جاء يوم الاثنين الرابع والعشرون من يونيو ومعه رابع أيام مهرجان موازين، ليلة كان النصيب الأكبر منها لفن الراب والهيب هوب، ولكن أيضًا العروض الأخرى نالت جزءًا كبيرًا من وقت العرض، واستحسان الجمهور، فعلى مدار اليوم وعلى مسارح المهرجان قدم لنا موازين كعادته مزيجًا من أنواع الموسيقى المختلفة.
كان جمهور مسرح "أولم السويسي" على موعد مع أمسية احتفالية مع فنان غير عادي أبحر بالجمهور في موسيقى "دونجا فميلي"، والموسيقى الحديثة، "فيوتشر" الأمريكي صاحب الراب الأكثر إثارة الذي عبر الأطلسي ليجلب لمسرح السويسي جمهور كبير لا نراه إلا مع ميغاستار مثله.
وعلى المنصة الدولية كان الراب أيضًا هو سيد الموقف، الراب الذي تجسد في أداء رمز الراب الفرنسي ذو الكلمة الهادفة "أوريل سان"، حيث كان الحضور الغفير هو أكبر دليل على شهرته العالمية ومكانته في قلوب الجمهور المغربي خاصة.
مسرح ثالث احتضن فن الراب والهيب هوب هو المسرح الوطني محمد الخامس، وذلك من خلال الفرنسي "عبد الملك أبر" الذي قدم موسيقى راب جديدة تتفوق على جميع الأنواع، عبد الملك ذو المواهب المتعددة حيث أنه شاعر، كاتب، ومخرج أيضًا، قدم أقوى الكلمات المصحوبة بموسيقى مبهرة استحقت تقديرًا كبيرًا من الجمهور.
أما المغنية الأمازيغية سعيدة تيتريت، فقد تألقت بمزيج من الكلمات الجميلة و الألحان الآسرة و الصوت الحلو في أغاني تجمع بين التقليدي و المعاصر.
وعلى منصة "بورقراق"، كان لدى الجمهور موعد مع فرقة استثنائية، "أمازونز أفريقيا"، تلك الفرقة التي جمعت ثمانية مغنيات تناضل من أجل العنف ضد المرأة، ثمانية من أكبر الأصوات في القارة السمراء.. كانديا كويات، ماماني كيتا، روكسيا كونيه، أنجليك كيدجو، نيكا، مريم كونيه، مونيسا تاندينا، وباميلا بدججو، حيث قدم الثماني عرضًا مبهرًا كانت رسالته السلام والتسامح.
وتجسد حب الموسيقى في مسرح "شالة "، حيث سافر الجمهور عبر أوروبا الشرقية مع فرقة "مارسيلا" وعلى رأسها "لوس مورشاليس"، و"مارسيلا سيزاروفا"، المغنية والراقصة القادمة من سلوفاكيا، والتي تتقن الموسيقى الغجرية السلوفاكية، مما جعل هذه الأمسية مرجعًا قيمًا فريدًا هذا العام لهذا النوع من الموسيقى الشعبيى على المسرح المخصص لها.
أما الفقرة الأهم في اليوم والأكثر جماهيرية كانت على مسرح "النهضة" والتي بدأت بأحد أهم المغنيين الشعبيين المصريين، سعد الصغير، الذي تفاعل معه الجمهور وتجاوب معه منذ البداية رغم اختلاف الثقافات، واستغل سعد ذلك وحرك حماس الجمهور أكثر وأكثر فتراقصت الجماهير على أنغام أغانيه التي أضفت طابع البهجة على قلوب كل من بالمسرح، وأنهى سعد فقرته، بعد أن اهتز بسببها المسرح، بتقديم سفير القضية الفلسطينية محمد عساف الحاصل على جائزة الموسم الثاني من أراب أيدول في عام 2013، والذي أبدع في أداء الأغاني الجبلية والحديثة، والتي اكتمل بها اشتعال المسرح، وانتشاء الجماهير.
وطوال اليوم، على ساحة "مولاي حسن"، وعلى كورنيش "بورقراق"، تمكن رواد المهرجان من اكتشاف "أقديم باتوكادا" وفرقة السيرك "أكرو موروكو" مرة أخرى في فعاليات المهرجان، طوال اليوم كان من الممكن أن نشاهد الألعاب البهلوانية والإيقاعات الراقصة تبهر جمهور الشارع في الرباط.
موازين في يومه الرابع رقص على أنغام سعد الصغير، وابتهج لمحمد عساف، وقفز قلبه من مكانه مصطحبًا قلوب الجماهير معه على أنغام الهيب هوب، لتكتمل الوجبة بباقي فقراته المختلفة.