كما احترف عمرو دياب فن صناعة الجدل بكل جديد يطرحه فى العلن أو حتى يحتفظ به سرا ؛ احترف البعض منا فن صناعة "النكد وتقل الدم".. لدرجة وصلت إلى حد التربص بكل ما هو مختلف وعدم القدرة على تقبل "الهزار الفنى" المتمثل أحيانا فى أغنية خفيفة لا مبرر لوجودها من الأساس سوى "الإنبساط" لثلاث دقائق هى عمر الأغنية.
منذ قليل طرح دياب أغنية من ألبومه الجديد بنظام "التنقيط" الذى يتبعه منذ فترة بطرح أغنيات ألبوماته واحدة تلو الأخرى وهو الأسلوب الذى أسجل هنا من جديد اعتراضى عليه شكلا ومضمونا؛ المهم.
الأغنية تحمل اسم "يوم تلات" كتب كلماتها الشاعر تامر حسين ولحنها عزيز الشافعى فى أول تعاون له مع عمرو دياب ووزعها موسيقيًا أسامة الهندى الحامل لأختام التوزيعات الموسيقية لمعظم أغنيات عمرو دياب خلال السنوات العشر الأخيرة.
طرح دياب أغنيته المعنونه "يوم تلات" فى الساعات الأولى من صباح يوم الثلاثاء "إفيه وكده " ؛ خرجت الأغنية للنور بسيطة خفيفة فى كلماتها العامية التى حملت بين طياتها مفردات غريبة على دياب نفسه " قعدة وإنبساط غدا وعزمونى .. فتفتوا الفتافيت وفتنونى" .. وجاء اللحن متسقا مع بساطة الكلمات فصاغ عزيز الشافعى لحن مقسوم مصرى أصيل؛ غنى منه عمرو دياب نفسه عشرات الأغنيات فى سنوات مشواره الغنائى بل وأبدع فيه.
ويتميز رتم المقسوم بقربه من أذان المستمع المصرى بحكم العادة "والرقص أحيانا" ؛ وعادة ما تحقق الأغنيات المعتمدة على هذا الرتم نجاح يفوق مثيلاتها ممن يعتمد فيهم المطرب على الأشكال الموسيقية الغربية مثل الهاوس والريجى تون والإيقاع الاسبانى مثلا.
أما التوزيع فلم يكن مطلوبا أبدا من الموزع أسامة الهندى "الفزلكة" فى وضع التصور الموسيقى للحن مقسوم معروف مسبقا لأى موزع موسيقى الألات الشرقية التى من المفترض إستخدامها لوضع توزيع موسيقى لهذا اللون فوجدت ألات مثل "الرق و الطبلة والقانون " بجانب الجيتار.
واعتمد الملحن على أن يقدم دياب الأغنية باسلوب "السرد" أى غناء الكلمات تباعا بدون التقيد بفكرة المذهب والكوبلية والسينيو وهى إحدى الطرق فى الغناء للأغنيات التى تحمل كوبليهات طويلة فى الكلمات المكتوبة .
الأغنية فى مجملها أغنية خفيفة – أغنية صيف إن صح التعبير- جيدة الصنع هدفها الوحيد "إنبساط " المستمع لأن عمرو دياب ببساطة لم يصرح أنه يغنى قصيدة من كلمات نزار قبانى مثلا لنتناولها بالنقد والتحليل الموسيقى لمعرفة أبعاد الكلمات ووقع اللحن وتأثير التوزيع الموسيقى عليها ؛ هى فى النهاية أغنية معروفة الهدف فليس من الحكمة أن تتحمل كل هذا الكم من النقد والهجوم إن وضعت فى مكانتها الطبيعية ولم يتم تحميلها فوق طاقتها.
فماذا أنتم فاعلون إن غنى عمرو دياب اليوم " بقالة الأمانة ونصحى السروجى عاملين لى شركة فى مشروع بوتيك .. ونادوا لعبده الفرارجى يشاركهم فرد بألاطه محبش شريك"؟ بالتأكيد كنتم ستطالبون بمنعه من الغناء.
اقرأ أيضًا: