في عامه الثالث فقط، صدر مهرجان الجونة السينمائي نفسه، كواحد من أهم المهرجانات السينمائية في مصر والعالم العربي، وجزء كبير لهذا يرجع إلى اختيارات أفلامه، التي تتنوع ما بين، أفلاماً حازت على اهتمام نقدي وجوائز عالمية، من أعرق المهرجانات العالمية مثل كان وفينيسيا وبرلين، أو أفلاماً تمثل تجارب مغايرة سواء لصناعها وبلادها.
كل عام، يبهرنا المهرجان باختياراته، وهذا العام يستكمل ابهارنا، وهنا حاولنا تجميع عدد من الترشيحات، التي يجب ألا يفوتها أي زائر للمهرجان. حاولنا حصر الترشيحات في عدد عشرين فيلماً، متنوعة، بين أفلام روائية ووثائقية، عربية أو أجنبية.
"ستموت في العشرين"(السودان)
الفيلم السوداني السادس في تاريخ السودان، والفيلم الروائي الطويل الأول لصانعه، "أمجد أبو العلاء". الفيلم الذي عرض في مسابقة "أيام فينسيا" في مهرجان فينسيا السينمائي وحصد جائزة "أسد المستقبل" لأفضل عمل طويل أول لصانعه، من لجنة تحكيم يرأسها السينمائي العريق "إمير كوستاريسكا"، ومقتنصاً الجائزة من أفلاماً أخرى، عرضت في المسابقة الرسمية للمهرجان.
كل ذلك يدعى لترقب الفيلم بالإضافة بالطبع، لقصته المثيرة للاهتمام، والتي تدور حول "مزمل" الفتي، الذي ولد ملعوناً بنبوءة، تفيد بموته عند سن العشرين.
الفيلم يعرض في المسابقة الرسمية لمهرجان الجونة، وهو منافس قوي للجوائز الكبرى ومرشح أقوى لنيل جائزة أفضل فيلم عربي.
"آدم"(المغرب)
فيلم آخر يعرض في المسابقة الرسمية ومرشح لجائزة أفضل فيلم عربي، هو الفيلم المغربي "آدم"، للمخرجة، "مريم التوازي".
الفيلم الذي عرض للمرة الأولى في قسم "من نظرة ما" في مهرجان كان، ورشحته المغرب لتمثيلها، في جوائز الأوسكار لأفضل فيلم عالمي، يدور عن عبلة، التي تعيش مع ابنتها وحدهما، تفاجأ بشابة حبلي تتطرق بابهما، طالبة المساعدة.
Parasite "طفيلي"(كوريا الجنوبية)
بالانتقال إلى مهرجان كان، فهذا الفيلم بلا شك، هو جوهرته، فقد حصل على الجائزة الكبرى في المهرجان، وهي جائزة السعفة الذهبية.
الفيلم للمخرج الكوري الشهير، "بونج جون هو"، يدور حول حصول "كي وو"، الأبن الأكبر في عائلة كي تاك، على وظيفة مميزة في منزل عائلة ميسورة.
من يعرف أعمال المخرج جون هو، يدرك أن هذه الفكرة البسيطة ستثمر عن أحداث صادمة، والفيلم نفسه لم يتوقف عن إثارة جدل وإبهار كل من شاهده.
Pain and Glory "ألم ومجد"(أسبانيا)
فيلم آخر عرض في كان، وهو أيضاً لمخرج كبير مثير للجدل، هو المخرج الإسباني "بيدرو ألمودبار".
الفيلم هو تجربة ذاتية للمخرج الكبير، يستعيد فيه لمحات من ماضيه: طفولته، حبه الأول وبداية شغفه بالسينما.
The Truth"الحقيقة"(فرنسا)
هذا الفيلم من أكثر إنتاجات هذا العالم انتظارا لأكثر من سبب: فهو يمثل أول أفلام المخرج الياباني "هيروكازو كوريه ايدا"، بعد فوزه العام الماضي بالسعفة الذهبية عن فيلمه البديه "سارقو المحلات"، كما أنه يمثل التجربة الأولى له خارج حدود بلاده، واختار أن يحكي حكايته في فرنسا، وأن يكون أبطال فيلمه، طاقم تمثيلي من الطراز الرفيع، "كاثرين دينوف"، "جولييت بينوش"، و"إيثان هوك".
Les Misérables"البؤساء"(فرنسا)
فيلم فرنسي آخر في قائمة الترشيحات، وعلى الرغم من أنه العمل الأول لمخرجه، إلا أنه حصل على اهتمام كبير إثر عرضه في المسابقة الرسمية لمهرجان كان، وفاز بجائزة لجنة التحكيم.
الفيلم المستوحى من أحدث حقيقية، يدور حول ثلاث أفراد في فرقة شرطة يجدوا أنفسهم في مأزق خلال واحدة من عمليات اعتقال عصابات الأحياء.
Sorry, We Missed You"عفواُ، لم نجدكم"(بريطانيا)
كين لوتش هو رائد الواقعية في السينما البريطانية، وهنا يعود بعد ثلاثة أعوام منذ فوزه بالسعفة الذهبية عن فيلمه "أنا، دانيال بلاك"، في درما عائلية جديدة، في حكاية عن التكاتف والتضامن، بين زوجين يتجها اتجاهات مختلفة لتلبية مطالب عملهم.
The Invisible Life of Eurídice Gusmão "الحياة الخفية لأورديس جسماو"(البرازيل)
الفيلم الفائز بالجائزة الكبرى في قسم "نظرة ما" لمهرجان كان، ومرشح البرازيل لأوسكار أفضل فيلم عالمي، وتدور أحداثه حول علاقة أختين ببعضهم البعض، وكفاحهم ضد القمع والتصعب في خمسينات البرازيل.
"حلم نورا"(تونس)
فيلم عربي آخر يعرض في المسابقة الرسمية وينافس على النجمة الذهبية للجونة وجائزة أفضل فيلم عربي.
الفيلم هو الأول للمخرجة التونسية، هند بوجمعة، ومن بطولة هند صبري، وتدور أحداثه حول سيدة وأم لثلاثة أطفال، تقع في حب رجل آخر، في الوقت الذي يقضي زوجها فترة عقوبته في السجن، وتزداد الأحداث تعقيدا عندما تقرر الهرب مع حبيبها.
"1982"(لبنان)
الفيلم الذي حصد جائزة قبل عدة أيام في مهرجان تورونتو، هو أيضاً الفيلم الطويل الأول لمخرجه اللبناني، "وليد مؤنس"، وتدور أحداثه خلال فترة الحرب الأهلية في لبنان، حول طفل، يقرر البوح بمشاعر حبه لزميلته في الفصل.
الفيلم أيضاً يمثل عودة المخرجة "نادين لبكي" للتمثيل، بعد ابتعادها عنه لسنوات، للتركيز في الإخراج.
Lara "لارا"(ألمانيا)
الفيلم الألماني الذي عرض في مهرجان لوركانو، تدور أحداثه خلال يوم عيد ميلاد "لارا"، والذي يوافق إحياء أول حفل موسيقي لابنها عازف البيانو، لكن وعلى الرغم من أنها من شكلت وجدانه الموسيقى، فهي غير مرحب بها لحضور الحفل.
فاز الفيلم بعدة جوائز، في مهرجان كارلوفى فارى السينمائي، منها جائزة لجنة التحكيم الخاصة، وجائزة موهبة السينما الألمانية الجديدة لأفضل مخرج.
Corpus Christi "عيد القربان"(بولندا)
فيلم آخر عرض في مسابقة أيام فينسيا ضمن مهرجان فينسيا السينمائي، وكان هو ترشيح بولندا لتمثيلها في جوائز الأوسكار.
الفيلم يدور حول دانيل، المتهم بالقتل من الدرجة الثانية، الذي يمر بصحوة روحانية، تقوده لأن يصبح كاهن فور إطلاق سراحه، لكن خلفيته الإجرامية تحول دون ذلك.
A Song without a Name "أغنية بلا عنوان"(بيرو)
الفيلم الذي يذكرنا بفيلم "روما" لألفونسو كوراون، فهو أيضاً مصور بالأبيض والأسود، ويدور حول أم تخطف منها ابنتها داخل عيادة صحية وهمية، ويتابع الفيلم رحلة بحثها عن ابنتها.
They Say Nothing Stays the Same "يقولون لا شيء يبقى على حاله"(اليابان)
الفيلم الياباني، يدور حول رجل لديه قارب، ينقل القرويين إلى الجانب الآخر من النهر، يلتقي بطفلة، بلا عائلة أو مكان تذهب إليه، ويقرر أن تبقى معه.
من الأسباب الإضافية المحمسة لمشاهدة الفيلم، غير قصته، أنه مصور بعدسة، مدير التصوير الشهير "كرستوفر دويل"، صاحب الصورة الشعرية الغنية بالألوان، لأفلام مثل "في مزاج الحب" و"تشانكينج اكسبريس".
Cunningham "كانينجهام"(فرنسا)
والآن ننتقل لأول ترشيحاتنا للأفلام الوثائقية، وهو فيلم فرنسي، ثلاثي الأبعاد، ذو طابع شعري، عن مصمم الرقصات الاستثنائي، ميرسي كانينجهام، حيث يدمج بين فلسلفته الحياتية وقصصه الشخصية، من خلال إعادة خلق أعماله الخالدة والصور الأرشيفية الخاصة به والمقابلات الحصرية مع معاصريه.
Kabul, City in the Wind "كابل، مدينة في الريح"(أفغانستان)
تصوير حميمي للحياة اليومية في كابل، خلال فترات الصمت، الفاصلة بين التفجيرات الانتحارية، والتي تؤثر علي حياة عباس سائق الباص، والطفليين المنفصلين عن أبيهما قسراً بسبب تركه للبلاد خوفاً على حياته.
Untouchable "محصن"(بريطانيا)
يحكي الفيلم قصة صعود وسقوط، منتج الأفلام، "هارفي وينستين"، وكيف استحوذ على سلطته ونفوذه، وكيف استغلها لطلب خدمات جنسية من النساء، لمدة تقرب من الثلاثين عاماً، دون أن يكشف أو يحاكم.
"أرواح صغيرة"(الأردن)
يصور الفيلم حياة مروة، خلال أربع سنوات، يراقب خلالها تحولها من طفلة إلى شابة مراهقة، في ظل عيشيها في مخيم للاجئين في الأردن.
"لما بنتولد"(مصر)
الفيلم المصري الروائي الحي الوحيد، الذي سيعرض في المهرجان، وهو فيلم مرتقب لعدد أسباب، فهو التجربة الروائية الطويلة الأولي لمخرجه "تامر عزت"، والذي عرف بتجاربه التسجيلية، ويمثل أول تجربة تمثيلية للمطرب "أمير عيد"، ومن كتابة السيناريست الراحلة " نادين شمس"، التي وعلى الرغم من صغر مسيرتها الفنية التي انتهت فجأة بسبب وفاتها، إلا إنها كانت من أبرز كتاب السيناريو وأكثرهم وعوداً في هذا الجيل، فقد شاركت في كتابة أعمال مميزة، مثل "موجة حارة".
الفيلم يدور في إطار درامي موسيقي، حول حياة ثلاث شخصيات رئيسية، أحلامهم، طموحاتهم، آلامهم، وعلاقتهم بالموسيقى.
"الفارس والأميرة"(مصر)
أول فيلم تحريك مصري طويل، وهو من كتابة وإخراج "بشير الديك".
الفيلم مستوحى من قصة فارس عربي عاش في القرن السابع الميلادي، وتدور أحداثه حول مغامرة الشاب محمد بن القاسم، الذي أخذ عهدًا على نفسه، بإنقاذ النساء والأطفال، المُختطَفين من قبل قراصنة المحيط الهندي.
قصة صناعة الفيلم هي أيضاً مغامرة ورحلة طويلة، استمرت حوالي عشرين عاماً، استغرقها بشير الديك، لصناعة الفيلم، وهي معلومة، تكفي لجعل الفيلم من أكثر الأفلام المنتظرة في المهرجان.
اقرأ أيضا:
الفيل الأزرق 2 ... جزء ثان ناجح أم فرصة مهدرة؟
"خيال مآته" يجمع بينهما مجددًا.. تاريخ التعاون بين حلمي وخالد مرعي