مازن فوزي
مازن فوزي تاريخ النشر: الأربعاء، 25 سبتمبر، 2019 | آخر تحديث:
وليد مونس

قبل أيام عرض الفيلم اللبناني "1982" للمخرج وليد مونس ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان الجونة السينمائي، وهو العرض الأول عربيا والثاني عالميا بعد عرضه في مهرجان تورونتو حيث فاز بجائزة شبكة الترويج لسينما آسيا والمحيط الهادئ.
الفيلم هو الروائي الطويل الأول لمخرجه بعد عمله كمنتج في العديد من الأفلام الروائية والتسجيلية، بالإضافة إلى صناعته لعدد من الأفلام القصيرة الناجحة، أحداث فيلم "1982" تدور حول "وسام" البالغ من العمر أحد عشر عاما، الذي يحاول البوح لزميلته "جوانا" بمدى حبه لها، في نفس الوقت الذي تتعرض البلاد لهجوم جوي يطل سماء بيروت.

جلسنا مع المخرج لنتحدث عن بداية عمله على الفيلم، مراحل صناعته، الصعوبات التي واجهها، وما الذي حثه على صناعته.
على الرغم من خبرتك الطويلة في صناعة الأفلام، إلا أن هذا الفيلم هو الروائي الطويل الأول لك كمخرج، فلماذا التأخير؟

لأنني كمخرج، أقوم بحكي القصص، ولابد في أول فيلم لي أن أحكي قصة مهمة بالنسبة لي وتعبر عني، وعن تاريخ بلدي.
هل صحيح أن الفيلم مبني عن تجربة شخصية عشتها؟

صحيح هي بالفعل تجربة شخصية بكل ما فيها، وكل التفاصيل مأخوذة من ذاكرتي، فوقت الحرب في لبنان لا ينسى، وأنا أتذكر كل شيء. أتذكر السيارات، أتذكر الباصات، أتذكر توقيت ضرب الطائرات علينا ونحن في المدرسة، كل ذلك حقيقي.
الأمر الشخصي الآخر، هو أنني كنت أشبه شخصية "مجيد" وأكتب رسائل حب للفتيات، وأتذكر كيف كانت أمي توبخني قائلة إنني طفل صغير ولا يجب أن أفعل ذلك. وبخت كثيرا بصراحة.
وهل كانت قصة الحب حقيقية أيضا؟

أجل، كان هناك، لكنها لم تنته نفس النهاية للأسف، فلم تستمر القصة ولم أشاهد الفتاة بعدها.
ربما تشاهد الفيلم وتلتقيان مرة أخرى؟

لا لا، لا أعتقد.
كيف كانت رحلة صناعة الفيلم؟ ما أصعب مرحلة؟

أصعب مرحلة بلا شك كانت مرحلة التمويل، لقد قمت بكتابة الفيلم منذ ثماني سنوات تقريبا، وعلى الرغم من أن سيناريو الفيلم نال إعجاب الكثيرين إلا أنهم كانوا يترددون لإنتاجه، بسبب زمن أحداثه، عام 1982، وطبيعة موضوعه السياسي.
هل تأثرت بهذه الحجج وفكرت في تغير زمن الأحداث أو إجراء أي تعديلات؟

أبدا، بالنسبة لي، محتوى الفيلم بالغ الأهمية ولم أكن لأغيره، فنحن في لبنان لا نتحدث عن الحرب.
فوجئت في أحد الأيام بأن أبناء أخي لا يعلمون أنه كان هنالك حرب من الأساس، لذلك كان مهم بالنسبة لي أن أحكي ما حدث في لبنان، ليس فقط لجيلي بل أيضا لجيل أهلي والجيل الجديد.
بناء الفيلم مركب، فلدينا ثلاث قصص تتلي في وقت واحد تقريبا، قصة الطفلين، والمعلمين، والحرب في الخلفية، فكيف استطعت الموازنة بين كل ذلك؟

كان ذلك شديد الصعوبة والدقة. أهم شيء بالنسبة لي كان رسم الشخصيات، وكيف يتحدثون مع بعضهم البعض. قمت بإعداد تاريخ لكل الشخصيات. صحيح أن أحدث الفيلم في يوم واحد، لكن الحوار بين الشخصيات يجب أن يظهر جزء من تاريخها، ففي رأي، نحن في الحاضر نتحدث دائما عن الماضي.
اعتقد أن ذلك يظهر بشدة في مشهد حوار "ياسمين" مع أم "مجيد"، في المشهد الذي تأتي فيه إلى المدرسة. على الرغم من صغر المشهد، إلا أنه كان مهما أن يظهر مشاعرها وإحساسها كأم. نفس الحال مع كل الشخصيات، مهما كان ظهورهم صغير، لكن يجب أن نفهم دوافعهم وأحاسيسهم.

الفيلم يمثل عودة نادين لبكي للتمثيل بعد غياب سنوات، فكيف اقنعتها وكيف كان التعاون بينكم؟

أنا ونادين أصدقاء من زمن، ولقد قامت قبل سنوات بقراءة السيناريو، وأعجبت به بشدة ووافقت على الفور.

والحق يقال، نادين كانت في غاية الاحترافية، ولم تتدخل في عملي كمخرج على الإطلاق، فهي تدرك إنها موجودة فقط كممثلة.
هل كانت هي اختيارك الأول للعب الدور؟

نعم، نادين ممثلة رائعة، كنت قد شاهدت جميع أفلامها وأعجبت كثيرا بأدائها، وكونها أم، فهي تدرك كيف تتعامل مع الأطفال.
هي أيضا لديها تعبير رائع في عينيها، فأنت تنظر إلى عينيها ويمكنك أن تتخيل حياتها وتاريخ الشخصية التي تلعبها، وهذا كان مهما كثيرا بالنسبة لي.
هذا موجود في أداء كل الممثلين تقريباً، خاصة الأطفال، فكيف تحقق ذلك، خاصة أنهم يلعبون أدوار رئيسية ويمثلون للمرة الأولى؟

هم من الأساس جيدين. قمنا بالعديد من التحضيرات والتدريبات، لمدة شهرين تقريبا، لتجهيزهم على التمثيل والوقوف أمام الكاميرا.
كيف ترى مشاركة الفيلم في مهرجان الجونة؟

تعني الكثير بالنسبة لي، أولا، الفيلم ربح جائزة دعم من المهرجان في العام الماضي، كما أن عرض الفيلم في مهرجان الجونة يأتي بعد فترة قصيرة، من عرضه في مهرجان تورنتو، ومن المهم بالنسبة لي، أن يعرض الفيلم في مهرجان عربي، كما أنني كزائر للمهرجان، استمتع بمشاهدة الأفلام. اختيارات الأفلام رائعة للغاية.
على الرغم من واقعية الفيلم الشديدة، لكنك جنحت إلى الخيال في مشهد النهاية، فلما؟

هل هنالك من هو أفضل من الخيال؟ بالخيال يمكنك أن تستبدل ما حدث بالفعل، يمكنك أن تتحرر من كل شيء، والسينما تمكنني من فعل ذلك، ولذلك أحبها.
اقرأ أيضًا:

أغنية مهرجان الجونة الرسمية متاحة الآن عبر Anghami