FilFan.com
FilFan.com تاريخ النشر: الثلاثاء، 5 مايو، 2009 | آخر تحديث: الثلاثاء، 5 مايو، 2009
شباب الملحنين في لحظة دعابة تعكس الروح الطيبة التي تسود بينهم

تغطية وحوارات: محمد عاشور
تصوير: ياسمين السماحي


الأحد الثالث من مايو 2009، تذكروا هذا التاريخ جيدا، فهذا اليوم سيذكر تاريخ العمل الفني الموسيقي أنه شهد خطوة جريئة، لم تشهدها الساحة الفنية الموسيقية من قبل، عندما تجمع أكثر من 20 شاعرا وملحنا، في مقر جمعية "المؤلفين والملحنين"، للمطالبة بتغير بعض الأوضاع القائمة في الجمعية، لتحسين صناعة الموسيقى ليس في مصر فقط، ولكن في الوطن العربي كله.

المشهد كان أشبه بثورة تدعو للتغير للأفضل، على يد مجموعة هي الأشهر والأكبر في صناعة الموسيقى في مصر والعالم العربي ضمت: بهاء الدين محمد وأيمن بهجت قمر عمرو مصطفى ووليد سعد وفوزي إبراهيم ومحمد يحيى ورامي جمال ونادر عبد الله ومحمد عاطف وتامر علي ونادر نور وهاني الصغير وعوض بدوي وناصر الجيل ووليد شراقي وخالد حماد ومحمود طلعت وعمرو إسماعيل وبحضور الأستاذ عمر بطيشة رئيس مجلس إدارة جمعية المؤلفين والملحنين.

جلست هذه المجموعة لأكثر من ساعتين، أعرب خلالهم الحضور عن استيائهم من الأوضاع التي وصلت إليها الجمعية في العديد من الأمور، والناتجة عن عدم متابعة الجمعية لكل المستجدات على الساحة، ولعدم مواكبة التطور التكنولوجي الكبير الذي وصلت له صناعة الموسيقى.

بالإضافة لمشاكل المادية التي تتعلق بتحصيل نسبة الفنانين عن حقوق الأداء العلني والطبع الميكانيكي، التي لا تقارن بما يتقاضاه المبدعين في الخارج أو حتى ما يتقاضه الفنان عن أغنية ينفذها لمطرب خارج مصر، ومشاكل أخرى ناتجة عن تسريب هذه الأعمال على شبكات الإنترنت، أو تحويلها لنغمات للمحمول دون الرجوع لصانعيها وأخذ موافقتهم.

أمور كثيرة تم مناقشتها في الاجتماع الذي حضره مراسل موقع FilFan.com بعدها تم إجراء حوارات مع معظم الفنانين الذين حضروا الاجتماع، لسماع وجهة نظر كل منهم حول الموضوع، وإن كان الهدف من هذه الوقفة الإطاحة بالمجلس الحالي، أم مجرد لفت انتباه أعضائه لهذه المشاكل للعمل على حلها؟ فكانت لنا هذه اللقاءات:

قال الملحن محمد يحيى لموقع FilFan.com: المشكلة قائمة منذ وقت طويل، ولا نعرف أين حقوقنا ومن أين نحصل عليها، وجاء تجمعنا اليوم لنعرف مصادر حقوقنا المادية، وكيفية حل مشاكل أخرى مثل الأغاني التي يتم سرقتها وتسريبها على المواقع الإلكترونية، والنغمات "الرينج تون"، وتم تحديد الأحد الموافق 10 مايو 2009، لعقد اجتماع يضم مجلس إدارة الجمعية مع ممثلي الشعراء والملحنين بهاء الدين محمد وأيمن بهجت قمر (عن الشعراء) وعمرو مصطفى ووليد سعد (عن الملحنين) وخالد حماد (عن المؤلفين الموسيقيين)، وسننتظر نتيجة هذا الاجتماع لنحدد الخطوة التالية.

وقال الملحن رامي جمال: قدمنا اليوم معظم المطالب للقائمين على الجمعية، ووعدونا بتشكيل لجنة للنظر في هذه المطالب، ونأمل في التوصل لحل خلال هذه المفاوضات، لأنه من الطبيعي، كما هو الحال في الخارج، أن تأخذ جزء من أجرك على الأغنية من تحت حساب الأغنية، وبعدها تبدأ الجمعية في تحصيل نسبة الفنان عن حق الأداء العلني، ولكن هذا النظام غير معمول به في مصر.

وأضاف: أنا شخصيا قدمت 120 أغنية حتى الآن، حصلت عنها على 3000 جنيه فقط على مدار عامين، أما في الخارج من الممكن أن يحصل الشخص على 500 ألف يورو عن أغنية واحدة، كما أن هناك فجوة زمنية وثقافية كبيرة بين القائمين على الجمعية وبين الجيل الحالي من الفنانين، فهم ليسوا على معرفة بشبكة الإنترنيت، ولا علاقة لهم بالتقنيات التكنولوجية الحديثة في صناعة الموسيقى.

ومن جانبه قال الشاعر محمد عاطف موضحا: نحن لا نطالب بإقالة القائمين على الجمعية، بالعكس فهم مفيدين لنا، لخبرتهم في هذا المجال منذ سنوات كثيرة، لكن المشكلة تتلخص في عدم وصول جميع مستحقات الشعراء والملحنين وهى مسئولية الجمعية، بالإضافة إلى أنه يجب أن تضم الجمعية مجموعة من الجيل الجديد، لدرايتهم بالتطور التكنولوجي والتقني على الساحة وكيفية التعامل معه.

ففي الماضي كان عرض الأعمال الفنية مقصور على عدد محدود من القنوات، وعدد آخر من الإذاعات، ولكن حاليا الساحة امتلأت بالقنوات والإذاعات التي تعرض أعمالنا دون الرجوع لنا، بالإضافة إلى ما يستجد من وسائل اتصال حديثة مثل التليفونات المحمولة التي تستعمل أعمالنا كنغمات، دون الرجوع لصانعيها مما يعني ضياع حقوقنا، فللأسف مستحقات شاعر أو ملحن في الخارج عن أغنية واحدة يساوي أكثر من مستحقات شاعر أو ملحن في مصر عن مجمل أعماله طوال العام، وفي حالة الاستقرار على صيغة معينة ستكون استفادة لكل المبدعين في مصر في الجيل الحالي والأجيال المقبلة أيضا.

وقال الملحن تامر علي: توجد العديد النقاط التي يجب أن تتضح، منها معرفة كيفية تحصيل حقوق المبدع، وسبب الاختلاف الواضح بين إدارة الجمعية في مصر والجمعيات الأخرى، وعلى هذا الأساس تم تفويض مجموعة منا لفهم طبيعة التحصيل، بالإضافة لمناقشة تطوير الجمعية، واستحداث طرق جديدة لعملية التطوير.


لقاء الملحن محمد يحيى والملحن رامي جمال والملحن تامر علي والشاعر محمد عاطف




وأشار الملحن نادر نور إلى أن الهدف من الاجتماع هو مواجهة وتغير السلبيات داخل الجمعية، التي تساهم بشكل كبير في إعاقة المبدعين، ومنها الأخطاء الموجودة في أسماء الأعضاء، وما يترتب عليها من ضياع للحقوق، وبعض المشاكل الحديثة مثل "الرينج تون" والإنترنت، وكيفية الحصول على مقابل من انتشار أعمالنا عبر هذه الوسائل، لهذا فوضنا المجموعة التي ستتولى التفاوض مع الجمعية.


وقال الموسيقار عمرو إسماعيل إن الغرض من الاجتماع، تحديد مشاكل جيلنا من المبدعين، ومعرفة أسبابها، هل هى نتيجة قلة خبرة؟ أم تقصير من الجمعية؟ ونحن هنا كممثلين عن الشعراء والموسيقيين نحاول حل المشكلة القائمة مع السينما، وهي عدم حصولنا على حقوق العرض السينمائي، بالإضافة لأغاني الأفلام التي تستخدم في "الرينج تون" دون الرجوع إلينا.

أما الملحن الكبير صلاح فايز -الأمين العام للجمعية- فأوضح أن الهدف اليوم من الاجتماع هو توضيح بعض الأمور لبعض أعضاء الجمعية من الشباب الجديد، وتكلمنا في موضوع التحصيل والفضائيات، وحددنا يوم الأحد لتوضيح الأمور بتفاصيل أكثر للمجموعة التي تم اختيارها وبحضور أمين الصندوق عزت الجنيدي وأعضاء مجلس الإدارة، ومن المؤكد أن الموضوع لن يحل بين يوم وليلة، والعلاقة بين الجمعية وبين أعضائها حميمة، وفتحنا باب الترشيح لعضوية الجمعية، وأنا أرحب بالشباب للانضمام للجمعية لتجديد دماء الإدارة.

لقاء الملحن نادر نور والمؤلف الموسيقي عمرو إسماعيل والملحن الكبير صلاح فايز




وقال الشاعر أيمن بهجت قمر أحد أعضاء اللجنة الخماسية التي ستجتمع مع إدارة الجمعية: هناك مشاكل كثيرة جدا داخل الجمعية، ويرجع التأخر في مناقشتها طوال الفترة الماضية لانشغال معظم الفنانين، لكنهم قرروا التفرغ مؤقتا لتحسين هذه الأوضاع وحل مشكلاتهم.

وأشاد قمر بدور الملحن والمطرب عمرو مصطفى في توضيح العديد من الأمور حول قانون الملكية الفكرية، ودور جمعيات المؤلفين والملحنين في العالم، في تحصيل حقوق المبدعين في هذا المجال من كافة أنحاء العالم.

وأكد على الاجتماع كان مثمرا، خاصة بعد اقتناع أعضاء المجلس بالأفكار التي تم تقديمها، وتحدد موعدا للجلوس مع المكتب الفني للجمعية، وليس له علاقة بمجلس إدارة الجمعية للبحث في هذه الأمور وكيفية حلها، وفي حالة عدم استجابة المكتب الفني لهذه المطالب، سنتقدم بطلب لمجلس الإدارة بحل المكتب لتشكيل مكتب فني جديد.

ووجه عمرو مصطفى نداء لكل شاعر وملحن يبدأ حياته الفنية أن يعرف أولا حقوقه وواجباته، قبل أن يوقع على أي تنازل، قد يتسبب فيما بعد في ضياع حقوقه، وأن أي تنازلات يجب أن تتم بمعرفة جمعية المؤلفين والملحنين لكي يضمن بها حقوقه المادية التي هي أضعاف مضاعفة من المبلغ الذي يتقاضاه في البداية، وهذا بموجب القانون رقم 82 لسنة 2002 الذي يجب على جميع من ينتمون للوسط معرفته.

كما أشار مصطفى إلى إمكانية حصول الدولة، من خلال الأعمال الفنية، على ما لا يقل عن 300 مليون جنيه سنويا، في حالة تعاون شركة الاتصالات المصرية مع جمعية المؤلفين والملحنين، نظير نسبة من تحصيل هذه الحقوق وحصول الفنانين على حقوقهم، سواء من تحميل الأغاني على الهواتف المحمولة أو مواقع الإنترنت، وهذا ما سبق وقامت به الحكومة التركية في تجربة أثمرت بنجاح كبير.

لقاء الشاعر أيمن بهجت قمر والملحن والمطرب عمرو مصطفى



وفي حوار مع الموسيقار محمود طلعت أكد أنه تم مناقشة أكثر من مشكلة خاصة الموسيقى التصويرية في مصر خلال الاجتماع، بالإضافة لمعرفة ما تم في القضية المنظورة في المحاكم منذ 50 سنة، والتي تنتظر الحكم فيها بعد ثلاثة أشهر، حول نسبة الموسيقيين من العرض السينمائي، وإذا تم الحكم فيها بأثر رجعي سيكون هناك مبلغ كبير بالمليارات، كما تم مناقشة النسبة التي تدفعها الفضائيات للجمعية وهى نسبة هزيلة جدا، لكن أكثر ما أسعدني هو التحالف الكبير الذي يجمعنا حاليا، والذي سيكون له تأثير كبير في تحسين الأوضاع الراهنة.

لقاء المؤلف الموسيقي محمود طلعت




من المعروف أن جمعيات المؤلفين والملحنين في جميع أنحاء العالم هي جمعيات أهلية، الهدف منها الحفاظ على حقوق المبدعين في المجال الموسيقي، ومنها تحصيل حقوقهم المادية عن حقوق الأداء العلني والطبع الميكانيكي من كافة الدول حول العالم، بالتنسيق مع الجمعية الأم في فرنسا "ساسم"، التي تتولى التحصيل من جميع الدول، وإرسال مستحقات كل فرد للجمعية التابع لها في بلده.

وكان موقع FilFan.com قد أثار هذه القضية من قبل في لقاء مع الشاعر والملحن محمد رفاعي، الذي أوضح دور الجمعية الأساسي، والمساوئ الحالية فيها، وكيفية حلها، ولكن من الواضح أن هذه الأمور لم تحل.

هل ستنجح الجمعية في حل مشاكلها والحفاظ على مستحقات مبدعيها؟ أم ستدفعهم للاستغناء عن عضويتها واللحاق بمحمد رفاعي في عضوية الجمعية الفرنسية؟ هذا ما ستكشف عنه الأيام القليلة المقبلة.