FilFan.com
FilFan.com تاريخ النشر: الثلاثاء، 5 مايو، 2009 | آخر تحديث: الثلاثاء، 5 مايو، 2009
أسرة المسلسل أثناء المؤتمر الصحفي

كتابة: محمد الأمير
حوارات: رشا سلامة
تغطية وتصوير: محمد ممدوح


"الهروب من الغرب" هو الحل الذي يقدمه المؤلف محمد الغيطي والمخرج خيري بشارة لمشكلة العولمة التي جعلت العرب والمسلمين يعانون العنصرية وفقا لرؤيتهم حتى في بلاد النور فرنسا.

الغيطي وبشارة استعانا بفريق من النجوم يعكس في قالبه العولمة بصورتها الحقيقية من مزج بين الشعوب لتسقط الحواجز التي يعرضها المسلسل لأبطاله العرب اللذين يعانون التفرقة العنصرية في فرنسا بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر وانهيار برجي مركز التجارة العالمي.

فبشارة استقدم إلى جانب أبطاله المصريين أمثال توفيق عبد الحميد وأحمد راتب وأميرة فتحي وفادية عبد الغني، النجة اللبنانية كارمن لوبس من شرق العالم العربي ومن غربه المغنية المغربية سناء موزيان، مع فتح الباب للوجوه الصاعدة مثل نوال سمير ومحمد سليمان.

أطلقت شركة صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات وشركة "تي.في. موفي" المشاركتان في انتاج المسلسل مؤتمرا صحفيا احتفالا ببدء تصويره في فندق بيراميزا القاهرة، والذي حضره إبراهيم العقباوي رئيس صوت القاهرة.

ويبدو أن الانتاج قرر ألا يبخل على العمل بأي شيء، ولأنه يدرك أنه بصدد عمل عالمي، فقد قررت الشركتان ترجمة المسلسل إلى اللغتين الفرنسية والإنجليزية، ليتم تسويقه بين الدول الغربية، التي يطلق الغيطي دعوة للهرب منها.

صدمة لكي نستيقظ

فسر الغيطي دعوته في حديثه لـFilFan.com بأنه يريد تصدير صدمة إلى مشاهديه قائلا "لدي مجموعة موضوعات شائكة أتمنى أن تصدم المشاهد حتى يستيقظ، فالمسلمين والعرب كلهم الآن في وضع سيىء، والعالم من حولنا لديه فوبيا من الإسلام، وأي شخص إسمه محمد يتعرض لمشكلة في المطار وقدعشت هذه التجربة بالفعل".

فكرة المسلسل الذي من المقرر عرضه في شهر رمضان المقبل راودت ذهن الغيطي للمرة الأولى في 2001، لكنه أوضح "انتظرت حتى تتبلور نتائج حادث 11 سبتمبر وبدأت بجمع مادة المسلسل، ووجدت أن الآن هو الوقت المناسب لإخراجه، لأننا أصبحنا في هذا العالم مفعول به".

أدرك الغيطي صعوبة مهمته والتي قد تتطلب موازنة ضخمة خاصة مع احتياج المسلسل لتصوير الكثير من مشاهده في الخارج، لذل لجأ للانتاج المشترك، والذي لم ير فيه عيبا.

بشارة قال في تصريح خاص لموقع FilFan.com إنه لم يأخذ الكثير من الوقت للانضمام للغيطي في توجيه دعوته، مضيفا "أعرف الغيطي وطريقة تفكيره، خاصة بعدما جمعتنا سابقا تجربتنا في مسلسل "ملح الأرض" للفنان محمد صبحي، وفعلا بعدقراءة متأنية للمسلسل اكتشفت أننا نسير على موجة واحدة".

وبعدما اتفق هوى الغيطي وبشارة جاءت مرحلة اختيار الجنود الذين سيوصلوا الرسالة، وراعى بشارة وفقا لتصريحه أن يكونوا عامل جذب للجمهور لإيصال الرسالة لأكبر قدر، إلا أن ذلك لم يمنعهما من فتح الباب للكثير من الوجوه الصاعدة من ضمنها ميار ابنة الغيطي.

نجوم الشرق والغرب

النجمة المغربية سناء موزيان قالت لموقع FilFan.com "سعدت بترشيح الغيطي لي لأجسد شخصية عهود الفتاة المغربية التي تعيش مع والدها في فرنسا، وسعادتي متزايدة لأني كنت دائما أتمنى تقديم عمل من تأليف الغيطي".

أوضحت سناء سببا آخر لسعادتها بقولها "الشخصية ستتيح لي تقديم كافة مواهبي الفنية من غناء ورقص وتمثيل، إذ أقدم عشر أغنيات ما بين اللهجة المصرية والمغربية واللغة الفرنسية، إلا أنها كلها أغنيات درامية، تخدم الأحداث، إذ أن عهود تغني في مطعم والدها في فرنسا".

أما توفيق عبد الحميد بطل المسلسل فقال في تصريح لموقع FilFan.com إن مهمته ستكون ثنائية، إذ يقدم عبد الحميد شخصيتين للتؤام كمال وجمال، واللتان يعكس خلالهما حالتين مختلفتين.

ويضيف عبد الحميد "كمال يسافر إلى فرنسا ويعمل هناك محاسبا إلى أن يفصل من عمله، فيما يعيش شقيقه في الأقصر الذي يعاني مرضه".

وأوضح عبد الحميد إيمانه بشخصيتيه وبالمسلسل بقوله "العمل يؤكد أن الغرب ليس دائماً هو الجنة الموعودة وأن المستقبل العظيم الذي يبحث عنه كثير من شبابنا لا يوجد في الخارج بالشكل الذي يتخيلوه".

وتابع عبد الحميد "كما نناقش الفكرة الخاطئة التي روجها الغرب عن العرب وهو أننا همجيين ومتخلفين وجهلاء ومقامرين، وحتى لو كنا أصحاب قضية نصبح إرهابيين، والحقيقة نحن لم ننتبه إلى أن هذه الصورة خطر علينا وينبغى أن نصحح صورتنا لأننا شعوب لها حضارة وليس معنى أن البعض منا وهم قلة بهذه الصورة أن نتركهم ليعمموها علينا".

قرار تقديم شخصيتين وإن كان فيه جهد مضاعف لعبد الحميد في المسلسل، إلا أنه أوضح أنه قد يكون له عامل إيجابي، إذ أنه قرر تقديم عمل واحد فقط سنويا، بسبب انشغالاته الدائمة، خاصة بعد توليه رئاسة المسرح القومي، متمنيا أن تكون أعماله تطبيقا لمبدأ ما قل ودل.

الفنان أحمد راتب كشف في حديثه لموقع FilFan.com جانبا آخر من الصراع الذي يقدمه المسلسل بقوله "يبحث المسلسل العلاقة بين المصريين والعرب سواء مسلمين أو مسيحيين في فرنسا وبين حاملي الجنسية الفرنسية منهم، وكيف تتم معاملتهم رغم ذلك كمواطنين من الدرجة الثانية".

وتابع رابت الذي يقدم شخصية علوي الطاغية الذي يتسبب في إيذاء كل من حوله "يتعرض المسلسل كذلك لحياة المسيحي الشرقي والمسيحي الغربي، ولأزمة الفتيات المحجبات في فرنسا، وحالات الفساد الموجودة في مصر وبعض القضايا الشائكة الأخرى".

رغم كم المشكلات والقضايا التي يتناولها المسلسل، إلا أن النجمة اللبنانية كارمن لوبس قالت في تصريح لموقع FilFan.com إن الغيطي نجح ببراعة في مهمته، مضيفة "الغيطي رصد ببراعة حال العرب المقيمين فى فرنسا بعد 11 سبتمبر، ما بين تمسك بعضهم بجذورهم العربية، وعدم قدرتهم على التأقلم مع المجتمع الغربي وهو ما يسبب لهم أزمة مع أنفسهم ومع من حولهم أيضاً".

ولعل الشخصية التي تقدمها كارمن هي إحدى الأسباب التي تسبب أزمة نفسية لأحد أبطال العمل، إذ أنها تقدم دور سيدة فرنسية تأتي إلى مصر مع والدها عالم الآثار وتتعلم خلال فترة إقامتها اللهجة المصرية، إلى أن تقع في حب كمال الصعيدي فتتزوجه وتهرب معه إلى فرنسا.

أزمات شابة

ويجسد الممثل الشاب محمد سليمان شخصية أخرى من اللذين يهاجرون ليجدوا أنفسهم في مأزق الغربة في الغرب، وقال سليمان في تصريح خاص لموقع FilFan.com "المسلسل يعرض قصص كثير من المهاجرين إلى أوروبا منذ سنوات كثيرة ويرغبون في العودة من الغرب إلى أوطانهم بعدما اكتشفوا أن ما يبحثون عنه هناك وهم كبير خاصة بعد أحداث 11 سبتمبر الذي هدم فكرة العولمة من أساسها".

ويقدم سليمان شخصية المصري حسن المهاجر إلى فرنسا، وأضاف سليمان أن الشخصية لم تحتج منه للكثير من الدراسة، قائلا "تجربتي في الإقامة بالخارج شاهدت خلالها أحداث عنصرية كثيرة، منها ما كان واضح، ومنها ما كان مستتر، لذلك فشخصية حسن ليست غريبة علي".

أزمة أخرى تعيشها شخصية "جاسمين" التي تقدمها ميار الغيطي، والتي قالت عنها لموقع FilFan.com "تعاني جاسمين من التفكك الأسري بسبب اختلاف الأديان وصراع الثقافات بين والدها ووالدتها فيؤثر، هذا بالسلب عليها فتضر نفسها ومن حولها".

وتوضح ميار مشكلة جاسمين الحقيقية بقولها "في البداية تكون مغرمة بالغرب الذي تنتمي إليه بحكم إقامتها، ثم تقع في غرام الشرق الذي تمثله أصول والدها الصعيدي كمال، بعد أن تجد أنه أصلها الحقيقي الذي احتواها بثقافته وعاداته وقت أزمتها".

أزمة جاسمين هي فقط ما يقلق ميار، أما مسألة كونها ابنة كاتب المسلسل، والتي أثارها عدد من الصحفيين اللذين حضروا المؤتمر الصحفي، فلم تؤرقها أو تؤرق والدها، خاصة مع تولي عبد الحميد وراتب وبشارة مهمة الدفاع عن موهبتها، مؤكدين أنه لا عيب في مساعدة أحد أفراد الوسط الفني لإبنه أو إبنته بفتح الباب أمامه في العمل، لأن الاستمرار فيما بعد يعتمد على مجهوده وموهبته فقط.

الكم الضخم من الأزمات، والمشكلات، والتصوير الذي سيكون ما بين فرنسا والأقصر، وفريق العمل الكبير، عوامل تسببت في رفع ميزانية المسلسل إلى 12 مليون جنيه وفقا لإبراهيم العقباوي رئيس شركة صوت القاهرة، إلا أنه أبدى ثقته في أحقية العمل بهذا المبلغ.

وأكد العقباوي لموقع FilFan.com أن شركة صوت القاهرة لم يكن لديها أي مشكلة كقطاع عام في تقديم أعمال سياسية تناقش قضايا حساسة لها علاقة بالسياسة حتى الداخلية "لأننا نعيش في عصر لا يمكن فيه لأحد أن يخفي معلومة وإلا أصبح نغمة نشاذ عن السائد وحجب المعلومات وتغيير الواقع أبداً لم الحل الصحيح لقضايانا".

شاهد المؤتمر الخاص بالمسلسل ولقاءات مع أبطاله