات الستينات الخروج من قيود المجتمع والأسرة، وسعيهن وراء التفتح والمشاركة في الأحوال السياسية التي تمر بها البلاد بحرية مثلها مثل الرجال؛ لتقابل خلال رحلتها في البحث عن أفكارها المتفتحة ومحاولة تحقيقها، صاحب أخيها "حسين" الشاب المتفتح المتحضر المثقف، الذي جسد شخصيته صالح سليم، ليكون المشهد الأشهر في الفيلم، والذي يتداوله الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي:
لسه مخصماني؟
ما هو لازم حاجه من إتنين يا مخصماني، يا خايفة مني
= وهخاف من إيه؟
- سؤال وجيه.. الواحد بيخاف من شخص تاني ليه؟ إما إن الشخص ده مؤذي، أو خايف يحبه.
= أنا عمري ما هحب حد.
- متأكدة؟
= طبعا متأكدة.
-أنا شخصيًا مش متأكد.
=قصدك إيه؟
- قصدي إنك هتحبيني.. هتحبيني أنا، هتصبحي في يوم من الصبح وتكتشفي إنك بتحبيني.. بتضحكي علي إيه؟
= ياريت يبقي عندي ثقة في نفسي زيك كدة يا حسين.
- قصدك إيه؟
= إيه اللي يخليك متأكد بالشكل ده؟! زي ما يكون أن أنا قولتلك إني بحبك.
- الحاجات دي الواحد مبيقولهاش بلسانه قد ما بيقولها بعينيه
= وعنيا قالتلك إيه بقى؟
- كفاية إنها مبتلمعش غير ليا أنا بس، كفاية إن وشك ما بتنوروش الابتسامة إلا ليا أنا بس.
= أنت بتتخيل حاجات وهمية، حاجات محصلتش أبدًا.
- خديني على قد عقلي.
=أنا آسفة يا حسين
- لا أرجوكِ.. أنا عايز أشوف وشك منور النهاردة زي ما شفته أول مرة.
- عايزة صحيح تسعديني قبل ما أسافر.. طب خلينا نحلم مع بعض.. نفرض مثلًا إنك صحيتي يوم الصبح واكتشفتي إنك بتحبيني.
= وبعدين.
- وبعدين هتروحي علي مكتب التلغراف، وتبعتيلي تلغراف على عنواني في ألمانيا.
= أقول فيه إيه؟
- قم بالترتيبات اللازمة لعقد قراننا سأخبرك في البرقية التالية موعد الوصول.
= وبعدين؟
- تركبي المركب وتيجي.
= كل السكة دي لوحدي؟!
- دي السكة اللي ضروري تمشيها لوحدك.
= طيب افرض البحر كان هايج والموج كان عالي.
- عشان نوصل البر ضروري نواجه الموج والبحر.
= وعلى البر ألاقي إيه قهوة مدلوقة؟! متضيعش وقتك أنا مافيش فايدة مني.
- ليلى.. عارفة على البر هتلاقي إيه؟ هتلاقي حاجه أهم مني، أهم من أي إنسان تاني، هتلاقي نفسك.. ليلى الحقيقية.
تم إنتاج هذا الفيلم في عام 1963 ميلاديًا، وهو من تأليف لطيفة الزيات، وإخراج هنري بركات.

ضد الحكومة
قدم أحمد زكي واحدة من المشاهد الخالدة في تاريخ السينما المصرية، في فيلم ضد الحكومة، الذي أُنتج عام 1992 ميلاديًا، وهو من تأليف بشير الديك، وإخراج عاطف الطيب، والذي قال فيه: "كلنا فاسدون لا استثني منا أحد حتى بالصمت العاجز الموافق قليل الحيلة."

النمر الأسود

يتداول الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي مشهد لأحمد زكي، في فيلم النمر الأسود، قائلًا فيه: "‏الحاجات بتيجي أول ما بنبطل ندور عليها أو نستناها.. السؤال هنا بقى: "هل لما هتيجي هيكون لسه جوانا نفس الشغف؟"
ألف هذا الفيلم أحمد أبو الفتوح، وسيناريو وحوار بشير الديك، وإخراج عاطف سالم، وتم إنتاجه في عام 1984 ميلاديًا.

الكيف

يتواجد مشهدان من المشاهد التي لا تنسى في فيلم الكيف، أحدهما ليحيى الفخراني وهو يضحك في العزاء.

والثاني، مشهد للراحل جميل راتب وهو يحاور يحيى الفخراني، عندما أخبره أن منتجه يتسبب في الإصابة بسرطان الرئة تبعًا لما أكدته وزارة الصحة العالمية، ليكون الحوار بينهما كذلك:
-البحث اللي بتقول عليه ده مش جاي من بلاد برة؟
=طبعًا، من منظمة الصحة العالمية.
-يبقى ما يركبش معانا.
=ما يركبش!
-صحة هنا غير صحة هناك.
=يعني إيه!
-إحنا فراعنة وربنا ادانا قوة وصحة ما ادهاش لأي ناس في العالم كله.
=يا سلام!
-في حد في الدنيا بنى هرم؟
=لا.
-إحنا بنينا تلاتة بقوة صحتنا.

ويتواجد مشهد آخر من مشاهد هذا الفيلم، التي قامت على وضع مبررات مقنعة لكل ما يقوم به سليم البهظ، جميل راتب، من فساد، موجهًا حديثة لدكتور صلاح أبو العزم: يحيى الفخراني:
-أنا عشت حياتي كلها تاجر كيف ابتديتها بالشاي والبن والدخان.
= يعني أصلك قهوجي.
- قهوجي وبار مان وصاحب كباريه، الكيف شهوة والشهوة هي اللي بتشد القرش من جيوب الناس!
= أنت شيطان.
- الناس هما اللي مغفلين وفي شهوتهم غرقانين.
=أنت والغشاشين اللي زيك اللي بيغرقوهم.
- اللي يقف على البر ما يغرقش، إحنا ماضربناش حد على إيده اللي بيحبنا هو اللي بيرمي روحه في حضننا!
= في دي معاك حق.
- زمان كنت بغش الشاي بنشارة خشب وأبيعه في بواكي شكلها حلو مكتوب عليها شاي "أبو الأصول" كسبت والماركة بقالها اسم وسمعت وفجأة النشارة غليت والنجارين اتملعنوا، عبينا الشاي من غير نشاره تعرف حصل إيه؟! اتخرب بيتي وفلست!
= يا سلام.
- الزباين طفشت وقالوا عليا غشيت الشاي.. مش باقولك مغفلين!
= هما مش مغفلين اللي زيك اللي فسدوا ذوقهم، عودتهم على الوحش لغاية ما نسيوا طعم الحلو!

فيلم الكيف هو من إخراج علي عبد الخالق، وأُنتج عام 1985 ميلاديًا.

الزوجة الثانية
إن من المشاهد المميزة في فيلم الزوجة الثانية عندما ذهب صلاح منصور، الذي جسد شخصية العمدة عتمان الثري المستبد، لشكري سرحان، الذي جسد شخصية أبو العلا الفلاح الغلبان، طالبًا يد زوجته للزواج!، وذهب معه حينها شيخ البلد "العطار مبروك"، الذي جسد شخصيته حسن البارودي، وجاء الحوار كالآتي:
-العمدة عايز يناسبك يا أبو العلا.
=يناسبني في مين؟!
-فاطنة مراتك.
وعندما تضطر فاطمة "سعاد حسني" أن تتزوج من العمدة، تُقرر حينها أن تنتقم منه حتى تتخلص من هذه الزيجة؛ فيأتي مشهد آخر عندما أحضرت له الغداء ذات يوم:
-إيه ده كله بط ووز وفراخ وحمام!
=إيه يا عمدة خسارة فيا؟
-لا خسارة ليا.
أُخرج فيلم الزوجة الثانية صلاح أبو سيف، وألفه أحمد رشدي صالح، وتم إنتاجه في عام 1967 م.

الأرض
صُنف فيلم الأرض ضمن أفضل 100 فيلم في السينما المصرية، ولا يمكن أن ننسى هنا مشهد سحل محمد أبو سويلم "محمود المليجي"، عندما رفض التخلي عن أرضه للإقطاعيين في ثلاثينات القرن الحالي، وتحويلها إلى طريق زراعي، فقام الجنود بسحله خلف الحصان فوق أرضه حتى امتلأ وجه وجسده كله بالدماء.

خرج هذا الفيلم للنور في عام 1970 م، للمخرج يوسف شاهين، والمؤلف عبد الرحمن الشرقاوي، وسيناريو وحوار حسن فؤاد، وشارك محمود المليجي، وشادية في بطولة هذا الفيلم مجموعة من الفنانين منهم: عزت العلايلي، ويحيى شاهين، ونجوى إبراهيم، وتوفيق الدقن وغيرهم.

شيء من الخوف

يندرج هذا الفيلم أيضًا ضمن أفضل 100 فيلم في السينما المصرية وهو للمخرج حسين كمال، وتأليف ثروت أباظة، وسيناريو وحوار صبري عزت، ومن بطولة شادية، ومحمود مرسي، ويحيى شاهين، وتم إنتاجه عام 1969 م.

ومن المشاهد التي لا تُنسى في هذا الفيلم مشهد "فؤادة"، التي جسدت دورها شادية، عندما فتحت الهاويس بواسطة إدارة عجلته؛ لترتوي الأرض بالماء بعدما منع "عتريس"، والذي قام بدوره محمود مرسي، ببطشه وظلمه، الماء عن الأرض فجفت، وامتلأت وجوه الفلاحين بالحزن.
وعندما روت "فؤادة" الأرض وعادت لها روحها وفرح الكبار قبل الصغار بها، جاء عتريس وقرر قتل "فؤادة"، وعندما مسك عتريس المسدس وصوبه نحو "فؤادة" فلم يستطع قتلها؛ فهي التي أحبها منذ صغره.