بعد 20 عاما من التحضيرات والتجهيزات، خرج فيلم "الفارس والأميرة" أول فيلم رسوم متحركة مصري إلى النور، ليكون عرضه الأول عربيا وعالميا في الدورة الثالثة من مهرجان الجونة السينمائي.
اقرأ أيضا: الفارس والأميرة ... بعد 20 سنة هذه هي النتيجة
التقى FilFan.com بمنتج الفيلم عباس أبو العباس والمؤلف الموسيقي هيثم الخميسي، وكان لنا هذا الحوار عن مراحل إنتاج الفيلم والتحديات التي واجهته.
لماذا فكرت في إنتاج فيلم رسوم متحركة رغم أنها صناعة جديدة على الوطن العربي؟
كنت أعيش في أمريكا وأدرس هناك وكان ابني معي ويتأثر كثيرا بالرسوم المتحركة الأمريكية، وقتها فكرت أن آتي إلى مصر لاشتري مسلسلات رسوم متحركة مصرية وعربية حتى يشاهدها ابني، وفوجئت أنه لا يوجد أي مسلسل مصري أو عربي، شعرت بالخوف على أولادنا في المستقبل والتأثير على تفكيرهم، لذا قررت أن أغير نشاطي المهني ودراستي إلى عالم الرسوم المتحركة، وبعد انتهاء فترة الدراسة حضرت إلى مصر عام 1992 وأسست شركة "السحر" وبدأت بمسلسلات كارتون، وكانت الشركة هي مركز تعليمي للرسامين والفنانيين إذ دربنا لمدة عامين عددا كبيرا منهم، والآن أغلب من يعمل في هذا المجال تدربوا معنا.
أنا مهندس كمبيوتر لذا التكنولوجيا لم تكن تحديا بالنسبة لي، وأتابع كل جديد في عالم الجرافيك والأنيميشن، سافرت إلى أكثر من مكان في العالم وكنت اشتري أحدث الأجهزة وأجلبها إلى مصر، وقتها كان الرسامين لا يجيدون استخدامها.
هل فيلم "الفارس والأميرة" أول إنتاج لشركتك؟
لا، بل كانت البداية في المسلسلات، أنتجنا عددا كبيرا من المسلسلات مع التليفزيون المصري وشبكة قنوات art وتقريبا لفترة ما قبل الثورة كنا كل عام ننتج مسلسل رسوم متحركة.
متى بدأ العمل على فيلم "الفارس والأميرة"؟
بدأنا التفكير في إنتاج الفيلم عام 1998، قبل ذلك كنا ننتج مسلسلات خاصة بالتليفزيون المصري، فشعرنا أن نتوسع اكثر ونخرج من نطاق المحلية، ففكرنا في فيلم نخاطب به العالم العربي كله، لذا بحثنا عن قصص تاريخية وعثرنا على قصة "محمد بن قاسم" ووجدنا أنها ليست معروفة بالنسبة للكثيرين، لذا قررنا أن تكون هي القصة التي نقدمها.
وكيف بدأ تنفيذ هذه الفكرة؟
المخرج الراحل محمد حسيب تحدث مع المؤلف بشير الديك عن الأمر، فأخبره الأخير أنه لا يعرف شيئا عن عالم الرسوم المتحركة، وطلب بعض الوقت ليدرس الأمر ويقوم ببحث لمعرفة كل شيء عن هذه النوعية من الأفلام.
هل عرضتم فكرة الفيلم على ممثلين آخرين غير الذين شاركوا به بالفعل؟
حماسنا الكبير للفكرة دفعنا للحلم بأن يشارك فيه نجوم كبار مثل عمر الشريف وفاتن حمامة وأنغام، وفعلا وافق عمر الشريف لكن بسبب أن القصة عن فتى في عمر الـ18 عاما لم يصلح لهذا الدور، ثم بعد ذلك وقع اختيارنا على أفضل ممثلين في مصر قدموا الأدوار بشكل جيد للغاية، نحن لدينا عمل شارك فيه أجيال وأسماء كبيرة، بداية من أمينة رزق وحتى دنيا سمير غانم.
ما سبب تأخر خروج الفيلم للنور لمدة 17 عاما؟
الأفلام مختلفة تماما عن المسلسلات التي كنا نقدمها في تفاصيل كثيرة مثل رسم الكادرات والألوان، بعض الرسامين ممن دربناهم لم يتحملوا متاعب الفيلم، لم يتقبلوا انتقاداتنا وطلبنا بإعادة رسم شخصيات، فقد كان هدفنا التفوق على نفسنا، لذا تأخرنا كثيرا حتى نخرج في أحسن صورة.
بالإضافة إلى الماديات، أنا من أنتجته من بدايته لنهايته، لم يكن هناك من يساعدني، لذا كنت أنتج أعمالا لرمضان وما أكسبه من هذه المسلسلات أصرفه على الفيلم، ولم توافق أي جهة أخرى على المشاركة في هذا العمل خوفا من المغامرة.
لماذا كل العاملين في الفيلم مصريين على الرغم من أن الإنتاج سعودي؟
مصر هي هوليوود العرب وستظل كذلك، نحن نريدها أن تظل في ريادة دائما، أنا درست في لبنان وكان من الممكن أن اعتمد على فنانيين من هناك، لكنني مؤمن بمصر وأن لديها كوادر عظيمة.
هل من الممكن أن تكرر تجربة إنتاج فيلم رسوم متحركة؟
التجربة لا يمكن أن نكررها كتجربة، إذا دخلنا فيلم آخر ستكون تجربة جديدة ومحتلفة، قد لا نعود لقصص تاريخية بل نقدم خيالا يتناسب مع الجيل الجديد، نحن بدأنا الصناعة وأخذنا الخطوة الأولى، والآن لا يوجد عذر لأي شخص في العالم العربي لغنتاج مثل هذه النوعية من الأعمال، هي مسئولية العالم العربي بأكملة في إنتاج أعمال جديدة.
متى يعرض الفيلم في السينمات؟
أنا أريد عرض الفيلم في مصر والخليج في نفس الوقت، لذا انتظر بعض الترتيبات حتى يطرح في وقت واحد، واخترت طرحه الشهر المقبل لأنه لا يستطيع المنافسة في موسم أعياد.
كم كانت تكلفة إنتاج الفيلم؟
لا نستطع تحديد ميزانية الفيلم بشكل محدد، فنحن ننتجه منذ 20 عاما، لم نستطع معرفة التكلفة، وضعنا رقما تقريبيا وهو 3 ملايين دولار من دون حساب تغيير سعر الدولار.
هل سيشارك الفيلم في مهرجانات؟
نعم يشارك في مهرجان "مالمو" للسينما العربية بالسويد في 4 أكتوبر.
غيرت مجال عملك من أجل ابنك الصغير؟ هل شاهد الفيلم وما رأيه به؟
ابني أحب الفيلم كثيرا، بل كان يساعدني في العديد من الأمور، مثلا لفت انتباهي أن "داهر" المجرم كنا رسمنا سيفه صغير الحجم، فقال لي إن السيف يجب أن يكون كبيرا حتى يخيف الجمهور، كما غيرنا في صورة البوستر وطريقة وقفة "محمد ابن القاسم".
اقرأ أيضا:
فيديو- قبل سنوات... دنيا سمير غانم في كواليس "الفارس والأميرة" هل تغير شكلها؟
ممثلون راحلون شاركوا في "الفارس والأميرة"