تساؤل كبير مطروح بداخل كل محبي Toy Story بعد مشاهدة جزئه الرابع، "هل وصلنا لما بعد النهائية؟".
جاءت نهاية الجزء الرابع محزنة بعض الشيء لكل عشاق السلسلة التي بدأت مغامراتها في 1994، تفرق الرفاق رغم كل محاولاتهم في الحفاظ على تواجدهم سويا طيلة الأجزاء الماضية، رغم تضحيات "وودي" المختلفة سواء بعودته لـ"آندي" بدلا من الاحتفاظ به في متحف في اليابان في الجزء الثاني، أو رفضه الذهاب مع "آندي" في الجزء الثالث للجامعة في سبيل البقاء مع أصدقائه.. والأعجب أن الوحيد الذي ضحى هو من قرر الابتعاد!
"بقيت لعبة ضايعة"
هل تذكر ذعر "وودي" في الجزء الأول من فكرة ضياعه من "آندي" وأن يصبح لعبة بلا صاحب! ربما وصل صديقنا الآن لمرحلة من النضج بسبب التجارب التي مر بها طيلة السنوات الماضية وشعوره بأنه ليس دوما الأهم في حياة أحبابه، وقرر تحدي أكبر مخاوفه ليخرج من منطقة أمانه ويتحدى المجهول.
مشاعر النضج سيطرت على الجزء الرابع من الفيلم بشكل كبير، وجاء هذا واضحا من أصوات مؤديي الشخصيات مثل توم هانكس وتيم آلان اللذان بالتأكيد تغيرت نبرات صوتهم مع الزمن، ربما يريد الأصدقاء إنهاء رسالتهم مع جيل أصبح الآن في العقد الثالث من حياتهم بأن عليكم الخروج من منطقة الآمان وتحدي مخاوفكم والاستماع لصوتكم الداخلي بعيدا عن كل العوامل المؤثرة حولك وآراء المحيطين بك، استمع لصوتك فقط.
ربما ستعيد فهم جملة "مش برده يا حبيبي الضياع إحساس هيجمعنا سوى" للمطربة أنغام من أغنية "كل ما نقرب لبعض" عندما تشاهد الفيلم، فأحيانا الضياع يكون حرفيا يجمعك بمن تحب ولكنك لا تعلم وتحاول جذبه لآمانك ولكنه لا يريد!
"اغتم الفرصة الثانية"
مشهد يخطف أنفاسك في بداية الفيلم عندما يرفض "وودي" مرافقة "بو بيب" للمجهول من أجل "آندي"، ولأنك تعلم ما حدث بعده ستتأكد أن قراره لم يكن خاطئا بشكل كبير في اتباع قلبه، "وودي" أكثر ما يميزه مثلما جاء على لسان مالكه الأول "اللي بيميز شخصيته فعلا أنه عمره ما يتخلى عن صاحبه أبدا.. مايتخلاش عنه مهما حصل".
ليعود ويتكرر نفس المشهد في النهاية ولكن مع معطيات مختلفة، "وودي" لم يعد المفضل، ولكنه مازال القائد! وهذا لا يكف للعيش سعيدا طويلا، ولذلك يتغير القرار الذي يذيب قلبك وأنت تجده يختار أكبر مخاوفه لاغتنام الفرصة الثانية.
شخصيات جديدة بكوميديا مختلفة
انضم في الجزء الجديد العديد من الشخصيات في الفيلم منها المحورية مثل "جابي جابي" -كريستينا هيندريك- التي تجبرك على كرهها في البداية ولكنك تعذر الشر الكامن بداخلها بعدها، ومعاونيها المرعبين!
وأيضا المميز "فوركي" -توني هال- الذي يعاني من أزمة هوية طيلة الفيلم ولكن "وودي" يتمكن من تهدئته.