ربما من السهل علينا توقع الأعمال السينمائية التي ستنافس على جائزة أوسكار أفضل فيلم، في الدورة الـ91، لكن من الصعب الجزم بأن هناك فيلما أقرب للفوز.
ففي كل حفل جوائز من الحفلات الأخرى المهمة التي أقيمت حتى الآن، يتوج فيلم مختلف بجائزة الأفضل. فعلى سبيل المثال، اختار القائمون على الجولدن جلوب منح Bohemian Rhapsody لبراين سينجر جائزة الفيلم الدرامي، وGreen Book لبيتر فاريلي جائزة الفيلم الكوميدي/ الموسيقي. أما في حفل اختيار النقاد، كان فيلم Roma لألفونسو كوارون الفائز الأكبر بعد تتويجه بجوائز أفضل فيلم، وأفضل إخراج، وأفضل تصوير سينمائي، وأفضل فيلم أجنبي. وكان لفيلم برادلي كوبر A Star Is Born نصيب من جوائز جمعيات النقد المختلفة وجوائز العمل الأول.
يعتبر كثيرون أن جوائز اختيار النقاد تحديدا تحمل مؤشرا واضحا بشأن الفائز بجائزة أفضل فيلم في الأوسكار. فقد توافقت اختياراتها مع أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة 8 مرات، في آخر 10 سنوات، لكن حدث اختلاف في عام 2011 عندما فاز فيلم The Social Network بدلا من The King's Speech، وفي عام 2017 مع فوز فيلم La La Land بدلا من Moonlight.
وبالتالي، فإن Roma مرشح يتمتع بثقل كبير في سباق أوسكار 2019، لكن ربما تكتفي الأكاديمية بمنحه جائزة أفضل فيلم أجنبي، وتمنح جائزتها الأهم لفيلم مختلف.
هناك حفلا آخر ينتظره متابعو الموسم فارغ الصبر، يشير بشكل كبير إلى الفائز، أو على الأقل يحصر المنافسة بين فيلمين، إذا جاءت نتيجته متباينة مع جوائز اختيار النقاد. نتحدث عن حفل جوائز نقابة المنتجين الأمريكيين، الذي توج فيلم Green Book بجائزة الأفضل، قبل يوم. فمنذ الإعلان عن النتيجة، تساءل كثيرون حول فرص نيل Green Book للأوسكار. خاصة وأنه منذ تأسيس حفل جوائز المنتجين عام 1990، توافقت نتائجه مع أكاديمية الأوسكار 21 مرة.
لكن الأزمات التي واجهت صناع الفيلم خلال الفترة الماضية، ربما تقف عائقا أمام فوزه بالجائزة الأهم في هوليوود. حول هذا الأمر، يشير موقع IndieWire، إلى أن العديد من أعضاء الأكاديمية إما لا يعرفون شيئا عن الأزمة المشتعلة بين صناع الفيلم وعائلة دون شيرلي، أو أنهم لا يهتمون. ويؤكد أن الفيلم يحظى بدعم الكثير من الممثلين والكتاب، بالرغم من عدم ترشحه لجائزة أفضل فريق عمل من قبل نقابة الممثلين. إلى جانب أنه سيروق إلى الرجال من أصحاب البشرة البيضاء الذين يسيطرون على عضوية الأكاديمية حتى الآن.
جدير بالذكر أن الفيلم تعرض لانتقادات كثيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب كاتب السيناريو نيك فاليلونجا، الذي كتب تغريدة عبر موقع Twitterعام 2015، تحمل قدرا كبيرا من العنصرية تجاه المسلمين. كانت التغريدة تأييدا لتصريحات قالها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تفيد بأنه شاهد آلاف المسلمين في ولاية نيو جيرسي يحتفلون بهجمات 11 سبتمبر التي وقعت عام 2001.
كما أن مخرج الفيلم بيتر فاريلي، واجه أزمة مشابهة نظرا لتورطه في سوك السلوك الجنسي. فقد أعاد موقع The Cut نشر قصة عنه تعود إلى عام 1998، تفيد بأنه اعتاد على الكشف عن عضوه الذكري أمام الناس كنوع من المزاح. وقد كان من بين الأشخاص الذين تصرف معهم على هذا النحو، الممثلة كاميرون دياز، قبل مشاركتها في فيلم There's Something About Mary، الذي تولى إخراجه هو وشقيقه بوبي فاريلي.
وفيما يخص أزمة عائلة شيرلي، فقد تحدثت واحدة من أقاربه، تدعى إيفون شيرلي، لمجلة The Hollywood Reporter، قائلة: "لقد قرر صناع الفيلم أن يجعلوا دون شيرلي، شخصا بعيدا عن عائلته السوداء، رغم أن ذلك لم يكن صحيحًا. قرروا أن يجعلوه منفصلا بشكل سخيف عن مجتمع السود وثقافتهم. وهذا لم يكن صحيحا أيضًا. كما قرروا أن تكون فترة تكوينه في أوروبا، بالرغم من أنه قضاها في الجنوب حيث ولد ونشأ".
فيلم Green Book، المنتج من قبل شركة Universal، مأخوذ عن قصة حقيقية عايشها والد نيك فاليلونجا، الذي قاد سيارة مصطحبا عازف البيانو الأسمر البشرة، دون شيرلي، في جولة موسيقية بولايات الجنوب الأمريكي الأكثر تعصبًا ضد الملونين.
اقرأ أيضا:
ترشيحات "التوتة الذهبية" للأسوأ- جون ترافولتا ينافس جوني ديب.. ترامب ضمن القائمة!
فيلم Roma.. لوحة مرسومة من وحي الذكريات