كازابلانكا.. مغامرة سينمائية تتحدى الملل

تاريخ النشر: الخميس، 6 يونيو، 2019 | آخر تحديث:
كازابلانكا

علي مدار ساعتين إلا ربع هي مدة فيلم "كازابلانكا"، تعيش مغامرة من الأكشن الذي نفذ بطريقة جيدة لا تشعر بالملل، تجذبك أحداث الفيلم وتفكر أي من هؤلاء هو الخائن، وهل سيموت أحد منهم؟

"عمر المر"، "عرابي" و"رشيد" أبطال الحكاية، "هجامين البحر"، يقرر قائدهم "المر" أمير كرارة أن تكون مهمة الهجوم على سفينة "كازابلانكا" آخر مهمة لهم وبعدها يتوب ويتجه للعمل في طريق شريف. هنا تبدأ الحكاية، مع آخر عملية يقومون بها التي تتسبب في فراقهم لمدة 3 سنوات تتغير فيها الكثير من الأمور.

طوال الفيلم أنت ترى مشاهد أكشن نفذت بجودة عالية، سيارات تطير في الهواء، انفجارات، هذا غير الشجار الذي يحدث بين بطل الفيلم "عمر المر" القوي الذي لا يستطيع أحد الوقوف أمامه، مع عدد كبير من الأشخاص سواء من الأبطال أو مساعديهم، وهو ما قد يؤخذ بعض الشيء على الفيلم وبطله، إذ يكرر أمير كرارة فكرة أنه الشاب القوي الجدع الذي إذا دخل معركة ما مع عدد من الأشخاص يضربهم جميعا بمفرده دون مساعدة، وسبق وقدم هذه الفكرة سواء في الأفلام أو المسلسلات.

الملفت في هذا الفيلم هو طريقة سرد الأحداث لن تشعر بملل أو تتوقف للحظة لتسأل نفسك متى حدث هذا الأمر، رغم سرعة الأحداث وتطورها ووجود خيوط متشابكة، لكن مع الاستعانة بفكرة الراوي الذي يفسر لك ما يحدث ستفهم كل الأمور، إذ استطاع المؤلف هشام هلال أن يجذب المشاهد منذ البداية من خلال حكاية الأصدقاء وما حدث معهم، لتتطور الأحداث ولكن بترتيب يُفهم الجمهور ما يحدث، وساعد على ذلك أيضا المخرج بيتر ميمي من خلال الصورة التي رسمها من البداية لكل شخصية، وتمكنه من إخراج مشاهد الأكشن بحرفية فلا تشعر أن بها خطأ ولن تقارنها للحظة بأي أعمال أخرى لأنك ستتابع بكل تركيز ما يحدث.

ورغم أنه مصنف كفيلم أكشن، لم يخل من الكوميديا التي لم تكن دخيلة، خاصة الممثل عمرو عبد الجليل "عرابي" الذي استطاع إضحاك الجمهور لأكثر من مرة، كذلك مواقف بين "لبلبة" وإياد نصار "رشيد".

وبالحديث عن إياد نصار قدم دوره بشكل رائع، نراه في صورة مختلفة عن الأدوار التي سبق وقدمها سواء في الشكل أو الأداء، يحيرك طوال الفيلم هل هو الصديق الطيب الوفي أم أنه الخائن، كما كانت بينه وبين عمرو عبد الجليل مباراة تمثيلية كل منهما قدم أفضل ما عنده.

أما غادة عادل على الرغم من أن دورها لا يعد كبيرا، لكنها ظهرت بشكل مختلف بعيدا عن الفتاة الهادئة الحالمة، هي المشاغبة النصابة كما قدمت مشاهد أكشن.

كذلك ضيوف الشرف أضافوا إلى الفيلم من أول لقطة بظهور مصطفى شعبان إلى آخر لقطة بظهور أحمد فهمي، ولا ننسى إطلالة نيللي كريم والأكشن ومشاهد الضرب التي قامت بها.

فيما كان اختيار الممثل التركي هاليت أرجنش موفقا، إذ أدى دورة بشكل رائع، على الرغم من ظهوره ضيف شرف لكن القصة تدور حولة فمنذ بداية الفيلم أنت تسمع اسم "دراجون" تنتظر أن تراه ومهد المخرج لظهوره بشكل جيد، ترى من نظراته قسوته وأنه لا يرحم أحدا، نبره صوته الهادئة التي تدل على خبث الشخصية، إطلالة جديدة لنجم تركي أحبه الجمهور العربي وتعلقت به الفتيات برومانسيته، لنرى جانبا آخر منه.

في النهاية فيلم "كازابلانكا" فيلم أكشن نفذ بحرافية، فيه قصة تستمع بمشاهدتها وتفاجأ في نهايتها، وتخرج بعده معك بعض اللزمات التي ستصبح فيما بعد منتشره بين الأصدقاء.