هذا الفيلم أحبه ... ربع قرن في غرام الملك الأسد

تاريخ النشر: الأربعاء، 24 يوليو، 2019 | آخر تحديث:
الملصق الدعائي لفيلم "الأسد الملك"

يا إلهي! مر من العمر 25 عاما منذ وقعت في الحب من أول نظرة! كنت طفلة لم يتجاوز عمري الـ6 سنوات وأتذكر جيدا انتظاري وشغفي لمشاهدة بطلي "سيمبا"! لطالما حسدت أسرة الحلو لامتلاكهم أسود وأشبال في بيتهم بينما يرفض والديّ اقتنائها وأنا أبحث فقط عن البطل "سيمبا" حتى وإن لم أتمكن أن أكون له "نالا".

قصة حبي لـ"سيمبا" أو "الأسد الملك" The Lion King لم تبدأ فقط لأنه الأسد الوسيم ذو الابتسامة الساحرة، أو منذ مشاهدة الفيلم فقط، فسبقه تحضيرات، كان صديق والدي -رحمه الله- مطلع على السينما العالمية ولديه حب كبير للكرتون وخاصة أفلام والت ديزني، يحبها ويفضلها عن "وارنر بروز"، وكان يجيد الرسم، ظل يرسم لي شخصيات الفيلم ويتركني ألونها وخلال هذه الفترة كان يروي لي ويريني مجموعة من الأفلام الوثائقية عن تعب شركة ديزني لرسم شخصيات الفيلم، كان انبهاره وسعادته ومجهوده الجبار في تجميع هذه الأفلام في عصر لم يكن للانترنت وجود تقريبا في الدول العربية يحمسني ويحببني في الفيلم المنتظر!

يروي صناع الفيلم أن رسم الشخصيات لم يكن سهلا، فالأمر استلزم تواجد أسود أحيانا في الاستديو ليتم الرسم بشكل واقعي في حركات الجسم والوجه، ليخرج الفيلم بالصورة التي شاهدناها، كما استلزم الأمر إضافة لمحة كرتونية على الملامح حتى لا تخرج الشخصيات بشكل ممل بالنسبة لفيلم كرتون.

تعرف على سر تحرش "سكار" بـ"نالا" وحقيقة ظهور SEX في سماء Lion King

مجهود جبار استلزم تحضيراته سنوات ليعش بيننا كجيل لسنوات أيضا دون أن ننساه، ويظل علامة فارقة في ذكرياتنا، ولكن لماذا أحب The Lion King؟ إجابتي كطفلة هي بالتأكيد "سيمبا" البطل الذي يعلم الأطفال أن الاستسلام ليس حلا وعليك مواجهة ماضيك والحفاظ على مكانتك في "دائرة الحياة"، ولأن الشخصية كانت منفذة بشكل أشبه للحقيقة كنت أتناسى أنه أسد وكرتون وأتمنى مقابلته! ولكن بعد مرور كل هذه السنوات هل تغيرت إجابتي؟ نعم!

بعد انتهاء عصر الفيديو وأصبحت شرائطه في البيت من "الكراكيب" -انتبه أنت الآن تقتحم فترة مراهقتي- بحثت على الانترنت عن فيلمي المفضل The Lion King، واكتشفت حقائق زادت من حبي له أضعافا، منها أن اسم بطلي "سيمبا" يعني باللغة السواحلي "أسد"، وأن "هاكونا ماتاتا" لها معنى! ليست مجرد كلمة ساخرة وبنفس اللغة تعني أنه لا وجود للمشاكل، و"موفاسا" تعني الملك! وكل اسم في الفيلم لم يكن اختياره من محض الصدفة بل تم بعناية فائقة.

"سيدي ضباع في أرض العزة!"كانت هذه استغاثة "زازو" التي أطلقها مذعورا في وجه "موفاسا"، فلم هذا الذعر؟ علمت مؤخرا أن الأسود بالفعل تخشى الضباع!

*يمكنك التأكد من هذه المعلومات*

يقولون إن الفيلم الجيد لا ترفض مشاهدته لمجرد أن أحداثه "محروقة" بل دوما تكتشف جديدا به، في حال The Lion King الجديد في المشاعر التي تنتابك عند مشاهدة لحظات الفرح والحزن، فحتى الآن مازلت أبكي موت موفاسا وأحيانا أتهرب من مشاهدة هذا المشهد حتى لا أبكي، وأفرح وأغني مع أغنية I Just Can't Wait To Be King أو "ماقدرش أصبر لما أبقى ملك"، و Be Prepared أو "استعدوا".

"الأسد الملك" فيلم متكامل العناصر، على صعيد القصة، بها الصراع المفهوم على السلطة والخير والشر، وأيضا قصة الحب الرومانسية والكوميديا التي قُدمت من خلال شخصيتي "تيمون" و"بومبا" الخالدتين مع إضافات بسيطة لـ"رفيكي" و"زازو".

أما الإخراج وصناعة الفيلم نفسها كانت مرهقة فمشهد "البقر الوحشي" استلزم تصميمه 3 سنوات ليخرج على الشاشة لمدة لا تزيد عن 3 دقائق! به درجة كبيرة من الإتقان التي يصعب تكرارها في فيلم كرتوني مرسوم عن البشر مثلا.

الموسيقى التصويرية والأغاني، فحدث ولا حرج، الفيلم حاصل على جائزة أوسكار عن أغنيته Can You Feel The Love Tonight، وجائزة Golden Globe كأفضل فيلم موسيقي.

كل هذه الأسباب جعلت من The Lion King فيلمي المفضل!