واحد من الأفلام القصيرة التي لفتت الانتباه في الدورة الثالثة من مهرجان الجونة السينمائي، فيلم "أمي" للمخرج اللبناني وسيم جعجع.
تدور قصة الفيلم حول الطفل "إلياس" البالغ من العمر 9 سنوات والمتردد على الكنيسة بانتظام، الذي يتأثر إيمانه بعد وفاة والدته ويبتكر خطة لاسترجاعها.
التقى FilFan بالمخرج وسيم جعجع وكان لنا هذا الحوار معه.
لماذا اخترت هذه القصة بالتحديد رغم ما بها من موضوعات شائكة؟
لأنها قصة شخصية، والدتي توفيت وأنا في عمر 4 سنوات وعشت كل حياتي مع هذه الفكرة، عندما نخسر شخصًا مهمًا في حياتنا نشعر بالغضب تجاه العالم، وأنا تربى معي هذا الغضب لوقت طويل في حياتي، وقدمت هذا الفيلم كانعكاس لما عشته طوال 20 عاما من حياتي.
في الفيلم ترجم الطفل حالة غضبه بشكل خاص، أنت في حياتك كيف أخرجت غضبك؟
كان لدي صورة بشعة عن الدين، الدين موجود لخدمة الإنسان يجعله لديه حب وتسامح، لكن طريقة استعمال البعض للدين خاطئة.
كيف اخترت الطفل بطل الفيلم الذي أدى الشخصية بشكل رائع؟
بحثت عن طفل لديه قصة خاصة، ووجدت طفل يعيش مع والدته في دير راهبات، عمره 9 سنوات عندما التقيت به رأيت لمعة حزن في عيونه وهو يحكي عن قصته، شعرت أن هذا الطفل الذي أريده، بعدما كنت رأيت 300 طفل.
كيف تعاملت معه في التصوير؟
تدريبه لم يكن سهلا لأنه ليس ممثلا، استمرينا في التدريب لمدة شهر كنت أذهب له يوميا إلى الدير، وبعدها كنت أخذه إلى موقع التصوير وبدأنا تصوير الفيلم بالتليفون ثم بعد ذلك بالكاميرا.
هل والدته اعترضت على مشاركته في هذا الفيلم خاصة أنها تعيش في دير راهبات؟
والدته لم تعترض، الناس المجروحين من الحياة لا يوجد لديهم مشكلة من طرح هذه الموضوعات، لأنهم يشعرون بها.
لم تخف من انتقادات وهجوم قد يطالك بسبب فكرة الفيلم؟
أعرف أن ردود الفعل ستكون صعبة وقاسية، لكن أنا أخذت قرار أن أقدم سينما، وعليه يجب أن أقدم القصص مثلما يجب أن تُطرح حتى إذا كنا سندفع الثمن، وأنا في هذا الفيلم أطرح موضوعات للنقاش مع أشخاص يتقبلون فكرة التغيير والمناقشة والتحاور.
ما الصعوبات التي واجهتك لإنتاج الفيلم؟
كثير من الصعوبات واجهتني، ولكن نحمد الله أصبح هناك جهات تدعم هذه النوعية من الأفلام المستقلة التي تحكي مواضيع قاسية، وحصلت على دعم من قبل الوزارة في لبنان، لكن كان أمرًا صعبًا لأحصل على المال الكافي لإنتاج الفيلم، والشكر لفريق العمل الذي لم يتقاض أي شيء.
متى اتخذت قرارك بتقديم هذا الفيلم؟
منذ عام ونصف، والتصوير استمر لمدة 9 أيام وهي فترة طويلة ولكن بسبب الطفل ومزاجه أحيانا يشعر بالتعب ولا يفضل التصوير.
كيف رأيت مشاركتك في مهرجان الدورة الثالثة الجونة السينمائي؟
عندما قدمت الفيلم لمهرجان الجونة كنت اتوقع أنه لن يقبل بسبب موضوعه، وفوجئت بردة فعل الجمهور والصحافة، شعرت بالسعادة بما قيل عن الفيلم، وسعيد بعرضه في مهرجان عربي لأن قصته موجهة للوطن العربي.
هل من الممكن أن تشارك في "منصة الجونة" في الدورات المقبلة؟
أكيد أنا لن اتوقف عن تقديم أفلام أنا سعيد بكل اللقاءات التي قمت بها، والآن أحضر لأول فيلم طويل لي وأتمنى التوفيق.
هل سيشارك الفيلم في مهرجانات أخرى؟
نعم بعد الجونة سأسافر إلى بلجيكيا ثم بعدها إلى فرنسا ثم برلين.
في رأيك كيف يمكن التسويق للأفلام القصيرة؟
عبر الإنترنت بعد فترة سيكون متاحا عبر المنصات الإلكترونية، ولكن أتمنى في يوم ما أن تعرض دور العرض السينمائية الأفلام القصيرة قبل الأفلام الطويلة.
في رأيك لماذا لا يتواجد الفيلم اللبناني في السوق المصري؟
هناك مشكلة في التوزيع، وأحيانا لا يتقبل المجتمع بعض الأفلام خاصة التي لديها مشكلات في لبنان، أتمنى أن يتغير الوضع لأننا لا يمكننا الاعتماد على السوق اللبناني لنحصل على مردود لإنتاجنا، أتمنى أفلامي تصل إلى السوق والجمهور المصري لأني تربيت على الأفلام والمسلسلات المصرية وتعلمت الجرأة منها.
اقرأ أيضا:
حوار FilFan- مخرج "هذه ليلتي": ناهد السباعي وافقت على الفيلم في نصف ساعة
بطل "حلم نورا": سعدت بمشاركة هند صبري وأتمنى العمل في مصر